و هنا نتحدث عن مرسى جميل عزيز الشاعر المتفرد الرقيق و الذى يطلقون عليه ( ابتسارا ) شاعر الألف أغنية ،وهو صاحب القامة الطولى فى كتابة الأغنية المفعمة بالصور و المشاهد ، ، و الموحية بالمواقف الدرامية ، بدءا من ( الحلوة داير شباكها / يا مزوق يا ورد ف عود / يامة القمر ع الباب / لعبة الأيام .. و انتهاءا ب : فات الميعاد / ألف ليلة و ليلة / من غير ليه ) ..
و باعتبار شاعرنا من أصول ريفية ، و ملم بلهجة الشراقوة ، و التى لا تختلف كثيرا عن اللهجات الريفية فى محافظات وجه بحرى ، فقد صاغ ( عواد ) بلهجة مطابقة تماما للمنطوق الريفى ، حتى بتفاصيلها الصغيرة التى كثيرا ما يفشل فى رصدها مخرجون و فنانون..
( نذكر فى هذا الصدد وصيفة فى فيلم الأرض من اخراج يوسف شاهين ، و التى كانت تتكلم بلهجة قاهرية !)
و لنستمع معا الى تلك الأمثلة من ( عوّاد )
مالك كدا زى اللى ماتَت له جاموسهِ
( بنصب التاء الأولى فى ماتت ، و جر الهاء فى جاموسه ).. .
دى غنوة قدمت قوى يا سليم ،
و التى نطقت على الشاكلة : ( دى غينوا جدمِت جاوى يا سليم ) ..
و استمعوا اللى تلك الجمل ، ليدرك من عاشر أهل الريف أو تعرف على لهجتهم ، أو
كان منهم ، أن المؤلف قد ضاهى اللهجة تماما ، ساعده فى ذلك الأداء العبقرى لصلاح منصور:
آدى الرقص و المغنى .. آدى الحظ
كانت سَتراك و مقوّتاك
هو تحقيق ؟! ..هو انى أول واحد باع أرضه ؟!
البَتر عُقبه وِحش يا بن عمى
بالاضافة الى اختياره لأسماء أبطال العمل ، والتى تنتشر فى الريف ( عواد / محضية / سليم / حمدان / وهيبة ....) ، و تلك مصداقية فى تجسيد الدراما
بينما نجد أن الغالبية العظمى ممن يتصدى للّهجة ( الصعيدية ) بالذات فى الدراما المرئية أو المسموعة ،يلجأون الى استعارة اللهجة ، أو استدعاءها بذهنية فانتازية ، فتخرج ممسوخة و مستولدة و سخيفة ، مما يفقد العمل مصداقيته ، بل و يدعو للسخرية !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال