هيـــام هلال

[لؤي الصايم]

هيـــام هلال

هي فاطمة مصطفى هلال وهذا هو إسمها الذي ولدت بها وتم إطلاق اسم "هيام هلال " إسماً فنياً بعد ذلك هيام هلال من مواليد مدينة الأسكندرية في حي الأنفوشي بالأسكندرية، في 22 مايو عام 1944، وكان والدها صاحب صالون حلاقة للسيدات، ولديها ستة من الإخوة والأخوات ولذلك لم تتم مراحل تعليمها وقيل أيضا أنها كانت تسكن في بيت يملكه جد الفنان سمير صبري بحى غرب اسكندرية ، وكان والدها يعمل موظفًا بمصلحة الموانئ، وظهرت موهبتها الفنية في الغناء بمدرسة نبوية موسى، وكانت تسبقها في الدراسة المطربة ليلى جمال.
ولما لاحظ والدها جمال صوتها اصطحبها لمقر إذاعة الأسكندرية آنذاك واستمع لها الأستاذ "حافظ عبد الوهاب" إلا أنه نصحه بالتوجه للقاهرة .وبالفعل اتجه هو والأسرة بعد أن باع كل ما يملك وأخذ أسرته إلى القاهرة وقطن في شارع "محمد علي لتمارس "فاطمة" الغناء في الأفراح والحفلات .ومرة من المرات ذهبت هيام مع إحدى صديقاتها والتي تعمل كومبارس إلى إستوديو مصر لتشاهد الإعدادات لفيلم "الله أكبر" بطولة زهرة العلا، ومحمد الدفراوي. فالتقت هناك بفنان السيرك أحمد البِرنْس الذي كان يشارك في الفيلم، وتعارفا ببعضهما وعرف أنها تمتلك صوت عذب، ومع الوقت تطورت العلاقة بينهما حتى وصلت إلى الزواج
ولما كان "أحمد البرنس" يعمل بالسيرك وله فقرات مميزة فألحق زوجته هيام بالعمل أيضا بالسيرك كراقصة في الفرقة القومية للفنون، منذ ذلك الحين أصبح اسمها "هيام هلال"
شاركت هيام هلال في معظم رقصات الفرقة وكذلك شاركت في رقصة استعراض فيلم "صغيرة على الحب" لسعاد حسني ورشدي أباظة. ومن خلال الفرقة القومية طافت العالم كله حيث زارت أكثر من 30 دولة
ولجمال صوتها جعل منظمي الفرقة يستعينوا بها في الغناء مع الرقصات، وإحتجت وقتها المطربة ليلى نظمي مطربة الفرقة، وهنا قال مدير الفرقة لـ ليلي نظمي أنه لا داعي لإحتجاجك لأن هيام هلال بنت الفرقة، وتعمل كراقصة.
ولكن ليلى نظمي أصرت وهددت بالإستقالة، وبالفعل إستقالت وحلت هيام هلال محلها، وراحت تغني في الفرقة وتسجل الفرقة أغنياتها على اسطوانات بشركة صوت القاهرة، وتبنتها شركة صوت القاهرة وانتجت لها أسطوانة.
مضت أشهر ولم تطبع الأسطوانة وذات يوم فوجئ "جلال نوارة" كبير مهندسي صوت القاهرة بمن يطلب منه إعطاء الأغنية للمطربة الجديدة ليلى نظمي التى كانت الورقة الرابحة في هذا الوقت.
وكانت حجة المسؤول أن هيام هلال مطربة غير معروفة، ولا يجب أن تضيع الأموال التى تم دفعها للشاعر والملحن لصوت غير معروف، لن يُقبل الناس على شراء إسطوانة له.وغضب جلال نوارة ، وقال كما جاء في تقرير مجلة (الشبكة): "هذا حرام "، وراح يدافع عن هيام هلال ويقول إن هذه فرصتها ومن الظلم أن نحرمها منها.
وصادف وجود سيدة الغناء العربي أم كلثوم خلال كلام جلال نوارة ، حيث دخلت الإستوديو لتسجيل أغنية الحب كله ، وما إن سمعت الحوار كاملاً حتى قالت له: ممكن تسمعني صوت هيام يا جلال ؟
وبعد استماعها أشادت بصوت المطربة الجديدة، وطلبت أن تراها، وبعد أيام ذهبت هيام هلال بالفعل إلى الإستوديو، وفوجئت بسيدة الغناء العربي هناك، ولم تصدق هيام هلال نفسها، وأجهشت باكيةً.
وبعد أن هدأتها كوكب الشرق ، طلبت منها أن تغني، وغنت هيام هلال ، وامتدحتها سيدة الغناء العربي، وقالت لها إن شكلها مصري مائة بالمائة، وأن صوتها جميل. ولمدة ساعة كاملة راحت الست تستمع لصوت هيام هلال، وفي النهاية قالت:" لا تمسحوا هذا الشريط.. هيام صوت عذب جدًا"
وكان الموسيقار بليغ حمدي متواجدًا، فنظرت لبليغ وقالت له: إديها لحن يا بليغ ، فرد: من عيني يا ست ، وبالفعل لحن لها بليغ حمدي أغنيتين واحدة وطنية عن السد العالي ، والثانية عاطفية بعنوان الحارس الله كلمات محمد حمزة. ولحن لها محمود الشريف بعد ذلك وعبد العظيم محمد
وفي أحد الأيام وأثناء تواجد هيام هلال في الإذاعة قابلت المطربة الكبيرة فايزة أحمد التى أشادت بصوتها أيضا، وطلبت من زوجها محمد سلطان الذي كان في صحبتها، والتلحين لها.
وبالفعل لحن لها محمد سلطان مجموعة كبيرة من الأغنيات مع الأسف مفقودة باستثناء أغنية واحدة، هى مشغولين عليك والذي طرحته شركة صوت القاهرة) من غير صورة للمطربة، التى تعاونت في هذا الألبوم مع كبار شعراء الأغنية المصرية، حيث تضمن الألبوم 9 أغنيات كلها من ألحان محمد سلطان .
وهذه الأغاني هى "النهاردة يا حبيبي، وكنا هنا" كلمات مجدي نجيب، وكتب لها الشاعر الكبير فاروق شوشه أغنيتين باللهجة العامية وهما طل القمر، وزي اليمام والشجر .
وكذلك الشاعرالكبير حسين السيد كتب لها خمس أغنيات هى كلمتين حلوين، القطر فات، والجنون فنون، كداب كبير، ومشغولين عليك من بعدها اشتركت هيام هلال في أربع حفلات لأضواء المدينة، وكأنما كان القدر يترصد لهلال، فحين طبعت "صوت الفن" اسطوانتها وضعت عليها صورة سهير زكي وحين ذهبت هلال لتحتج وتطالب بحقها قال لها أحد المسئولين هناك: "القطة المغمضة فتحت"، ولم تطبع صورتها على الأسطوانة إلا بعد معركة كبيرة.
. كما شاركت في مسلسل سنبل بعد المليون[1987] فيلم الرداء الأبيض[1975] مسلسل الكعبة المشرفة[1981] فيلم عصر الحب[1986]كماظهرت موهبتها في الغناء في فيلم "العاطفة والجسد"، الذي أخرجه حسن رمزي، والذى استمر عرضه فى دور السينما لمدة خمسة أشهر متواصلة، وقد كان صوتها هو صوت البطلة نجلاء فتحي وهي تقدم أغاني الفيلم لكنه لم يكن صوت نجلاء، وإنما صوت هيام هلال، وللاسف وقتها طبعت الاسطوانات الخاصة باغاني الفيلم بأسم نجلاء فتحي وليس باسم هيام هلال، وحين علمت هيام هلال بهذا الأمر ردت قائلة:" هذه شهادة طيبة لي"،
أعمالها في منتدى سماعي هنــــا
"بتصرف من صفحة جريدة الجمهورية أون لاين وأيضا الدستور أون لاين"