رشيد قسنطيني..الفنان المتكامل من جيل الرواد

[تيمورالجزائري]

" طال الضر عليا "
..
و هو ليس القصيد الشهير لبن قنون المعرف ب " ظالمة"
..
كان رشيد قسنطيني مسرحيا موسيقيا و كاتبا..ببساطة كان فنانا متكاملا كما كان من يصعد على ركح المسرح في بدايات القرن العشرين...
التسجيل عتيق...فرشيد قسنطيني توفي قبل نهاية الحرب العالمية الاولى
..
و هاته سيرة مختصرة له..اتقلها كما وجدتها
..رشيد قسنطيني "شارولوا شابلن" الجزائر
اسمه الحقيقي "رشيد بلخضر"، مطرب، مؤلف، شاعر، وممثل، ولد بحي القصبة بالعاصمة في 11 نوفمبر 1887، دخل المدرسة الابتدائية، لكنه انقطع عن الدراسة ليعمل نجارا إلى جانب والده ثم هاجر إلى فرنسا في بداية الحرب العالمية الأولى ليعيل عائلته، اشتغل هناك عدة سنوات ليعود إلى الجزائر عام 1925، وفي نفس السنة كان لقاءه التاريخي مع الممثل "علالو"، الذي أعجب به وقال عنه "أنه كان مضحكا بالفطرة ومسليا"، فأقنعه بالاشتغال معه في فرقة الزاهية، شارك في أول مسرحية " زواج بوعقلين" التي حققت نجاحا كبيرا، ثم في ست لوحات مقتبسة من "ألف ليلة وليلة"، وفي 1927 تأسست فرقة جديدة تدعى "فرقة الجزائر" مكونة من رشيد قسنطيني، وجلول باش جراح وبعض الهواة، كما ألف ومثل أكثر من ثلاثين عملا مسرحيا منها "العهد الوفي، بني كوجو، بابا قدور، الطماع، زغيربان، عايشة وباندو، تشرتش، ياحسراه عليك، بونقاب..."، وترك بعدها التأليف المسرحي وانضم إلى فرقة "باشطرزي" ليقوم بالأدوار الرئيسية فيها، وذلك من 1934 إلى1938، كما قدم عروضا مسرحية بدار الأوبرا مقتبسة من أعمال فرنسية، وأحيانا من أفلام ك"ثقب في الجدار" الذي حوله إلى "ثقب في الأرض"، و"قريبتي من فرسوفيا" إلى "قريبي من اسطنبول"، فقد نجح بفضل روحه المرحة إلى تحويل هذه الاقتباسات، بشكل يعزز الثقافة المحلية في الجزائر المستعمرة، مستعيدا في ذلك روح النقد والهجاء لعرائس القراقوز التي منعت السلطات الاستعمارية عرضها سنة 1840، يقول عنه علالو "إنه كوميدي كبير وأستاذ في فن الارتجال، يحتل مكانة خاصة في مسرحنا"، كما قال عنه باشطارزي "إن قيمة الإبداع لديه لا تكمن في الحوارات التي تنام بين الورق التي تشكل بالنسبة إليه، خيوط أو محاور توجهه، ولكن في الحياة النشيطة وخياله كمؤلف بارع يعطيه القدرة على تكوين العبارات الناطقة لشخصيات المسرحية ووصف سلوكياتها الخارجية في حركاتها"، والقسم الأكبر من تراثه المسرحي بقي ارتجالا ولم يجر تثبيته في نصوص مكتوبة، ورغم الآلام والمعاناة التي كابدها جراء مرض عضال، إلا أنه احتفظ بروح الدعابة وسرعة البديهة خلال مسيرته الفنية وقد غادر مسرح الحياة.. من الباب الخلفي في 13 جويلية 1944، عن عمر يناهز 57 سنة، مسار نضال خاص ومتميز، رحمه الله.