قفشات السـت - اهرام الجمعة 6 يناير 2012
مثلما كانت سيدة الغناء العربى، كانت سيدة القفشة الحراقة! مثلما كانت كوكب الشرق، كانت كوكب النكتة الساخنة. عرفناها جميعاً أسطورة للطرب، ولحناً للخلود، ووسادة ناعمة نخبئ فى طياتها أسرارنا فى العشق وارتباكنا فى الغرام، لكننا لم نعرف الوجه الساخر لها، والجانب الضاحك فى سيرتها، فالهرم الكلثومى الذى تم تشييده من لبنات المهابة والجدية والوقار، كان يخفى فى أعماقه خفة ظل لا حدود لها، وروحاً مرحة لا تكف عن التعليق، ومصنعاً للبهجة لا تنطفئ محركاته. فى ذكرى ميلاد أم كلثوم - ولدت فى 30 ديسمبر 1898 - تنقب صفحة «الساخر» فى إفيهاتها اللاذعة التى وجدنا فيها أداة كلثومية لإدارة جيش من الرجال المخلصين. ونبحث فى مداعباتها الكوميدية التى وجدنا فيها أداة لردع المتجاوزين أو طريقة للتبسط مع المبتدئين.
«الساخر» كان لها جار ثقيل فى ظله، بارع فى فرض نفسه عليها، يتفنن فى البحث عن مفاجأة يتحفها بها، فمرة "يطب" عليها ليرتشف معها قهوة الصباح، وأخرى ليحتسى شاى الخامسة مساء، وذات يوم وبينما كان يؤانسها بطلعته البهية، إذا بمجموعة من الضيوف تصل إلى المنزل وتبدأ ثومة فى تعريف جميع الأطراف بعضهم ببعض: أستاذ فلان. أستاذ علان. وحين جاء الدور على هذا الجار قالت:
وده بقى جرثومة (أى جار ثومة)
|