هل يستبان النصح
شعر الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
أمن الغريب وشره نتوجع.... أم من بنيك يحوم هذا المَصرَعُ
فتن توهج شرها وسعيرها....نار تسوق لمصرنا ما يُوجِعُ
فَـكَأَنَّها باتت كفل رزية... ظبى دهته النائبات مُرَوَّعُ
يَـنـهَشنَهُ ,يصلينه ببشاعة ... نهش الوضيع المستزيد الموَلَّعُ
عز النصير له وساء قرينه .... أرحامه أوصالها تُـتَقَطَّعُ
يَـرنو لأوبة منقذ مستيئس... يغضى فيصرع حلمه ما يَسمَعُ
وفدائح ومصائب لا ترعوى...وتشتت وتمزق لا يُـقلِعُ
وَأولاتِ أغراض وزيف داعر... أنياب أغوال ونَهبٌ مُجمَعُ
عز النصير ولات صولة منقذ ... وسَفاهَةٌ تزرى وجهل مفجع
أما الثقاة المخلصين فقل لهم...موتوا بغيظ واصرخوا لن تُسمعوا
هذا مصير الجاهلين ومصركم ...قد حان مصرعها وبئس المَصرَعُ
صرعى هَـوَىَّ وتشتتِ وغوايِ ... فَـتُخُرِّموا وَلِـكُلِّ تيه مَصرَعُ
وَالـدَهرُ لا يَـبقى عَلى أيامه ... إلا الشوامخ والأَعَـزُّ المُمَنعُ
ها قد تحلقت الذئاب بمصرنا... وإذا المنيةُ أقبلتْ لا تُدْفَعُ
ويلومنى من قال صوتُك واهن....أم هل عَزفت وِبتَ من لاَيَصدَعُ
ما بالُ قَلْبِكَ لا يُفتت أم قِلىً .. ونسيت أهلَك واطمأن المضجع ُ
فأجبته دع عنك ذلك إنهم...أودى بهم جهلٌ غوىٌ أنقعُ
أودى بهم وكأنهم لم يُصَدعوا...وكأنهم حُمرٌ صغارٌ ترتعُ
ِسيقت جميعاً للحتوف بظِلفها.... وأخالُها باتت لظاً يتمهيع
باتت أسيرة نازق متسربل ... بالزور معسول الوعود مُـجَعجِعُ
لم يجدها نوح ولهفة ضارع.....وَلَـسَوفَ يأنس بِالبُكا مِن ُيَفجَعُ
وإذا الجهالة ُ أنشبت أظفارَها....ألفيتَ كلَ نصيحةٍ لا تنفعُ
كَم مِن صريع قومهم ومصيرهم.... تركوا القياد لغيرهم فَتَصَدَّعوا
وتجلدي للطامعين أريهموا.....أنّا بإذن الله لن نتضعضع ُ
بتنا نرى أنَ الجحيم مُشَرّعٌ ....ولسوف يندم من به مستمتِع ُ
ولنصْبِرن ونعلون ونتقى ....كيدا يُراد بنا وهولا مفزِعُ
والعودُ أحمدُ إن تنزه سعينا...والدهر ليس بمسعف مَن يَجزَعُ
يارب إنا بالكنانة نرتجى ... فيضا ونصرا ينجلي فيُرجِعُ