عن الشاعر الفارسى : عمر الخيام
ترجمة شعرية : أحمد رامى
ألحان : رياض السنباطى
غناء : أم كلثوم
لن أتطرق بالطبع للنص الشعرى .. لأن هذا ليس من إختصاصى .. وسيكون التحليل قاصراً على اللحن
إختار عمنا السنباطى مقام الراست ليبدأ به لحنه .. ويكون هو المقام الرئيسى للحن
نسمع فى البداية مقدمة موسيقية تعزفها الفرقة بكاملها .. بإستثناء صولو وحيد للناى
مقدمة ليست طويلة .. من الراست طبعاً .. مع كوكتيل من الإيقاعات ( مصمودى كبير ، واحدة كبيرة ، مقسوم )
ونلاحظ فى المقدمة الموسيقية .. أن السنباطى لم يستخدم سلم الراست كما هو .. وإنما لف بنا ودار حول المقام
حيث نسمع مقام السوزناك حين يعود لدرجة ركوز الراست فى نهاية الجملة الموسيقية
تغنى أم كلثوم ( سمعت صوتاً هاتفاً فى السحر ) من الراست طبعاً
ولا شئ غير الراست .. أللهم إلا تحويلة صغيرة جداً .. حيث أنه إستعمل اللا بيمول بدلاً من اللا الطبيعية ( ناتوريل )
نسمع هذه التحويلة عند ( هبوا إملأوا كاس المنى )
وقبل أن نسترسل فى التحليل .. يجب أن نعرف أن السنباطى لحن الرباعيات كما هى .. أى كل رباعية بلحن مختلف
نسمع لازمة موسيقية تمهيداً للرباعية التالية .. وسنلاحظ أن هذه اللازمة هى نفسها التيمة الرئيسية التى إستعملها فى المقدمة
والتيمة .. هى الجزء الموسيقى الذى يتكرر كثيراً أثناء الأغنية .. وتكون غالباً من المقام الرئيسى للعمل .
تغنى أم كلثوم ( لا تشغل البال بماضى الزمان ) .. من الراست أيضاً
وكالعادة .. لا يكتفى السنباطى بسلم الراست الطبيعى .. فيلجأ لإستعمال العُرب .. ليعود بعدها بسلامة الله لدرجة ركوز الراست
ونفس التيمة الموسيقية .. كما إتفقنا
وتغنى أم كلثوم ( غدُ بظهر الغيب واليوم لى ) من مقام النوا أثر .. وبدون أى تحويلات أو زخارف
وتعود للراست عند ( ولست بالغافل حتى أرى )
نفس التيمة الموسيقية .. ونسمع ( القلب قد أضناه عشق الجمال ) من الهزام .. وهو أحد فروع السيكا
وفى الحقيقة فإن السنباطى لم يستقر على درجة الهزام ( المى نصف بيمول ) بل إنه إستخدم جنس الفرع للهزام .. وهو الحجاز أكثر من إستعماله لجنس الجذع ( الهزام )
وستقولون .. كيف عرفت إذن أنه هزام يافلحوس .. أقول لكم .. من طبع المقام وطريقة إستخدامه
وأيضاً من أسلوب العودة بداية من السى الطبيعية .. مع أخذ السى بيمول فى الإعتبار
ولا أخفيكم أن الخبرة تلعب دورها .. عندما يريد الملحن أن يشتت أفكارنا بعيداً عن المقام المستخدم
ماعلينا
تعود أم كلثوم بنفس الطريقة للراست لتنهى المقطع ( الرباعية )
نفس التيمة الموسيقية .. ونسمع ( أولى بهذا القلب أن يخفقا ) من مقام الكرد
ونقلة مقامية للبياتى عند ( وفى ضرام الحب أن يحرقا ) .. ويظل مع البياتى حتى نهاية المقطع ( الرباعية )
وهنا خالف السنباطى ما كان يفعله فى الرباعيات السابقة .. فلم يعود للراست فى نهاية المقطع
وإنما أنهى المقطع بالبياتى .. وسنعرف السبب فى المقطع التالى
بدأ السنباطى هذا المقطع بموسيقى جديدة .. من البياتى .. أى أنه لم يستعمل التيمة الرئيسية التى سمعناها على مدى المقاطع السابقة
تغنى أم كلثوم ( أفق خفيف الظل هذا السحر ) من البياتى وتظل مع البياتى لنهاية المقطع
ويتوقف الإيقاع .. لنسمع من أم كلثوم غناء فالت ( بدون إيقاع )
تغنى أم كلثوم ( فكم توالى الليل بعد النهار ) بطريقة الغناء الحر ( الموال )
ونقف قليلاً .. لنسمع أم كلثوم وهى تبدع وتعطينا دروساً فى أداء الموال
لم تخرج عن البياتى .. ولكننا نسمع منها مالا نسمعه من غيرها .. فنجد الحليات والزخارف والعُرب والتريللات
وأترككم تسمعون وتستمتعون .. ونلتقى بعد الفاصل ...