هى ـ وقطتها .... وأعمال أخرى
هى ... وقطتها .......
بداية أنوه على أن هذه ليست قصه بالمعنى المتعارف عليه .. لكن بها جانبا من الواقع .................
------------------------------------
وحدها تعيش فى شقتها الفاخره .. التى تطل على ميدان حيوى وسط القاهره الكبرى .. لا تنقطع الحركة فيه صباح مساء .. كانت هذه الشقه هى ما تبقى لها من أيام العز والرخاء .. بعد ان توفى والدها إثر أزمه من أزمات بورصة القطن أيام زمان .. وتباعا رحل الأهل والخلان .. منهم من ودع الحياه ومنهم من هاجر بلاد الصقيع ..
عاشت وحدها على أطلال الماضى الجميل .. تحاصرها الذكريات فى كل ركن من أركان شقتها الفاخره .. لم يؤنس وحدتها سوى قطتها السيامى المدللة "بمبون" .. بلغ من تدليلها لها وعنايتها بها أن أصدقائها المهاجرين الى بلاد الصقيع .. كانوا يرسلون لها طعامها وعلاجها إذا مرضت ..
كانت القطة تنام على فراش وثير .. تمد عليه جسمها النحيل الممشوق فى خفة ودلال .. تستمتع فيه بحرارة الشمس الدافئه أيام الشتاء البارده .. يؤنسها مناغشات ومداعبات صديقات صاحبتها أو زوارها
لم تنس إبنة خالة صاحبة لها أن ترسل لها "ببيونا" من الخارج كى تحيط به رقبة القطه .. حتى تطرد بعيدا عنها الحشرات التى يمكن أن تؤذيها ..
وذات نهار أخذت القطة تموء بشكل متواصل بينما صاحبتها تحاول أن تهدئها بتقديم الطعام لها بيدها .. لكن أبدا لم تستجب القطه .. ضاقت صاحبتها ذرعا باستمرار موائها الذى لم تعرف له سببا .. فتحت لها باب الشقه الذى كانت تتمسح به .. وفى الحال إنطلقت القطة تهبط درج السلم فى انسيابية ورشاقة لا يقلان عن جمال منظرها ..
الى أن بلغت البوابه الحديديه للعماره .. وقفت القطة جانبا .. كانت أول مرة ترى الشارع عن قرب .. وهى ترقب الماره وحركة السيارات المتتابعه من أمامها .. من بين ما رأت
وسط زخام الماره والسيارات لمحت قطا أسود من قطط الشوارع يعبث فى صندوق للقمامه عن شئ يأكله .. وقعت عينه عليها وهو ينظر لها شذرا .. هالها ما رأت فعادت أدراجها فزعة فى خطوات مسرعه تصعد الدرج مرة ثانيه .. حتى وصلت الى باب الشقه الذى كان لايزال مفتوحا ..
بعد يومين أعادت الكره والى موائها المتواصل بجوار باب الشقه .. فتحت لها السيدة الباب .. هبطت القطة الدرج الى أن وصلت الى البوابه الخارجيه تنظر الى الشارع .. وتكرر ما رأته فى المرة السابقه .. نفس القط الأسود وهو يعبث فى صندوق القمامه .. نظر اليها .. ما إن رأته حتى توجهت ناحيته فى خطوات متهاديه .. وأخذت تعبث معه فى صندوق القمامه .. ثم انطلقا سويا الى حيث لا ندرى ........
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|