* : أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h29 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الفنان الراحل صالح الحريبي 1945-2016 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 17h28 - التاريخ: 27/04/2024)           »          20 يونيو 1963م دار سينما قصر النيل (( حسيبك للزمن _ حيرت قلبي معاك )) (الكاتـب : مروان ٱشنيوال - آخر مشاركة : ابوملاك - - الوقت: 17h22 - التاريخ: 27/04/2024)           »          الفنان عبدالمجيد حقيق (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبدالمجيد حقيق ملحن و مطرب من ليبيا (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 26/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 12/11/2008, 20h46
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي هى ـ وقطتها .... وأعمال أخرى

هى ... وقطتها .......

بداية أنوه على أن هذه ليست قصه بالمعنى المتعارف عليه .. لكن بها جانبا من الواقع .................
------------------------------------
وحدها تعيش فى شقتها الفاخره .. التى تطل على ميدان حيوى وسط القاهره الكبرى .. لا تنقطع الحركة فيه صباح مساء .. كانت هذه الشقه هى ما تبقى لها من أيام العز والرخاء .. بعد ان توفى والدها إثر أزمه من أزمات بورصة القطن أيام زمان .. وتباعا رحل الأهل والخلان .. منهم من ودع الحياه ومنهم من هاجر بلاد الصقيع ..
عاشت وحدها على أطلال الماضى الجميل .. تحاصرها الذكريات فى كل ركن من أركان شقتها الفاخره .. لم يؤنس وحدتها سوى قطتها السيامى المدللة "بمبون" .. بلغ من تدليلها لها وعنايتها بها أن أصدقائها المهاجرين الى بلاد الصقيع .. كانوا يرسلون لها طعامها وعلاجها إذا مرضت ..
كانت القطة تنام على فراش وثير .. تمد عليه جسمها النحيل الممشوق فى خفة ودلال .. تستمتع فيه بحرارة الشمس الدافئه أيام الشتاء البارده .. يؤنسها مناغشات ومداعبات صديقات صاحبتها أو زوارها
لم تنس إبنة خالة صاحبة لها أن ترسل لها "ببيونا" من الخارج كى تحيط به رقبة القطه .. حتى تطرد بعيدا عنها الحشرات التى يمكن أن تؤذيها ..
وذات نهار أخذت القطة تموء بشكل متواصل بينما صاحبتها تحاول أن تهدئها بتقديم الطعام لها بيدها .. لكن أبدا لم تستجب القطه .. ضاقت صاحبتها ذرعا باستمرار موائها الذى لم تعرف له سببا .. فتحت لها باب الشقه الذى كانت تتمسح به .. وفى الحال إنطلقت القطة تهبط درج السلم فى انسيابية ورشاقة لا يقلان عن جمال منظرها ..
الى أن بلغت البوابه الحديديه للعماره .. وقفت القطة جانبا .. كانت أول مرة ترى الشارع عن قرب .. وهى ترقب الماره وحركة السيارات المتتابعه من أمامها .. من بين ما رأت
وسط زخام الماره والسيارات لمحت قطا أسود من قطط الشوارع يعبث فى صندوق للقمامه عن شئ يأكله .. وقعت عينه عليها وهو ينظر لها شذرا .. هالها ما رأت فعادت أدراجها فزعة فى خطوات مسرعه تصعد الدرج مرة ثانيه .. حتى وصلت الى باب الشقه الذى كان لايزال مفتوحا ..
بعد يومين أعادت الكره والى موائها المتواصل بجوار باب الشقه .. فتحت لها السيدة الباب .. هبطت القطة الدرج الى أن وصلت الى البوابه الخارجيه تنظر الى الشارع .. وتكرر ما رأته فى المرة السابقه .. نفس القط الأسود وهو يعبث فى صندوق القمامه .. نظر اليها .. ما إن رأته حتى توجهت ناحيته فى خطوات متهاديه .. وأخذت تعبث معه فى صندوق القمامه .. ثم انطلقا سويا الى حيث لا ندرى ........
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12/11/2008, 23h15
الصورة الرمزية جابر الحسيني
جابر الحسيني جابر الحسيني غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:48710
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 44
المشاركات: 1,712
افتراضي رد: هى ـ وقطتها ....

مفاجأة جميلة،

مدام ناهد
اللي ألفناها قارئة نهمة و مشجعة متحمسة لكل شيء جميل يرفع بهذا القسم، طلعت بتكتب كمان و بأسلوب أقل ما يقال عليه إنه جميل و سلس و سليم.
حاجة شيك خالص و أسعدني إني أكون أول المعلقين و أول المرحبين بمدام ناهد في بداية انضمامها لكوكبة مبدعينا في هذا الصالون.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12/11/2008, 23h24
الصورة الرمزية جرامافون
جرامافون جرامافون غير متصل  
التوحفجي
رقم العضوية:205434
 
تاريخ التسجيل: avril 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 570
افتراضي رد: هى ـ وقطتها ....

ايه الجمال ده كله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13/11/2008, 00h18
الصورة الرمزية M O H A M E D
M O H A M E D M O H A M E D غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13458
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: مصــري
الإقامة: مصــر
المشاركات: 810
Thumbs up رد: هى ـ وقطتها ....

الله الله الله

عجبتني القصة ... و القطة

و الحياة دايماً قرار و اختيار

يمكن القطة أخدت قرارها بعد فترة تفكير و تردد لكنها اختارت الأنسب لها

معناها ايه الحياة - مهما كانت مرفهة - بدون شريك يفهمني و أفهمه و يحدثني بنفس لغتي !

مش مهم نتعب ، نشقى ، نتعذب ، بس المهم نعيش الحياة زي ما احنا عايزينها و نستمتع سوا بحلوها و مرها

تحياتي لكِ يا أستاذة ناهد .. و عايزين كمان

__________________

()

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13/11/2008, 01h36
الصورة الرمزية ريما
ريما ريما غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:39763
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مدغشقريه
الإقامة: مدغشقر
العمر: 51
المشاركات: 97
Smile رد: هى ـ وقطتها ....

جميله يا مدام ناهد والاجمل طبعا ان حضرتك لقيتى الشجاعه

وكتبتيها نفسى الاقى شجاعه حضرتك دى واستجمع دماغى واكتب

ما تعلمينى ينوبك ثواب واحكلنا كتبتيها ازى

وطبعا فى الاخر تسلم ايدك
__________________



يا صاحب الهم إن الهم منفرج & أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه & لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله

الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة & لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به & إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ & فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13/11/2008, 02h35
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: هى ـ وقطتها ....

و الله يا ناهد هانم
مافارقتني الإبتسامة منذ بدأت قراءتها و حتى الآن .
و بعدين لازمته إيه التنويه اللي قبل القصة . قصتك في غاية الوضوح من حيث المضمون .
ومن حيث الشكل (شروط القصة) فهي مكتملة الأركان من حيث الشخوص و الحدث(بدء - عقدة- حل)

طبعاً ،كعادة الكيبورد، حتى في الردود ، توجد بعض الحروف الخطأ

وهي على كل حال متروكة لاستنتاج القارئ . فمثلاً عندما شاركت القطة المدللة قط الشارع في "العبث"
مرة جاء "العبث" عن ، ومرة "العبث" في. وليس للقارئ أن يختار "اللي يعجبه منهما" حيث كما تعلمين. فإن "العبث" إن جاء على صورة فعل فهو : في . وليس عن .

شوفي يا هانم ، أنا بقلد الأستاذ رائد عبد السلام ازاي؟
ماهو لازم يكون فيه حاجة نقولها تبعد عننا شبهة المجاملة

و الله يا هانم ، لو كانت دي أول محاولة لحضرتك . يبقى لازم كلنا نقوم نصفق لحضرتك.
أنا أعرف ناس لاتجيد استخدام "الهمزة" و قلبهم مطاوعهم يقولوا عن أنفسهم : " أدباء "
بينما بنفس الشياكة و الرقي و التواضع . تقدمي محاولتك باستحياء الطامحين في الإبداع.

هل أوصيك وصية سيدتي؟
(عندما تكتبي نصاً بالفصحى ، فكري بالفصحى)

كما أن عنوان القصة ، قدَّم "الإنسانة" "هي" على "القطة" ، وهذا من لطف حضرتك . بينما أرى أن الأولى بالتقديم هي "القطة"
فبمبون هي التي تقود الحدث. وهي التي دفعتها غريزتها للفرار من بذخ الحياة المخملية . و أغلب الظن أنها حنـّت إلى بقايا التوحش في نفسها . والتي لا ينفيها الإستئناس و إن طـَمَرَها بالتدليل و "البوبيونات"
ذكرتني قصتك الجميلة . بالخال الأبنودي ، ففي ديوانه : بعد التحية و السلام
قط مثل بومبونك يا سيدتي ، أرسل رسالة من شِعر إلى ذلك القط الطليق ، يحسده فيها على حريته.
فرد عليه القط الصعلوك برسالة قصيدة يطلب منه مبادلته العيش.
و الله برافو يا ناهد هانم
كما أنك لم تفرضي على بومبون تعليماتك بأن لا يتخلى عن صاحبته و أن يرد جميل صُنعها معه بالبقاء لإيناسها.
أنتِ ككاتبة ، ورغم البوبيونات المستوردة. إستطعتِ أن تخرجي منه مُـتـَوَحِشـَهُ.
و الله برافو يا ناهد هانم برافو بجد

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13/11/2008, 03h23
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: هى ـ وقطتها ....

الليدي الغالية : مدام ناهد
الحمد لله إني عشت وشفت كتاباتك
القصة مخملية وناعمة ولفظها سلس ...تليق بليدي مثلك ..كده بقي ياهانم دخلتي عش الدبابير ...يعني لازم نشوف لك قصص تاني
نحن في الانتظار
-----------------------------------------------------------------


وزي ما قال عمي سيد أبو زهدة:

__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26/11/2008, 20h49
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي روز .. والخاتم الفيروز

بسم الله الرحمن الرحيم


..........................

روزا والخاتم الفيروزى



كانت تدفع بزواج بناتها لاول طارق يطلب يد البنت فى محاولة منها أن تنتهى من زواجهن سريعا حتى تتفرغ لتحقيق طموحاتها فى الحياة .. قاست فى حياتها كثيرا منذ أن رحل عنها أبيها ثم من بعده أمها وهى مازالت صغيرة فى التاسعة من عمرها .. أخذت تتنقل بين منازل أخواتها الكبار ومنازل خالاتها وخالها .. ولولا بقية من ميراث لها عن والدها ما كان أحدا اهتم بها ولا أعارها اهتماما ..


وما إن بلغت سن الرابعة عشر حتى زوجوها لقريبها الشاب الذى لا تختلف ظروفهعنها .. أتموا زيجتة ببقية ميراثه وتزوجوا فى حجرتين فى المنزل الكبير لعائلته ..


وما إن تم الزواج حتى خلعت الزوجة أساورها (التعبان) وباعتها واستبدلت مكانها أساور من قشرة الذهب .. فعلت ذلك حتى لا تشعر واحدة من سلفاتها أنها باعت الاساور الذهب .. أعطت ثمن الأساور لزوجها مع ما تبقى لها من نصيبها من الميراث .. كى ينطلق إلى عالم تجارة النحاس الجديد والخردة .. حتى أنها أعطته ما كانت تملكه من اوعية نحاسيه مما يكون فى جهاز العروسه .. ومن نجاح الى نجاح فى التجاره وزيادة فى رأس المال .. إلى زيادة فى الأولاد .. زوجتهم جميعا حتى جاء دور آخر العنقود "روزا" .. زوجتها إلى اول عريس تقدم لها على غير رغبة منها .. كانت لروزا شخصية تختلف كل الاختلاف عن شقيقاتها .. كانت حادة المزاج قوية الشخصيه وأسلوب تفكير مختلف ..


تزوجت روزا وعاشت حياتها .. وفى أحد مرات وكان ذلك فى المصيف الذى اعتادت اسرتها علي قضائه كل عام .. وروزا تجلس على شاطئ البحر .. وقعت عينها على أفراد الاسرة الذين اتخذوا مكانا بجوارها


.. صاحت داخل نفسها وقالت ...... يا إلهى ... إنه يكاد أن يكون هو .. لولا أنى متأكدة من استشهاده فى الحرب لقلت أنه هو بشحمه ولحمه


.. معقول مثل هذا الشبه .. يخلق من الشبه أربعين ..


ذلك الرجل يشبه تماما شابا كان يقطن شارعهم القديم الضيق فى الحارة القديمة .. كانت تقف له فى الشباك فى الخامسة صباحا وهو فى طريقه إلى الكليه العسكريه بالقاهرة .. لتحظى بنظرة منه بعد أن يمضى مع أسرته بضعة أيام .. كانت تقف لتراه حين يطير الحمام الذى يفترش الارض فى هذه الساعة المبكرة من اليوم ليلتقط الحب .. كان لطيرانه مع هديله صوتا نافذا .. تعرف منه أنه قد دنا من منزلها .. ليدق قلبها دقا عنيفا حتى أنه يكاد أن يفارق صدرها .. وتزداد وتتسارع دقات قلبها عندما يرمى لها بنظرة يختلسها من وراء ظهر أبيه الذى كان دائما يرافقه ألى محطة القطار وهو مزهو بولده ببدلته الكاكى والنجمة اللامعة على كتفه .. كان فى تلك اللحظة يتظاهر بانشغاله بضبط الكاب على رأسه حتى لا يلحظ شيئا .. بعدها كانت روزا تغلق الشباك لتلقى بنفسها إلى الفراش لتنام نوما لذيذا ..


حاولت بطرق كثيره أن تتعرف على أسرة الجوار فى المصيف .. حتى نجحت أخيرا فى عقد صداقة معهم هى وزوجها وأولادها .. حتى يتسنى لها فيما بعد المصيف أن ترى شبيه جارها القديم الذى أحبته .. ولما حان موعد الرحيل تبادلوا العناوين وأرقام التليفونات .. وعادت كل أسرة إلى بلدها .. ظلت من تلك اللحظة تخطط فى كيفية زيارتهم وحدها فى بلدهم .. وما هى إلا أيام وبدأت الاتصالات المتبادله .. حتى وجهوا أخيرا الدعوة لهم لزيارتهم .. إستطاعت أن تقنع زوجها بالسفر وحدها لزيارتهم ..


وأخيرا سافرت .. وكان زوج صديقتها بانتظارها فى موقف السيارات بسيارته الفارهه واستقلت الكرسى الامامى بجواره بينما هو يرحب بها بشدة متذكرا معها أيام المصيف ولقاء الصدفه التى هى خير من الف ميعاد ..


فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها خاتما من الذهب مرصع بفص من الفيروز .. ناولته له قائلة .... هذا لك أنت ... بينما تسلط عيناها عليه متذكرة فتى الحارة متصورة أنه يعرف قصتها معه .. ولولا بقية من حياء منه لرده إليها ..


وصلا إلى منزله لتجد زوجته فى انتظارها وهى فى غاية السعادة للقائها مرة ثانيه .. وحان ميعاد الغذاء وهم يتبادلون الاحاديث المختلفة .. طلبت من صديقتها مصاحبتها الى السوق لشراء بعض حاجياتها من هذه المدينة .. وتعمدت أن يتأخر بها الوقت كى يتثنى لها أن تبقى معهم أطول وقت ممكن .. ولكى تطمئن زوجها اتصلت به تلفونيا قائلة له أن الوقت قد سرقهم وأنها تأخرت حتى دخل الليل عليها وهى تخشى الليل وستعود بعد الفجر مباشرة .. واقتنع الزوج وباتت ليلتها بعد ان قضت معهم وقتا كبيرا من الليل ..


قامت من النوم فى الصباح المبكر حتى تتمكن من السفر .. لتجدت طعام الفطور فى انتظارها .. ومع الفطور فتور فى توديعها .. لم يعرض الزوج عليها توصيلها للمحطة .. شرح لها كيفية الوصول .. شعرت ببرودة الثلج فى سلامهم عليها ونظراتهم تستعجل خروجها وهى فى حيرة من أمرها من هذا التغيير المفاجئ .. أخذت تسال نفسها وهى تهبط درجات السلم حتى أنها من ذهولها نست أن تستقل المصعد .. وما إن خرجت من باب العمارة وهى شاردة نادت .... تاكسى .. وقف التاكسى


..... الموقف يا اسطى ...


وانطلق السائق الذى يعرف طريقه . بينما هى شاردة ذاهلة والسائق يقول لها ..... الموقف يا مدام .. وصلنا يا هانم ..


فتحت حقيبة يدها تعطى السائق أجرته .. واذا بها تجد مفاجأة فى انتظارها .. شعرت أن صفعة نزلت على وجهها .. أفقدتها صوابها .. لكنها تماسكت إلى أن دفعت الاجرة للسائق .. نزلت من التاكسى .. وفى تلك اللحظه عرفت سبب برود وداعهم .. كان الخاتم البراق المرصع بفص الفيروز قابعا فى حقيبة يدها ..


يا إلهى هل أخبر زوجته بحكاية الخاتم .. أم يا ترى وضعه بدون علمها فى حقيبتها التى كانت على "الكنصول" بمدخل الشقه ..


سارت فى خطوات مرتعشه حيث السيارة كأنها الدهر كله والناس من أمامها شخوص تتحرك لا تسمعهم ولا تراهم .. ألقت جسدها المثقل على كرسى داخل السيارة واكتفت بإمائة من رأسها للسائق .. بعدها انخرطت فى بكاء مر اهتز وانتفض له جسدها كله .. وكأنها تنفض عن نفسها أوزار حياتها كلها .. إنهمرت دموعها كسيل منهمر كالمطر كأنما أرادت ان تغسل نفسها بهذه الدموع المحرقه ..


إنطلقت السيارة والركاب فى عجب من أمرها .. وما هى إلا دقائق حتى فتحت شباك السيارة .. ألقت بعيدا بعلبة الخاتم ذو الفص الفيروزى .. أحدثت صوتا حادا وهى تصطدم بأسفلت الطريق .. تخلصت من الشئ الذى سبب لها هذا الموقف المشين .. وأسندت ظهرها الى الخلف ..



يا ترى أيكون بكائها لانه يشبه الحبيب القديم فى عظمتة وكبريائة


.. أم لأنها ولأول مرة .. تجد من يقول لها لا ...........................
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26/11/2008, 22h58
الصورة الرمزية unicorn
unicorn unicorn غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:8534
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 49
المشاركات: 485
افتراضي رد: روز .. والخاتم الفيروز

خالص تحياتى و شكرى لكى مدام ناهد
على تكرار تجربة الكتابة للقصة القصيرة , خصوصا و انك هذه المرة لم تأت بقصة تكاد تكون واقعية كسابقتها , و إنما هى نتاج فكر ,و هذا هو الأكثر جمالا من سرد الواقع ( إن كان الواقع أحيانا أشد مرارة و أكثر غرابة من خيال المؤلف )
و اسمحى لى أن أقول رأيي صراحة و بلا مجاملة ليس لمدام ناهد و إنما للكاتبة السيدة ناهد
بداية هى من نوع القصص الذى يحمل عبرة و عظة تربوية للناس كروايات المسلسلات الإذاعية أو الصور الغنائية
و التى يريد منها الكاتب أن يقول للناس إفعل كذا و إياك أن تفعل كذا , و هذا النوع من القصص افتقدناه كثيرا اللهم إلا من قليلين ممن يهتمون بأخلاقيات الناس , و محاولاتهم لرفض السلوكيات السلبية
فشرحتى حضرتك قصة فيروز التى تزوجت زواجا تقليديا و هى فى سن صغير من أول عريس ,
و لكن لأنها طفلة أبوها المدللة اكتسبت نوع من قوة الشخصية و التمرد جعلها غير راضية بواقعها و غير قانعة بذلك الزوج الذى اختارها و لم تختاره ,
و يبدو أن الأهل قد أساءوا تربيتها بتدليلهم الزائد لها, فبطريق الصدفة قابلت فارس أحلام فترة مراهقتها الحالمة و قد جسدتيه حضرتك بضابط فى الجيش يصلح أن يكون فارس أحلام كل فتاة ببساطة
و اقتربت منه هو و زوجته-برغم استحالة وجود علاقة يحلَّها الشرع و التقاليد بينهما - و دفعت العلاقة الى التطور و مقابلة الاسرة مرة ثانية و السفر اليهم و التلميح الى بدء التعلق به بإهدائه خاتما من الفيروز كرسالة صامتة له , بل و المبيت فى بيت الاسرة الغريبة عنها بحجة دخول الليل عليها و هى على سفر
و لأنه رجل محترم و زوج مخلص تغيرت معاملته لها فى الصباح هو و زوجته التى يبدو انها علمت منه بأمر الخاتم و وضعته لها فى حقيبتها و علمت هى بذلك فى طريق العودة لتنهار بهذا الموقف القاسى المخزى لها و هى من لم يرفضها أحد , و لم يرفض لها أحد طلبا
فأردت حضرتك ببساطة تدعيم أخلاقيات عربية بسيطة بطريقة يصح و ما يصحش , كدة كويس و كدة عيب
و هذه الأخلاقيات و بعيدا عن التحليل و التحريم كان الناس يفتخرون بها قبلا ,و لكنها للاسف بدأت فى التآكل لقلة من يدعمها و يؤصلها فى النفوس
فافتقدنا كثيرا هذه التأصيلات فى روايتنا و أفلامنا و مسلسلاتنا التى تتعمد تجاهل هذه التقاليد حتى لا تسد أبواب عدم الاحتشام على الشاشات
القصة يا مدام ناهد فكرتنى كثيرا بقصة أبلة فضيلة فى الإذاعة التى ترويها لحكمة ما, و لا تعرف هذه الحكمة الا فى نهايتها , فيتعلم الانسان من خطئه و يصلح من نفسه حتى لا يجازى بهذه النهاية السيئة
و برغم النهاية المفتوحة المتروكة لخيال القارئ لتخيل كم الحزن فى نفس البطلة , فإنى اعتب عليكى فى كون الصفعة التى اعددتيها للبطلة فى النهاية كانت برقة السيدة ناهد و ليست بالقسوة التى تستحقها البطلة.
فكم كنت اتمنى ان تكون النهاية اشد قسوة على البطلة , و لم اكتفى بحزنها على سؤ موقفها
احترم فى حضرتك كثيرا تدفق الاحداث بسرعة مما يرفع أى نوع من الملل لدى القارئ , و لكن الى حد ما تحتاج المواقف الى شئ من التفاصيل و صب جهد الكاتب على وصف حالة البطل فى الموقف عن سرد حكايته دفعه واحدة , و ذلك يجعل القارئ يخوض مع الكاتب فى فكرته خوضا , بل و يضع نفسه فى الموقف تماما مع البطل ,
شعرت بتفضيلك لتدفق الاحداث عن التمهل فى التفاصيل لدرجة انك صورتى طالب الكلية العسكرية و هو يضع نجمة على كتفه فى حين انهم يقلدونه شرائط على الكتف لتظهريه بمظهر يخلب عقل المراهقة بطلة القصة.
شعرت أيضا بطغيان دراسة حضرتك للعلوم الاجتماعية فى فكرة القصة ,و سعيك الرائع لإصلاح هذه القيم و التقاليد الاجتماعية فى نفوس القراء
خطوة أشد قوة و أكثر جرأة فى رأيي يا مدام ناهد -و بدون أى مجاملة -خطوتيها فى كتابتك , تبشر بثراء قصصى مستقبلى ان شاء الله
لكى كل الشكر و التقدير عليها , و فى انتظار ما تجودين به على هذه الصفحات إن شاء الله
__________________
أنا اللى زرعت البيوت و العيدان
ما يمنعش عقلى.. شوية جنان!!
هايرجع لإسمِك رنين الحنان
قتيل المحبة يلبّى النداا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27/11/2008, 09h36
الصورة الرمزية أحمد شوبكى
أحمد شوبكى أحمد شوبكى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:142265
 
تاريخ التسجيل: janvier 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: الإمارات
العمر: 48
المشاركات: 113
افتراضي رد: روز .. والخاتم الفيروز

الحمد لله صدق ظنى لما قلت لحضرتك يا مدام ناهد إنى كنت عارف إن عندك موهبة أدبية مستخبية فى خجل ورا مشاركاتك وردودك ،، لكن أهو المستخبى بدأ يبان ،،، والناس فى المدرجات كلها بتنادى وتقول : ولسة ،،، ولسة ،،، ولسة ،،،

وأكيد لسة ولسة فيه كتير وكتير كمان ( ما أنا قلت إن هى وقطتها إن شاء الله هتكون بداية لسلسة قصص قصيرة هنستمتع بيها كلنا )

القصة بجد جميلة وفيها الكثير من الدروس ( لكن بصراحة الأستاذ unicorn قال كل اللى فى نفسى وأكتر ،، وبعد كلامه وتحليله للقصة مبقاش فاضل لى غير إنى أقول ،، ولسة ،، ولسة ،، ولسة !!!! )
__________________
** هنا فى سماعى وجدت من أحب و ما أحب و ما سأحب **

((( ولكم منى كل الحب )))

*/*/* أحمـــد الشـــوبكـى */*/*
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 09h09.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd