صباح الورد
تحية ومحبة للعزيزين الأستاذين نور عسكر وحازم فودة
قصيدة " يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا " ليست للأديب الشاعر عبد الغني النابلسي ، ولكنه قام بتخميسها وهي منشورة في ديوانه المسمى بديوان الحقائق ومجموع الرقائق .
وهذا يعني أن للقصيدة أصل وقائل ، ولكن الأمر هنا مختلف فيه لدرجة كبيرة ودون إثبات ، فمنهم مَنْ يرجعها الى عمر بن الفارض أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو ... ولكن بالرجوع الى دواوينهم والتمحيص فيها لم نجد أثراً لمثل هذه القصيدة ، أما كونها من كلمات الشاعر محمود الماحى الذي غنت له السيدة أم كلثوم قصيدة الفجر ولحنها العملاق السنباطي ، فلم أجد في أي مَنْ قصائده المغناة أو المنشورة في فضاء الإنترنيت ، لأن أشعاره لم تطبع مايعزز أن تنسب إليه . والأكثر من هذا فإن روح القصيدة وأجوائها تدل على أنها من عصر أقدم من العصر الذي عاش فيه شاعرنا محمود الماحي ( 1931 - 1972 م) .
وأمام هذا الأمر كان لابد من الرجوع لكتب التراث العربي ، فوجدت في بعضها ككتاب النكت العصرية لليمني ، والخريدة لعماد الكاتب ، وتاريخ إبن خلكان ، وكتاب مرآة الجنان لعبد الله اليافعي اليمني المكي ، إشارات تنسبها الى الفقيه والشاعر عمارة اليمني . ومع ذلك فإنها إشاراث لايمكن الركون إليها كثيراً ، لأني عندما رجعت الى ديوان عمارة اليمني وهو مخطوطة لم أعثر على أي أثر لهذه القصيدة . وخلاصة القول إن تضارب الأقوال وتقاطعها جعل من موضوع نسب القصيدة أمراً يخالجه الشك وعدم اليقين . ومع هذا فالرأي عندي هو أن نقول القصيدة تنسب الى الفقيه الشاعر عمارة اليمني ، لأني إطلعت على مخطوطة واحدة من ديوانه وقد تكون هذه القصيدة موجودة في نسخة أخرى مخطوطة للشاعر عمارة اليمنى .ولحين الوصول الى من يحقق هذا الديوان ، تبقى علامات الإلتباس والشك وعدم اليقين قائمة !!
شكري وتقديري لحضراتكم