الشيخ أحمد * مايسترو الفرقة * كان هو أول من يدخل الى ساحة المعركة , الكل يتطلع الى تلك الطلعة البهية , يبدأ باسم الله الرحمان الرحيم , ثم يقوم بجولة بالزامر تسمى ب : * الفال*. هذه الجولة يقوم فيها الشيخ أحمد رحمه الله بالنفخ على آلة الزامر بشكل متواصل , والكل ينصت الى تلك النغمات التي يعجز عنها كبار الملحنين و النفارين , ففي نفس الوقت يقوم الشيخ أحمد بادخل الهواء الى الرئة ثم النفخ بعد ذلك , الغريب أن هذا الأمر يتطلب لياقة رئوية عالية , ها هو ذا الشيخ أحمد يصول ويجول وعندما يصل الى جهة النساء تسمع الزغاريد تلو الزغاريد , الشيء الذي كان يثير انتباهي هو لباسه المختلف تماما عن باقي أعضاء الفرقة , عمامته الملفة حول رأسه بشكل كبير ورائع يساعد على وضع عشرات الأوراق النقدية , بقامته القصيرة وبرزته العجيبة يضيف الشيخ أحمد الى الفرقة نكهة خاصة , وتزداد النكهة عندما تراه يلبس جلباب شفاف من تحته عبائة خضراء تضيف رونقا خاصا له .
بعد جولة الفأل الحسن , يقوم باقي أعضاء الفرقة بالدخول تباعا , لا أدري لماذا كنت أنظر اليه بوقار كبير , وكلما اقترب مني أحدهم أحاول الاستماع الى كلماته ما عساه أن يقول , هاهم يلتفون حول * المجمر* , كل واحد يسخن جلد آلته , وبنما هم كذلك يواصل الشيخ أحمد جولته بالزامر متوقفا في لحظة أو أخرى لالقاء التحية على من يعرفهم
الشاعر أحمد البنهاري هو قائل القصيدة بتحقيق شخصي , وقد روى لي أحد من كانوا في فرنسا في تلك الحقبة أنه كان على اتصال من أجل تسجيل الأغنية الا أن طارئا وقع , وأحمد بنهاري لا زال على قيد الحياة وهو حسب ما روى لي السيد رمضان قلعاوي رمضان وهو كان يملك محل في فرنسا اتسجيل الأشرطة. أنا في اتصال بأحد أعضاء الجالية من أجل عقد لقاء مع الشاعر أحمد بنهاري وعلى الأقل الحصول على صورة شخصية له