رد: معزوفات على الكمان للأستاذ عادل صموئيل
اخوتى الأحباء دكتور منذر وامين واحمد سنايم
اشكركم على كلماتكم الجميلة وكل مشاعركم وصلتنى
وهناك موضوع مهم جدا انتم اثرتوه وهو الفرق بين سماع الكمان الشرقى والغربى
واليوم المشكلة فى العازفين الجدد انهم حتى المهرة منهم يتلفون عزفهم الشرقى بالصبغة الغربية , وحتى الموسيقى الغربية لها لونان اللون الأول وهو الكلاسيكى الذى تعرفوه وانوع الثانى يسمى الزيجان , والزيجان هذا هو موسيقى الغجر فى اوروبا ونعنمد على استعمال الكمنجة بسرعة وبوزيزسيونات ونقلات سريعة وصرخات بالكمنجة وها النوع مخصص لا لكى يسمع ولكن مخصص للرقص عليه فى الحفلات الماجنة , المشكلة ان عازفينا الجدد احسوا ان هذا الزيجان هو الكمنجة يعنى العازف يستعرض مهارته التكنيكية وهذا العزف لو ادخلته على موسيقانا يفسدها لن موسيقانا اساسها الطرب
وكلمة الطرب انك تجلس فى صمت فى مكان هادىء وتسمع وبعد ثوانى يأخذك العازف او المطرب يحتويك ويحلق بك فى السماء العالية وهنا المطلوب حلاوة الأداء والصدق مع البساطة والمشاعر واهم عازف هو الذى يدفع باكبر كمية من مشاعره واحاسيسه فى العزف وموسيقانا الشرقية الأصيلة مثلها مثل اثارنا او مأكولاتنا الوطنية القديمة يعنى انا زرت جميع دول العالم وكل الدول العريقة لها مأكولات تشتهر بها وتلك الماكولات عمرها مئات السنين يعنى مثلا يادكتور منذر لو اتى اليك فى سوريا ضيف من دولة اخرى اول شىء لابد ان تجعله يحس بالنكهة السورية او التفرد السورى عن جميع دول العالم والذى يتمثل مثلا فى الأماكن الأثرية ثم الماكولات السورية , وهنا عندما نطور المفروض نطور كل شىء ماعدا تراثنا , يعنى مثلا اكلة سورية عمرها 800 سنة لا اطورها واضع فوقها كاتشب او مايونيز او هوت صوص هذا يعتبر تخريب لاتطوير لأنك ستكون قتلت نكهة الطعام الأصلية وهذا ما يفعله مايعزفون اليوم يقدم اغنية لعبد الوهاب ويدخل عليها الزيجان يحولها الى صرخات , وانا لا ولم ولن استعمل المؤثرات الصوتية لأنى ( وكما علمنى العمالقة ) احب استعمال الشىء الطبيعى على اصله , والكمان وصل إلى شكله وصوته الحالى منذ ايام عصر الباروك يعنى منذ 300 سنة وأى تطوير عليه يفسد صوته يعنى التطوير الوحيد الذى حدث فى الكمنجة حدث فى مطلع القرن العشرين عملته شركة توماستيك وهو تطوير صناعة الأوتار بشكل مذهل ومشكلة الأوتار هى وتر صول الغليظ فى اى ماركة اخرى تجده يصدر ازيزاً او احتكاكاً فى المراية وذلك لن الوتر فى الماركات الردئية او الرخيصة يكون سمكه كبير جاءت شركة توماستيك وقللت سمك الوتر بحيث اصبح ياوى وتر رى فى السمك وكن بمواصفات عالية وتجد حلاوة هذا الوتر عندما تسمع وتر صول مطلق فى كل من الفرقة المسية وفرقة ام كلثوم والتطوير المهم جدا الذى عملته شركة توماستيك هو المشط التوماستيك والمصنوع من نسبيكة خيرة من الألومنيوم والصلب وجعلت مسامير الضبط الدقيق منه فيه , وطبعاً كان من اهم متطلبات او شروط التطوير ان لايؤثر التطوير على صوت الكمنجة الطبيعة وحدث ذلك فعلاً لأن المشط الخشبى القديم كان عندما تضيف عليه مسماير الضبط الدقيق الخارجية تطتم صون الكمنجة , بعد ذلك من الممنوع او المحظور عمل اى إضافة اى شىء إلى الكمنجة لأن اى شىء يكتم صوت الكمنجة , وللعلم انا مرة احد احبائى الكثيرين اراد ان يهدينى كمنجة اليكتريك لم اقبلها لأنى لن استعملها , اما مابينى ومابين كمنجتى وانا امتلك واحدة فقط من 40 سنة بيننا علاقة روحية انا احس انها مخلوق حى يتكلم ويخاطبنى ويقوينى ويعزف معى , وهى جزء منى يعنى حتى فى احلامى فى الكوابيس احس انى فقدتها او انى ابحث عنها وللعلم انا عندما اعزف على كمنجة اخرى يكون عزفى اقل جودة
وانا اشكركم لن كلماتكم تحفزنى على الإبداع اكثر , يعنى هناك من يعزف من اجل المال ولايهمه سوى الرقم الذى يقبضه اما انا اعزف لنفسى وكثيرا ما اتحدى نفسى يعنى لو تلاحظوا معظم معزوفاتى اغانى صعبة جدا فى احساسها لم يفكر او يتجرأ احد على عزفها من قبل وانا اى اغنية اعزفها احضر لها شهر قبل العزف مع انى اعزفها قبلا من عشرات السنين واهم ما يهمنى لو احترتم اى اغنية من اجل عينيك مثلا وحاولنا نعد عدد الحروف التى فيها هى آلاف طبعا كل حرف منه وضعت فيه كل مشاعرى واحاسيسى وخبرتى واحلى اداء لهذا الحرف واجرى عن عملى هو من يحس بكل حرف عزفته
اشكركم مع اطيب تحياتى
|