* : الشيخ العفريت ( 1897 - 26 جويلية 1939 ) (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h40 - التاريخ: 09/09/2025)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 14h37 - التاريخ: 09/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 12h35 - التاريخ: 09/09/2025)           »          يوسف التميمي- 20 سبتمبر 1921 - 2 اوت 1983 (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 10h10 - التاريخ: 09/09/2025)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 07h52 - التاريخ: 09/09/2025)           »          اقتباسات فريد الأطرش الموسيقية مسموعةً (الكاتـب : أبوإلياس - - الوقت: 23h04 - التاريخ: 08/09/2025)           »          أغـاني مجهولة .. من المؤدي ؟ (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h42 - التاريخ: 08/09/2025)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h17 - التاريخ: 08/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : MOSAAB888 - - الوقت: 22h11 - التاريخ: 07/09/2025)           »          ملفات بجودة عالية من الأعضاء لقسم العراق - 2017 (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 07/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #241  
قديم 16/04/2009, 14h47
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: الشيخ رفاعى الأعمى .. قصه قصيره

بسم الله الرحمن الرحيم
الغاليه عفاف ذات الطله البهيه
اشكرك على المرور الكريم
والكلام الاكرم واكرم
وفعلا هيا فيها رائحه الريف وكنت أريد ان اتعمق فى عادات الريف وتكلم عن المؤده والطبخ عليها ولكنى خشيت الا يعرفها الكثيرون
القصه الجايه ان شاء الله احاول أن أغوص فى أعماق طبقه أخرى من طبقات الريف لاول لأهل المدن حاجات من الريف الذى عشته أنا
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #242  
قديم 16/04/2009, 15h46
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: September 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: الشيخ رفاعى الأعمى .. قصه قصيره

في كل مرة آجي متأخر ....
ولازم أعتذر ....
سامحيني ... يامدام ناهد

طبعا ً...نحن متفقان علي أن الكتابة باحتراف لابد أن تمر
بمراحل عدة...وتحدثنا فيها من قبل ..وسوف يأتي الوقت
ياسيدتي الذي تملكين فيه زمام القص كما يجب أن يكون
ويكفي أنك في كل مرة تكتبين قصة
تصعدين عدة درجات للأعلي ...

قصة اليوم :
فعلاً كما قال شوبكي تذكرنا
بروائع تشيكوف العرب (يوسف إدريس)
وهو خير من تناول الريف في أدبه ... ثم تبعه في ذلك
الروائي الكبير خيري شلبي

الريف عندك ياسيدتي ...طازج دائما ..
لاأدري هل ما زالت الرموز الريفية
التي تتحدثين عنها موجودة إلي الآن ..
أم أنها استلهام من حكايات قديمة سمعتيها ؟؟
مثلاً لفت نظري كلمة( حنانيين)...وماذا تعني ...
هل هي شيء مثل الطاجن ؟
أقول أن الريف عندك ... صادق ...عفوي ...وبمجرد قراءة سطورك الأولي
يأخذنا أسلوبك حتي نختم القصة ...ونجد دائما النهاية المعقولة النابعة من الموروث المصري الطيب الجميل
الذي يحتفي بالصدق والعدل وينبذ الكذب والظلم
تهانئي .....علي تلك القصة الجميلة


أما بخصوص الاعتزال ......فلن أعقب علي هذا ...
لأنه لن يحدث .....
لو أنك تركت الكتابة ياسيدتي
فإن الكتابة .......لن تتركك
ولابد أن تعودي
وإلي اللقاء في إبداع جديد
بإذن الله
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #243  
قديم 16/04/2009, 20h15
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: الشيخ رفاعى الأعمى .. قصه قصيره

بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الفاضل رائد عبد السلام
ابدا أبدا لن يكون هناك اعتذار
د انت بس بتحاول تكون حسن الختام
أشكرك بكل معانى الكلمه لتفضلك بالمشاركه
أما عن كلمه حنانين
مفردها حنون والجمع حنانين أو حنينات
وهى عباره عن قطعه من العجين تبطط نصف نصف
كى يبقى سميك وبه لباده من الداخل
وبعض الناس فى الريف لما الحنون يستوى فى الفرن نصف سوى تخرجه بحديدة الفرن وتفتح وسط الحنون وتقفش فى وسطه بيضة فرخه وتعيده للفرن تانى حتى تستوى البيضه وسط الرغيف
والعيال الصغيره اللى ملمومه وسط حلقة الخبيز تأكل
وممكن أيضا بعد الحنون ما يستوى بالكامل فى الفرن يخرجوه وهو سخن ويقطعوه قطع صغيره فى سلطانيه ويفركوه بالسكر والسمن البلدى
والعيال تقعد تأكل
وفيه البطاطا اللى تشوى فى الفرن بجوار الخبيز
ومازالت فيه أقليات محتفظه بهذه العاده الا انها تقريبا من التراث
والعيش يسموه شقه
وعادة لما واحده تخبز لازم تفرق على الجيران عيش طرى
واللى عندها سمك تروح عند جارتها تشوى السمك بعد الخبيز يسموه فى رد الفرن
وحاجات كتير فى عملية الخبيز اللى يدور وراء آذان الفجر
وللضحك
نزولا على طلب الجماهير لن أعتزل

حسام حسن نازل الملعب تانى
تحياتى رائد باشا
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #244  
قديم 04/05/2009, 15h13
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي الحياه بين زوايا الصمت

بسم الله الرحمن الرحيم



الحياه بين زوايا الصمت


نشأ نسيم فى أسرة تعمل بصناعة الأوانى الفخاريه فى مكان يطلقون عليه إسم "القاعه", وهى مهنة ورثها أبوه عن أجداده وحرفتهم التى لا يعرفون غيرها, يعمل بها الاب والأم والاولاد جميعا , لم يكن غيرهم فى البداية يعمل فى تلك المهنه وعلى مر الأيام وزيادة الطلب على منتجاتهم ظهرت قاعات أخرى لآخرين فى نفس المكان الواقع على أطراف القريه فى طريق المقابر والاراضى الزراعيه بعيدا عن العمران وبيوت الفلاحين ومع الزحف العمرانى للقريه وزحف المبانى تبدل الحال وأصبحت القاعات تحيطها المقابر من كل جانب حتى أنها تبدو لمن يراها انها مقبره منهم لولا ارتفاع مدخنتها والتى ترتفع أمتارا الى أعلى , واعتاد اصحاب القاعات أن يتناولو غذائهم وهم يسندون ظهورهم على جدران القبور والاحواش يمدون أرجلهم طلبا للراحه مع شرب كوب من الشاى , وأحيانا أخرى كان منهم من ينام على مصطبة إحدى المقابرعندما يستبد به التعب , وألف أصحاب القاعات هذا الوضع الغريب وتلك الحياه بين الأموات وتآلف معهم أهالى القريه واعتادوا وجودهم وسط مقابرهم , ودائما ما كانوا ينادون على من يمر فى طريقهم من زوار الموتى أو أى عابر سبيل ليأكل معهم أو ليشرب الشاى


............. بسم الله يا جماعه .. اتفضلوا ... خير ربنا كتير .....

وكان لعم ابو العينين "التربى" النصيب الأكبر من تلك النداءات بحكم وجوده معظم ساعات النهار وأحيانا فى الليل فى المقابر ليقوم بعمله فى دفن الموتى وقراءة آيات من القرآن ترحما عليهم ....

وصناعة الفخار من الصناعات الشاقه ولها مراحل كثيره تبدأ بتخمير الطين أياماثم تقطيعه وتشكيله على النحو الذى يريدونهمن طواجن أو قلل أو أزيار أو برامق إلى ما هنالك من انواع الفخاريات , ثم يضعوه تحت أشعة الشمس أياما ليجفإلى أن يأتى اليوم الشاق والأهم , وفيه يقوم الأب مع صلاة الفجر ليرص المصنوعات فى فاخورة النار حيث يصطف الاولاد ومن يأتى معهم من أبناء وبنات الجيران وقوفا كل واحد يقذف للاخر قطعة منها حتى تصل للاب الذى يجلس القرفصاء أمام فوهة الفاخورة الساخنه ويقوم برصها فيها , ويظلأثناء ذلك يقذف بنشارة الخشب بمهارة فى النار حتى يتم حرقها وتحويلها الى فخار أحمر طوبى , وكان يصيبه من لفحات نيرانها ولهيبها النصيب الاكبر خصوصا فى أيام الصيف وهو يرتدى قطعه قماش يربطها حول وسطه تصل إلى ركبتيه فى زي أشبه بما كان يرتديه المصريون القدماء , بينما تنبعث الأدخنة السوداء الخانقة من حوله , وهو رغم ذلك البؤس سعيد بعمله لا يشكو ولا يتململ......
وكان دور الأم تجهيز الاكل مع أذان الظهر وحمله على رأسها على الصينيه الالمونيوم الكبيره بعد أن تضع لفافة من القش يسمونها الحوايه على رأسها , وفى يدها الاخرى تحمل قلة الماء البارد بينما يجر طرف جلبابها إبنها الصغير من الخلف ذاهبا معها إلى القاعه , كانت ككل نساء الريف لها مهارة ومقدرة على التحكم فى وضع الصينيه على رأسها مثبته بالحوايه دون أن تقع منها أو تهتز والقله فى يدها وهى تمشى فى خطوات رشيقة تتحرك يمينا وشمالا فى دلال دون حاجة لأن تمسك الصينيه بيدها , ثم تنطلق من منزلها لتوصيل الوجبه السريعه (التصبيره) لزوجها وأولادها بالقاعه, وما إن يروها وهى تهل بطلعتها عليهم بالصينيه من بعيد حتى يتصايحون ويهللون وقد غلبهم الجوع والعطش , ثم يلتفون حول طعام لا يزيد على صحن من المش فيه قطع متناثرة من جبن قديم وحبات من الطماطم والبصل أو الفول الأخضر وإن تيسر الحال تأتيهم بأقراص الطعميه الساخنه مع أرغفة الخبز الفلاحى ويأكلون وهم يتجاذبون حديثا صاخبا لا يخلو من بعض المناوشات , وكثيرا ما كان نسيم ينادى على ورده بنت صاحب القاعه المجاوره لتأكل معهم ويخصها بقرص طعميه يعطيه لها خفية (من تحت لتحت) ..


وفى آخر اليوم الذى كان دائما ينتهى قرب صلاة المغرب تعود أسر كل القاعاتلمنازلهم يستحمون ويبدلون ملابسهم ويلتفون حول الطبليه لأكل الوجبه الرئيسيه الساخنهالتى كانت فى أغلب الأحوال من السمك المشوي والأرز والبصل , وأحيانا أخرى من محشىالكرنب والباذنجان أو من شوربة العدس فى أيام الشتاء البارده , وبعد العشاء يخرج الاب أبو نسيم حيث المقهى ليشرب الشاى ويقابل زبائنه من تجار الجمله ليتفق معهم على بيع البضاعه ويعود إلى داره ليرتمى على فراشه وقد هده التعب مبكرا حيث العمل مبكرا ...
فى هذا المكان ولد نسيم وشب وترعرع ليعمل بنفس الحرفه بعد أن حفظ بعض أجزاء من القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابه "فك الخط" فى أحد كتاتيب القريه, أما ورده فكانت فتاة بضه بالغة الجمال والنضاره , لون بشرتها من لون سنابل القمح عندما تنضج وعيونها ذات لون عسلى , وكان يزيدها حسنا اللحظات التى يبدو عليها خجل بنات الريف .. وفى هذا الجو الذى يقضى فيه نسيم طول يومه انشغل قلبه بورده بنت صاحب القاعه المجاوره
كانوا فى سن الصبا يصنعون عرائس من الطين يضعونها فى فاخورة النار حتى تنضج وتصير تمثالا من الفخار الأحمر , وكثيرا ما كانت تختبئ من نسيم وراء إحدى المقابر وهو يبحث عنها وفى خطوات هادئه ونفس مكتوم ومن خلف المقبرة الاخرى يمسك يدها على حين غرة منها لتنطلق ضحكاتهما , وكثيرا كذلك ما كانا يختبئان وراء سور حوش من الأحواش ويرسمون القلوب التى تخترقها سهام الحب ويحفرون حروف أسمائهم على جدران المقابر .. وكان نسيم ينتهز فرصة وجود ورده معهم أثناء عملهم ويداعبها وهى تصطف معهم للمساعده, أحيانا كان يناولها قطعة الطين فى مكان أبعد من متناول يدها ليسمع منها كلمات اللوم وهى تصرخ فى وجهه بينما هو يضحك منها وهى تتصنع الغضب , حتى عند مجرى الماء وهما يغسلان أيديهم وأرجلهم من الطين , يظل نسيم يقذفها بالمياه ويضرب بقدميه فى مجرى الماء ليتناثر على ملابسها وهى تصرخ فيه وتجرى من أمامه لتعود إليه كى تضربه على كتفه, كل ذلك على مرأى ومسمع من الجميع وكلهم يعرفون مدى إعجاب نسيم بورده , وكان يوم السعد لحبهما حين تأتى جنازه حيث كانا ينتهزان فرصة انشغال الناس بالعزاء ودفن الميت مستغلين ذلك فى انصرافهم وراء أى حوش يتسامرون ويعبر كلاهما للأخر عن حبه .. وهم يكتمون ضحكاتهم حتى لا تصل الى مسمع المعزيين من خلال سكون المكان ورهبته
وكبرت ورده وبدأ خطابها يتحركون وعلى نسيم أن يتحرك هو الآخر قبل أن تفلت من يده , وذات يوم بعد صلاة العصر وعلى مصطبة إحدى المقابر جلس أبو نسيم مع أبو ورده يحتسيان الشاى , وفى هذا اللقاء طلب منه يد ابنته ورده لنسيم فلم يمانع وفى نفس اليوم ليلا تمت قراءة الفاتحه فى منزل ورده وانطلقت الزغاريد , ولم تمض غير بضعة شهور حتى تزوجت ورده من نسيم وتصاهرت القاعتان ..
إنتقلت ورده إلى منزل عائلته ليكون أول قرار له أن تبقى بالمنزل لمساعدة والدته فى أعمال المنزل وإعداد الطعام , واستمرت أم نسيم تذهب بصينية الغداء وقت الظهيره الى القاعه , وفى إحدى المرات وهى ذاهبة بالطعام وعلى الجسر المؤدى للمكان ولضيق الجسر صدمتها عربه كارو يجرها حمار ضامر متجها بحمولته من البرسيم إلى القريه , فإذا بها تقع وتنكسرساقها التى وضعها الطبيب فى الجبس وأمر أن تبقى كذلك شهران دون حركه , وأسقط فى يد نسيم , لم يكن هناك بد من تولى ورده مسئولية حمل صينية الاكل وقت الظهيره إلى القاعه , ومع الأيام زادت معاناتها من حملها للصينيه بعد أن تقدمت شهور حملها وبدأ الجنين يتحرك فى أحشائها , لكنها كانت مضطرة إلى هذا العمل اليومى الشاق ذهابا وعوده بخلاف خدمة حماتها بالمنزل واستقبال زوارها...
وذات مره وهى ذاهبة بالغذاء تمشى فى خطوات متثاقلة والعرق يسيل على جبهتها ووجهها , وقبل أن تصل إلى القاعه , صرخت صرخة عاليه وارتمت على الارض وهى تصرخ من شدة الألم , هرع إليها كل النسوه اللائى تصادف وجودهن لزيارة موتاهم وغيرهن من قاعات الفواخير المجاوره , أدركن أن ورده جاءها المخاض وتعالت أصوات البعض ...... ولاده .. ولاده .. ورده بتولد يا ناس .. إلحقونا يا عالم .....
حملوها إلى حيث حوش فسيح لأحد المقابر بعد أن غطوا أرضه بالقش
, وسارع عم ابو العينين فى الحال بخلع الشال الصوف من على كتفيه ووضعه فوق القش , وقامت احدى السيدات من زوار المقابر بعملية استقبال المولود , بينما كل الناس واقفون خارج الحوش منهم من يدعو الله ومنهم من يجهز العربيه الكارو ذات الحمار الضامر لتستعد لنقل ورده بالمولود كل ذلك و ونسيم يغدو ويروح حائرا قلقا وهو لايدرى ماذا يفعل , وأخيرا إنطلقت صرخات المولود التى امتزجت بضحكات الفرح والتعليقات المرحه ..


وسرعان ما اتت العربه الكارور ذات الحمار الضامر الذى يدل حاله على حال أهل القاعه وسرعان ما فرشوها بالقش وفوقها بطانيه رثه وحملوا ورده عليها مع مولودها أخذت العربه الكارو تشق طريقها الى حيث منزل ورده داخل القريه والجميع من حولها ممسكين بها مسندين أيديهم عليها وهم يتداعبون ويطلقون النكات بينما أم ابراهيم تتغامز بالكلام قائلة ......... أمال فين حماتها .. سيباها ليه تشيل الاكل للأنفار .. هى مش برضه بكريه ؟!.. وسرعان ما ترد عليها نفيسه قائلة ....... يا شيخه حرام عليكى هو أنتى متعرفيش إن ام نسيم مكسوره ورجلها فى الجبس ونايمه فى الدار , يا عينى على حالها , والبت ورده يا كبد امها لسه طريه شايله عنها الحمل كله حتى خدمتها من كافة شئ ....

ونسيم يسير خلف العربه لاحول له ولاقوه متثاقلا بالحمل الجديد الذى سوف يقع على عاتقه , سارت الكارو فى خطى بطيئة إلى حيث القريه لتقابل من على المصرف جنازه ميت تدخل المقابر للدفن .. إضطرت الكارو لأن تميل على جانب الجسر فيما يعرف "بالهدد" لتفسح الطريق للجنازه كى تمر ..

وتعالى صراخ وعويل أهل الميت مع بكاء وصراخ المولود القادم للحياه واختلطت الصرخات على الميت مع صرخات المولود الجديد .. لتمتزج الأصوات مابين صراخ على مودع للحياه وصراخ قادم للحياه .. والكل فى نفس واحد ... لا اله الا الله محمد رسول الله .. رفع أبو نسيم رأسه إلى السماء بينما يده تشير إلى الأرض وهو يقول ............. حكمتك يا رب ... مخلوقين من الطين ... وراجعين له ...
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #245  
قديم 04/05/2009, 15h35
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 1,294
افتراضي حمدالله على السلامة

هذا المرور للترحيب بالمولود الجديد ليس إلا
و لكن فى السبوع إن شاء الله نيجى و نعمل حفلة و شموع و نتحدث بالتفصيل عن النونو
و تقبلى أطيب المنى و أرق تحياتى
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #246  
قديم 05/05/2009, 20h45
الصورة الرمزية جسمينة
جسمينة جسمينة غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:317315
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 33
افتراضي رد: الحياه بين زوايا الصمت

سيدتي نص رائع بحق,
لقد لفحتني حرارة نار المواقد و أحسست بالنسيم الناعم في قصة حب وردة و نسيم.
سمعت قوة صوت الموت قبل صرخات المولود الجديد.
شكرا مرة أخرى و دمت بكل الود
رد مع اقتباس
  #247  
قديم 05/05/2009, 21h57
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: الحياه بين زوايا الصمت

بسم الله الرحمن الرحيم
اختى الحبيبه جسمينه
اشكر ك على مرورك الكريم
وتعليق حضرتك المعبر عن ما شعرتى به تجاه القصه
دمتى بذوقك الرفيع وتشجيعك الجميل
مع خالص تحياتى

__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #248  
قديم 05/05/2009, 22h02
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: الحياه بين زوايا الصمت

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الفاضل طارق العمرى
كنت أنتظر تعليق حضرتك المنتظر
ولكنى الان أضطر للشكر السريع على المرور السريع حتى لا تعدينى الاصول
فى انتظار المشاركه يوم السبوع
تحياتى

__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #249  
قديم 06/05/2009, 16h22
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 1,294
افتراضي رد: حمدالله على السلامة

شوفى بقى يا ستى
خلاص سبوع المولود عَدَّى و يتربى فى عزِّك و يارب تخاويه بالبنين و البنات
أنت تحكين و تسردين و تسهبين فى الوصف بسلاسة و جمال و تأخذيننا لجو و بيئة الحكاية ببراعة هذا لا ينكره ذو عينين ... جميل ... قولى جميل
أما التكوين الفنى و التقنى للقصة فيهرب من حضرتك كثيرا من الأحيان ربما لأن الإسهاب فى الوصف يسوق حضرتك بعيدا عن لب الموضوع
هنا حكاية .. حدوتة .. أين العقدة و تصاعد الأحداث و تجميع الخيوط لنصل للفينالة كما يقولون أو الحل أو الرسالة التى تسربها لنا الكاتبة من خلال القصة؟
سردك يأسر القارئ فاستخدميه فى سياق موضوع ما ليصل به لرسالة ما ... اصنعى أزمة و قضية و اجعلى شخوصك تتعامل مع الأزمة لتصل لحل أو لا تصل أى تنهزم أمام الأزمة.
هذا كله و أعترف بكل لغات العالم أننى فى هذا المجال متفرج يرى فقط أهداف المباراة و ملخصها فلهذا الفن أهله و حاشانى أن أتعدى عليهم
و تقبلى منى أطيب المنى و أرق تحياتى
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #250  
قديم 08/05/2009, 05h59
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
استاذ طارق
قلت أنا كما طلبت جميل
بل وأكثر من جميل حضورك السبوع
بالفعل هذه المره أردت أن أنقل لكم قصه حياه طبقه مهمشه فى المجتمع
لا يعرفها الكثيرون وعملها وكيف يتم
وتوصيل معنى الحياه التى تنبعث داخل العدم
والموت الذى ياتى من وسط الحياه
تشكراتى طارق
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h16.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd