رد: ضيف أون لاين
اولاً انا اتقدم بجزيل الشكر لأسرة البرنامج
الاستاذ محمد السلامونى والاستاذة ريما والجندى المجهول المايسترو محمد الآلاتى على إمتاعنا بهذه الحلقة الرائعة .
وهذه الحلقة تثير شجونى وفكرتنى برائحة الحبايب , احد العمالقة الذين عزفت معهم فى تسجيلات كثيرة فى الفرقة الماسية لا اذكر عددها على مدى عشرين عاماً , الفنان الكبير الاستاذ عبد العظيم محمد , وقد كان يمثل بالنسبة لزملائى ولى السهل الممتنع دائما يعنى اللحن الرائع المريح فى العزف بلا تعقيدات , والمحتوى على فكرة وصنعة وتجديد يثرى عقولنا , كان زملائى يطلقون عليه بالمصرى ( قِرفته حلوة ) ومعناها باللهجة المصرية ضيف عزيز جميل يمتعك بوجوده وكانت نوتة عبد العظيم محمد عندما ترى اللحن فى الإستوديو لأول مرة كنا نطلق عليها باللهجة المصرية ( تشرح القلب ) يعنى لحن جميل خالى من اى تعقيدات ومع قمة جمالها تسرى فى وجدان المستمعين كلهم بسرعة على اختلاف مذاهبهم وثقافتهم واقل دليل على ذلك هو استمرار تواجد الحانة فى القلوب والوجدان فترة طويلة والى انقضاء الحياة من على الأرض . كان عبد العظيم محمد بشوشاً مبتسماً دائما ودوداً مقنع , منخفض الصوت مهذب , ومن الحوار جاء على الذكر انه لم يكن اجتماعياً ولكن ذلك لسبب فقد كان الفنان زمان متفرغ لفنه , يحيا حياة بسيطة مرتبة حتى يتفرغ ذهنه لفنه وفنه فقط , فقد كان تلحين لحن زمان يستغرق شهرين على الاقل خلالها لابد ان يكون الفنان متواجد فى بيته فى صومعته , اى المكان المعتاد عليه دائما , نفس المقعد نفس الأباجورة لأن تغيير المكان يشتت الافكار , حتى الزاوية التى يجلس فيها ويحتضن عوده ويلحن إن تغيرت يتشتت التفكير , وكان من حظ عبد العظيم محمد انه بدأ فى اوائل الخمسينات , العصر الذهبى للموسيقى العربية , العصر الذى وصلت فيه الموسيقى العربية لأعلى درجة من التطور ووصل فيه الفنانين لأعلى درجة من النضج , وحتى الجمهور كان وصل لأعلى درجة من التذوق وقبول الجيد ورفض الردىء , وتألق عبد العظيم محمد فى هذا المناخ الذى لا يتألق فيه سوى الموسيقار العبقرى , لقد اعطى وردة الجزائرية لحن كل اطبا القلب وهو من الاساسات التى رسخت قواعد وردة فى مصر وجعلها تستمر فى مصر , وابرز فى صوت عبد المطلب كمية من العسل النادر , ومن اهم بصماته بالنسبة لنا كموسيقين عمل الابداع المخالف للطبيعة المعتادة هنا فى الحلقة سمعنا جزء من حبيبى لما عاد للفنانة الكبيرة فايدة كامل والمعروفة بتميزها فى صوتها الثورى وتخصصها فى الاناشيد وبالذات الحماسية اوقات الحروب هنا قدمها عبد العظيم محمد بصوت مختلف وعاطفية مختلفة اضاف اليها ابداعاً على ابداعها , ومن اغلنى الشيماء جزء ( إنك لا تهدى الاحبة ) اسمعه كثيرا كرنة متميزة للموبايلات , قد لا يلتفت الكثيرون إلى تلك اللمحة البسيطة ولكنها بالنسبة لى اراها لمحة كبيرة جدا , فلو لم يكن اللحن اكثر من رائع لما استخدموه كرنة للموبايل فى وقت اتجهت فيه الرنات الى الكثير من التافه فى الموسيقى , وهنا لو تكلمت عن الابداع لن تكفينى عشرات الصفحات ولكن هزتنى لفتة جميلة من الاستاذة ايمان عندما ذكرت منتدى سماعى وقالت انها نزلت عدد من الاغانى النادرة من تراث المرحوم الاستاذ عبد العظيم وذكرت رد فعله الجميل لأن معظم الاغانى غير موجودة فعلاً فى اى مكان وكيف اُعجب بالمنتدى وكلمته هذه انا اعتبرها تاجاً على رأس المنتدى من عملاق من عمالقة الزمن الجميل , كذلك وردت كلمة تراث عبد العظيم محمد واطمئن الجميع الاستاذ عبد العظيم محمد كان طول عمره ابن الإذاعة يعنى كل تراثه تقريبا موجود فى ارشيف الإذاعة ولكن يلزم من ينقب , وانا اطلب من اسرة البرنامج طلباً اعتقد سيشاركنى فيه كل الاعضاء , اطلب حلقة ثانية فى الذكرى الثانية العام القادم نستغل فيها وجود الستاذة ايمان بيننا لنتكلم عن نواحى اخرى من حياة وتراث الفنان الكبير عبد العظيم محمد والذى لا تكفيه حلقة واحدة , واطلب هذا الطلب من الاستاذة ايمان بصفة شخصية ان تعد هى عناصر جديدة للحلقة القادمة ان شاء الله
مع اطيب تحياتى واتمنى ان تسعدونا فى حلقات قادمة واعتذر عن الإطالة .
|