كل عام والجميع بخير ..
ذهب شهر رمضان الكريم .. نسأل الله أن يعيده علينا بكل خير .. ورجعنا للشقا تانى ..
رجعت لقيت الشغل كتير .. اللهم صلى على النبى ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ..
قلت فى نفسى تبدأ منين ياواد يابو حميد يابتاع المزيكا .. قلت أحسن حاجه أبدأ بوجبة دسمة .. عمل بقاله كتير مركون لحد ماريحته طلعت ..
الصورة الغنائية ( عواد ) ..
بسم الله نبدأ فى التحليل الموسيقى ..
أوبريت عواد يعتبر من أعمال كمال الطويل المتميزة .. والتى تتجلى فيها طبيعته الشيك .. فنحن نسميه الملحن الشيك ..
ملحن شرقى لا شك .. ولكن تتميز ألحانه بالشياكة والبساطة معاً .. لايحب الفذلكة ولا إستعراض العضلات .. وعندما نتوغل داخل الأوبريت سنتأكد من ذلك ..
الكلمات لمؤلف الألف أغنية : مرسى جميل عزيز
الألحان : كمال الطويل
الغناء : سعاد مكاوى وسيد إسماعيل .
لقد أفاض الزملاء الأعزاء فى تحليل وشرح الأوبريت وتفنيد القصة وبناءها الدرامى ..
وعليا الأن أن أفندها موسيقياً ..
إختار كمال الطويل مقام الراست ليبدأ به العمل .. فأعطانا جملة غاية فى البساطة والجمال معاً .. وهى الجملة التى يتخللها كلام المذيع فى أول الأوبريت .. جملة من أربع نغمات أو درجات صوتية ( سى ، دو ، رى ، مى ) فقط ..
ونسمع بعدها الجملة الرئيسية للعمل ( عواد باع أرضه ياولاد .. شوفوا طوله وعرضه ياولاد ) .. إلى أخره ..
هذه الجملة اللحنية التى أعتبرها إعجازاً فى التلحين .. جملة تتكون من نغمة واحدة هى ( الصول ) أو ( النوا ) ..
نغمة واحدة فقط .. من غير كمال الطويل الذى يلحن ( عواد باع أرضه ياولاد .. شوفوا طوله وعرضه ياولاد .. ياولاد غنوا له ياولاد .. على عرضه وطوله ياولاد ) من حرف واحد .. نغمة واحدة .. درجة صوتية واحدة .. والمذهل أننا لا نشعر بالملل ..
واضح طبعاً أن المسألة مقصودة .. لكى تترسب الجملة فى أذهان الناس ويرددونها سريعاً .. وهذا ماحدث .. إشتهرت هذه الجملة شهرة مدوية برغم بساطتها ..
ثم نأتى للجملة التالية ( ياأرضنا ياجنة .. مفروشة ورد وحنة ) من مقام النوا أثر .. جملة بسيطة أيضاً .. ليس فيها أى تعقيد ..
ويؤدى هذه الجملة ( محى الدين الخضرى ) وهو أحد أفراد الكورال .. ولمن لا يعرف محى الدين الخضرى .. هو الذى يرد على المطربة فى أغنية ( ياحضرة العمدة إبنك حميدة حدفنى بإستفنديه ) ..
ثم نأتى ل ( الأرض أرضنا .. على أبونا وجدنا ) ويغنيها سيد إسماعيل .. من مقام الهزام .. وينتقل لمقام الحجاز عند ( الميه الحلوة جايه .. فى الساقية والقنايه ) .. وهو مقام مجاور للهزام .. ويعود للهزام مرة أخرى عند ( عارفينها كلنا ) .. يعنى مافيش مشكلة ولا إستعراض عضلات ..
وجدير بالذكر أن الإيقاع المستخدم فى العمل هو إيقاع المقسوم .. نفس الحكاية .. إيقاع واحد وبسيط .. رباعى الزمن .. كل الناس تعرفه وتتمايل عليه ..
وتدخل سعاد مكاوى بصوتها الناعم الحنون لتغنى ( رمشه ندهلى الأسمر رمشه ندهلى .. نسانى أهلى الأسمر نسانى أهلى )
من مقام الهزام أيضاً .. ونسمع الجملة الموسيقية من ألة ( السلامية ) وهى من عائلة الناى .. ألة تعطى إحساساً بالشجن والحزن .. الجزء الذى تغنيه سعاد مكاوى كله من مقام الهزام .. لقد إتفقنا على البساطة ..
ويعقبها سيد إسماعيل ليغنى ( خلخاله غنوه .. له رنه حلوة ) من مقام الحجاز .. ليعود بنا للهزام مرة أخرى ليسلم سعاد مكاوى لتنهى الأغنية .. نفس إيقاع المقسوم .. الذى يلازمنا طوال العمل ..
هيه .. تعبتوا ولا إيه ؟ .. لسه بدرى .. ده أوبريت مش أغنية واحدة وإقلب ..