كان ينقصنا فى رحلتنا الى المايسترو الآلاتى من أصدقائنا الأعزاء من لايمكن نسيانهم فلا يمكن أن ننسى صاحب التعبير الجميل "أول سلامى كلام" - الدكتور محمود رزق وكأنه يمد يده لمصافحتك فى ود وبشر – فالدكتور محمود شخصية ثرية ساحرة – يصمت ليستمع ويتحدث بما يفرض عليك أن تستمع – شخصية لها بيان علمى واضح وخلفية علمية كبيرة تظهر عند اللزوم تجعلك تنبهر بحديثه وله مدخلات تثير فى الأنسان أغلى مافيه وهو عقله وتجبره على التفكير فيما حوله – وكنا فى حاجة لتواجده بيننا فهو جوهرة متلآلئة تزين البشر والمكان وتثرى الأصدقاء – وبالمناسبة فأن للدكتور محمود فى خيالى خاصية تجعلنى أحس بعبق الريحان حينما أجد مداخلة له
كمال عبدالرحمن
نأتى الآن للأستاذ كمال عبدالرحمن فقد استغرقتنى كلماته وحواراته وجعلتنى أفكر فى كل جملة كتبها محاولا أن أستنبط منها ماأقدر عليه
هو أنسان مصرى أصيل – تراه لأول وهلة تجد فيه سكينة وبساطة بل ووداعة – ولكن تحتها ماتحتها فمظهره يحيرك ربما ترى أستارا قد تجد فيها غلائل شفافة تتحسس خلفها ألوان طيف خلابه - فيه الألوان كلها وأحيانا تجده ستارا كثيفا يحجب ماوراءه ولاتدرى ماوراءه أهو نور متوهج أم أمواج بحر متلاطم . فقد اكتشفت أنه يفكر بقلبه أحيانا ويحب بعقله أحيانا ويجند كل حواسه للأنصات والأستماع فعقله يحلل كل كلمة وحرف وتمر المشاعر على عقله أحيانا من خلال فلتر – وهكذا تجد نفسك فى النهاية فى صحبة عقل فياض وفى حضرة مشاعر غامرة يغلفهما منطق المنطق أحيانا ومنطق اللامنطق فى أحيان أخرى.
وقد كانت زيارة الآلاتى احدى الفرص الرائعة التى أثمرت لنا قطعة رفيعة من الأدب الروائى أخرجعا لنا كمال عبدالرحمن
رؤية في كتابة كمال عبد الرحمن
وفى معرض النقد لما سطرته قريحتة أجد أنه أبدع أسلوبا جديدا فى الكتابة لعبت فيه هندسة الكلمة دورا كبيرا فى بيان أفكاره وتبيان قدراته التعبيرية وامكاناته فى المزج بين رصين الكلم وحداثة التعبيرات والألفاظ
ولقد قامت شهرة كمال عبد الرحمن عى قدرته الأبداعية الشعرية ولكن فى هذه المرة كان الأبداع مختلفا فقد سطر قطعة نثرية رائعة كان فيها ساحر البيان قوى التعبير.
وقد جعلتنى كتابته النثرية أشم فيها عبق نجيب محفوظ ورائحة بيرم التونسى.
أولا فوجئت بذاكرته البانورامية التى استطاع فيها عقله أن يصور الأحداث تصويرا تفصيليا سينمائيا بل استطاعت ذاكرته وصف أحداث صغيرة قد لايلتفت اليها الكثيرون وهذه القدرة الأبداعية ذكرتنى بسيناريوهات نجيب محفوظ ورواياته فكانت قدرته السيناريوهيه الفائقة ولكنى اسفت أن هذه القدرات الأبداعية من حيث السرد والتعبير والتى تزيد كثيرا فى تدبيجها عن قدرات أكبر كتاب السيناريو – هى حبيسة أدراجه أو حبيسة جنبيه وتخيلت قدرات كمال عبدالرحمن على الكتابة الروائية والسيناريوهات – ربما التى لايستطيع غيره أن يكتبها كما كتبها لنا – وفقط تنقصه الفرصة لآخراجها للنور ويبقى لها وجود شيئين أولهما مخرج ابداعى يستطيع تناولها وشئ من الحظ يعينه على اخراجها الى النور
يتبع .....