قضية فنية بخصوص فن السمسمية
اثار مؤسس فرقة الطنبورة البورسعيدية زكريا ابراهيم حفيظة ومشاعر فنانو السمسمية فى مختلف مدن القناة بما قاله عن ان كل فرق السمسمية كانت فرق عوالم حتى انه قال عن عبدالله كبربر ( رائد السمسمية الاول فى مصر ومدخلها الى مدن القناة ) انه كان يرتحل الى بورسعيد ليجلس فى مواخيرها ويعزف فى سبيل زجاجات الخمر التى يقدمها له صديقة صاحب قهوة الحصون السبعة فى بورسعيد
اثار هذا الكلام ليس بين فنانو السمسمية القدامى والمحدثين ولكن ايضا بين مثقفى مصر حيث اتهموه بانه يسئ الى التراث الفنى المصرى الذى كان المحرك الاساسى للجماهير المصرية فى مقاومة الاحتلال والتغلب على النكسة ودفع مصر الى تحيرير سيناء وغيرها من الاحداث التى كان للسمسمية دورا فعالا فى الشعور الوطنى واشعاله
والنقطة المحورية فى هذه القضية هى ان كل فرق السمسمية كانت تقدم فنها من والى الجماهير بروح خالصة وبهواية صافية ولم يتكسب فنانو السمسمية منها كمهنة وانما كانوا هواه
وهل التمويل الاجنبى الذى تحصل عليه فرقة الطنبورة البورسعيدية من مؤسسة ( فور فاونديشن الامريكية ) هل هذا التمويل للنهوض وترقية فن السمسمية كموروث شعبى ام انه انحرف به عن الخط الاصلى له وسطحه فى سبيل اغراض اخرى
سنعرض هنا اراء الطرفين وللسادة القراء الحكم
فتابعونا
وطبعا هانكمل تاريخ السمسمية جنب الموضوع ده لان تاريخ السمسمية هو موضوعنا الاساسى
قضية فنية بخصوص السمسمية (2)
اولا نعرفكم على فرقة الطنبورة البورسعيدية
*الطنبورة ، فرقة مستقلة، أسسها زكريا ابراهيم سنة 1989 في بورسعيد وهي فرقة غنائية موسيقية راقصة تتفاعل مع المسرح الارتجالي الشعبي.هدفها جمع وحفظ واحياء التراث الموسيقي الشعبي المنفرد وربطه بالحياة القومية من مصر .
تبلغ حصيلتها من الغناء الموروث مايزيد علي 20 سنة ، وهو 'ريبورتوار' غني.
تقدم تراثها، بانسجام خاص، في جو من المرح وخفة الدم. حيث تمتزج 'الضمة'، ذات الأصول الصوفية والترانيم الروحية، مع 'السمسية'* الوترية* ذات الأصول الفرعونية السائدة من قلب أفريقيا حتي سواحل البحر الأحمر، وأيضا موسيقي البحر الأبيض المتوسط مع أغاني الصيادين.
تستخدم القرقة، إلي جانب 'السمسمية'، الآت: الطنبورة، النادي، الصاجات، المثلث، الرق، والطبول.
المهرجانات التي اشتركت فيها الفرقة:
1996 فرنسا: معهد العالم العربي، أسبوع 'أنوار مصر' في باريس.
1997 (ربيع) الأردن: مهرجان عمان للفرق المستقلة.
1997 (صيف) الاردن: مهرجان جرش الدولي.
1997 (خريف) إيطاليا: مهرجان موسيقي الشعوب في فلورنسا.
2000 كندا: المهرجان الدولي للأغنية والموسيقي في ماريفيل، وحازت علي جائزته الأولي.
2001 السويد: مهرجان 'ري اورينت' في ستوكهولم.
2002 فرنسا في مهرجان مونبلييه ومعهد العالم العربي ، وكذلك في انجلترا .
والفرقة تقدم في بورسعيد عرضا أسبوعيا وعرضين سنويين : عبدالناصر (غزو 1956)، وشم النسيم (عيد الربيع). بالاضافة إلي عروضها المستمرة في قري ومدن وعواصم أقاليم مصر، وفي الأماكن المختلفة من صالات العرض إلي الشوارع، لجمهورها المتنوع من عمال ومثقفين وفلاحيين.
وصدرت لها عام 1999: أول اسطوانة مدمجة من إنتاج 'معهد العالم العربي' توزيع شركة 'هارمونيا موندي'.
فأنتج لها فيلم روائي مصري (50ق) بعنوان 'الضمة' سنة 1998 إخراج سعد هنداوي.
وصورت فيلما تسجيليا (15ق) سنة 1997 لمحطة 'ARTA' الفرنسية الألمانية. إخراج مصطفي الحسناوي.
وفيما آخر (15) سنة لمحطة 'HR' الألمانية إخراج باري جافن وألفريد هوبر.
وصدر لها 'نوح الحمام' سبتمبر 2002، وهو أول شريط كاسيت للفرقة في مصر.
أسماء أعضاء فرقة الطنبورة حسب تاريخ الأنضمام.
الريس إمبابي (توفي في سنة 2001 عن 63 عاما)
الريس احمد وليم (توفي سنة 1992 عن 75 عاما)
السطي محمد القط (توفي سنة 1993 عن 78 عاما)
سعد أبوالشحات (توفي سنة 1994)
الشيخ رجب ، احمد مجاهد، محمد السعيد (ابوإسلام)، السعيد الليبرتي، علي عوف، جمال عوض، مرسي ابراهيم، حمام ، السيد الجيزاوي (ابوعادل)، صلاح الحصري، جمال فرج، علاء الشاذلي، سامي عبدالنبي، مسعد موسي ، العربي جاكومو، مسعد باغة، محسن جبريل، احمد كنش، العربي البيه، منصور حسين، محسن العشري، شوقي الريدي، صابر جزر، محمد
هذا ما نشرته جريدة اخبار الادب عنهم فى باب البستان العدد 477 سبتمبر 2002
قضية فنية بخصوص السمسمية (3)
ما نشر بحريدة أخبار الادب 6 اكتوبر2002
أثارت أخبار الأدب ردود فعل غاضبة واستياءا عاما لدى أوساط الفنانين الشعبيين ببورسعيد بسبب ما جاء على لسان زكريا إبراهيم صاحب الطنبور ، في وصفه لفرق السمسميه الأخرى ب( سمسمية العوالم أو السمسمية التجارية) ، يسعون وراء جمع النقطة مثل العوالم . وازدراءه للعازفين الأوائل للسمسميه حين وصفهم- ص20- بأنهم :
(عازفين شبه مزاجيين ، و أجرهم هو مزاجهم ، فكانوا شبه متسولين ) !!
كما ذكر أن انتقال السمسميه إلى بورسعيد كان : (على يد شخص يدعى عبد الله كبربر ، جاء من السويس وظهر في مخانة حسن متولي ، و هي غرزه لتدخين الحشيش والجلوس معا في قعدة حظ )
والكلام كما هو واضح ، لا يحمل فقط تعاليا على الرواد الأول لذلك الفن ، بل يسئ إليهم ،وإلي تاريخهم بقصد تشويهه .
فالريس حسن متولي الذي يحكي عنه ، كان يعمل سائق لنش في الميناء ، وكان فتوة المناخين ، طولا بعرض ، ذو وسامه لا تعرف الجهامه عندما يرفع العصا ليرقص بها ، وعندما يرفعها ليضرب ، تجري الفتوات من أمامه ، صاحب نخوه وشهامه ، و صاحب صاحبه ، بنى ذلك المقهى في بداية الأربعينيات ، ليجلس فيها مع أصحابه ، وأسماها الناس " قهوة السبع حصون " ، و التي لم تكن مجرد غرزه كما يصفها زكريا إبراهيم ، بل كانت مقهى متسع به سبعة أبواب ، منها أربعه أبواب في مواجهة البحر ، وحين كانت كل حارة من حارات المناخ كانت تسمى حصن ، كان لكل حارة باب تجلس فيه ، كما ارتاد القهوة كافة أصناف البشر من كل الطوائف ، كجماعة البمبوطية وتجار البحر ..سائقي اللنشات و أصحاب الفلايك ، جماعة تجار سوق الجملة ، حتى العربجية كان لهم جانب وحصن الحاج حسين الشلودي في قهوة حسن متولي ، إلي جانب بعض الأثرياء و كبار عائلات بورسعيد كالشيخ صديق لهيطه ، و الأخوان احمد ومحمد الصياد - وكانا أيضا يكتبان الشعر ، والشيخ العتمة أظرف ظرفاء بورسعيد . ووسط تلك الجماعات ، كانت تجلس جماعة الفن و الضمه و السمسميه ، تتحلق حول حسن متولي ، يزوره فيها زكريا الحجاوي الذي زامله في المدرسة الابتدائية ، و ظلت صداقتهما علي حالها ، فيقدم الحجاوي خماسي السمسمية الذي كونه حسن متولي ليغني في الإذاعة المصرية علي الهواء في الخمسينيات ، كما تردد علي القهوة المطرب عبد العزيز محمود أبن بورسعيد الذي غنى للإذاعة بعض أغاني السمسمية حفظها على يد حسن متولي مثل أغنية –بتغني لمين يا حمام - ، وكان يجلس عليها أحمد رامي كلما جاء إلى بورسعيد ليستمع إلى عزف إبراهيم خلف على السمسمية ، فكانت الملتقى لمحبي الفن و الغناء . وكما جذبت الرسام الشعبي الموهوب وكاتب الأزجال طه شحاته ، جذبت إليها سيد الملاح وهو لا يزال طالب في الإعدادية ، فكان يهرب من الدراسة ، ويجلس عليها ليحفظ أدوار الضمه والسمسميه ، أما الفنان محمود شكوكو ، فكان علي علاقة قوية بالمكان ، وكان لديه صديق من رواد القهوه يعمل بمبوطي أسمه حسن صفريته ، تعلم منه شكوكو حركات وايقاعات الرقص البورسعيدي ، بعدما كان يكتفي بالرقص البلدي التقليدي ، فكانت الرقصة التي سجلها تمثاله الشهير ، وهو يضع يده علي رأسه ، تماما كاللازمه التي كانت تلازم حسن صفريته أثناء رقصه ، والذي غنى له شكوكو منلوجا خاصا له يقول فيه :
الود حسن صفريته أجدع ولد في النطيطه
يطلع شليع ع الفرقيطه ويجيب فلوس بالطورنيطه
ضيع فلوسه ع الشيكوليطه والجميل وينه و النبي يابا ؟!
النطيطه = شطار البحر / يطلع شليع= يتسلق الحبل / الفرقيطه = الفرقاطه / الطورنيطه = وزن الطن / الشيكوليطة = الشيكولاته
أما في مجال السمسميه ، فكانت الرياسة للريس حسن متولي ، وكان الصحبجيه يغنون له ترحيبا خاصا به عندما يرونه داخلا إلى حلقة المجال :
حسن يا حسن من يوم فراقك يا حسن
يا ترى الأيام تعود لنا والمنزل يجمعنا؟!
و لم يحدث في يوم من الأيام أن سجن حسن متولي أو دخل قسم بوليس بسبب الحشيش ، بل أعتقل أواخر الأربعينات بمعسكرات الإنجليز-الجلاء حاليا- بسبب نشاطه السياسي المعادي للاحتلال وللوجود الأجنبي في منطقة القناة . فهو صاحب أول ما تغنت به السمسمية من الحان وطنيه في الأربعينيات :
إذا أستعصي على القاسي دوائي ولم يجد السبيل لبرء دائي
فقل يا نيل ، مصر اليوم تبغي من الحلفاء تعجيل الجلاء
أيروى النيل ظمأنا غريبا و بالوادي ملايين الظماء؟!
وهو الذي لحن كلمات أحمد الصياد " دا كنالنا وبحرنا " أول ما غنته السمسميه أثناء المواجهة عام 1956 ، و" يابورسعيد جه يوم عيدك" عقب الحرب التي أحرقت حي المناخ بأكمله ، و أحرقت معه " قهوة السبع حصون " التي كانت عالما بأسره .
تلك هي ملامح شخصية حسن متولي . الشهم ابن البلد ، فحين جاء عبدالله كبربر مرتحلا من السويس ، وتحت إبطه آلة السمسميه ، لم يجد مكانا يتسع له سوى " قهوة السبع حصون " الذي استضافه فيها حسن متولي ، يأكل و يشرب ، و ينام فيها لمدة ثلاث سنوات متواصلة ، يرحل بعدها إلى الاسماعيليه – فحياته كانت ترحال دائم - ، لكن كبربر لم يكن متسولا لدى حسن متولي ، بل ظل ضيف كريم معزز يلبس البدله و الكرافتة و الطربوش ، ومن حقه طلب الخمر كل يوم ، وتلبية كل ما يطلب .
وكما رحبت به بورسعيد ، رحبت به الاسماعيليه ، الذي غادرها بعد فتره وجيزه إلى السويس ، ليعمل بإحدى شركات البترول ، ويستقر فيها نهائيا ، بعد أن نشر آلة السمسميه على طول منطقة القناة .
لكن يبدوا أن زكريا إبراهيم لم يكن يستمع جيدا ، ولم يستوعب مما حكاه له محمد الشناوي عن تاريخ الضمه والسمسميه غير قشور الحكايات ، واكتفى بتصوراته عن الماضي قياسا على ما يراه في الحاضر ، وأطنب في مدح نفسه كثيرا ، بقدر ما أساء للفنانين الحقيقيين ، واعتدى على حقوقهم حين نسب جهودهم إلى شخصه ، كما هو الحال مع الفنان محمد الشناوي الذي أشرف على تطوير فرقة الطنبوره في بداياتها وضبط ألحانها و أغانيها ودرب أفرادها وقام بتحفيظ زكريا الأدوار التي يغنيها الآن ، و لم يكن وقتها سوى القابض على كيس التمويل ! ، بل أن الفرقة التي يدعي تأسيسها ، كانت موجودة من قبل أن يهبط عليها زكريا ، وكانت تقيم بروفاتها في حزب التجمع قبل أن يقنع أفرادها بالبحث عن مقر آخر ، و يغير اسمها من فرقة بورسعيد للتراث الشعبي إلى فرقة الطنبوره ، استعدادا لتلقي أموال التمويل من مؤسسة فورد الامريكيه .
وضمن ما أورده زكريا إبراهيم من تصورات خاطئة ، ذلك ادعائه بوجود علاقة بين أغاني الضمه والغناء الصوفي و حلقات الذكر و الدروشه ، و التي نراها علاقة ملفقة هدفها استرضاء الواقع الحالي .
فالضمه لم تفد من الريف أو الصعيد ، بل هي غناء أهل البحر الوافدون من دمياط ، فبعد افتتاح قناة السويس للملاحة عام1869 ، أخذ ميناء دمياط ينطفئ تدريجيا ، ويهاجر منه المئات من أصحاب المهنة البحرية إلى بورسعيد ، وتنتقل معهم الضمه بأغانيها القديمة وما داخلها من أغاني الشام حلال رحلاتهم مثل :
يارايحين لحلب حبي معاكم راح
يا محملين العنب تحت العنب تفاح
حيث كانت دمياط هي الثغر الشرقي و مرسى الشام ،فيها تبنى المراكب الخشب ، و منها تقلع "الشخاطير" أو "الشخاتير"بلهجة الشام – وهي مراكب الشراع – إلى موانئ الشام بالتجارة ، و تعود بالبحارة وهم يغنون على دفوفهم أغاني أهل الشام ، بنفس الطريقة التي يغنون بها أغاني أسلافهم .
كما كانت حلقات الضمه هي دعوة للالتحام مع الحياة و الإقبال على ملذاتها ، فتغني للحب والخمر ، ولا تكتمل إلا بهما .
ولم يحدث أن اختلطت حلقات الذكر ، أو ناس الصوفية ، بحلقات الضمه ، والذي يعرف بورسعيد وقتها ، يعلم أنها المدينة الوحيدة التي لم يوجد بها ضريح لشيخ أو مقام لولي تقام في رحابة حلقات الذكر ، بل كانت حلقات الذكر تقام داخل المساجد ، فكيف يلتقي الساعون إلى العفو و التجرد من دنيوية الحياة ، مع حلقات الضمة الصاخبة التي كانت تقام في الشوارع ، ولا تخلو من شجار محتمل ؟ .
كما أن المناخ السائد في بورسعيد ذلك الوقت ، شهد تعددا لا حصر له في اختلاط الأعراق والأجناس لم يقتصر على الصعيد و الدلتا فحسب ، بل شمل أركان المعمورة بمختلف ثقافاتها و فنونها ، و سمح بها جنبا إلى جنب .
لمصلحة من يتم تشويه صورة التراث البورسعيدي ورموزه من الرواد الأوائل ، و حشو تاريخه بالأكاذيب الملفقة ؟ وفي هذا التوقيت بالذات ؟ كلام المصاطب هذا إن كان هدفه إنعاش السبوبه وزيادة التمويل ، فهو لا ينطلي علينا فلمصلحة من يروج أصحاب المصطبة تلك الترهات ؟
نعم ، فقد تبدو الإجابة واضحة لو علمنا حقيقة ما استراب منه الزميل محمود الورداني ص17 ، وهي مسألة التمويل الأجنبي ، وذلك بعدما وصف نفسه ب "الدقة القديمة" ، وكأنه اعتذار مسبق عما يقدمه ! . خاصة و مؤسسة التمويل الأمريكية هي ( فورد فاونديشن )
نقول له : عندك حق ، فيما إستربت منه والريبة في محلها ولا بد منها ، طالما نحن مستهدفون من قبل الغرب عامة ، ومن قبل أمريكا خاصة ، فمؤسسة فورد التي تقوم بتمويل أنشطة الطنبوره – بأكثر من مائه وعشرون ألف دولار سنويا - ، هي في قلب المنظومة المعلوماتية الأمريكية التي يسترشد بها القرار الأمريكي ، وتكاد تكون إحدى الواجهات العلنية لأنشطة المخابرات الأمريكية. والتي تضخ من خلالها C.I.A
الأموال للمثقفين و النشطاء حول العالم
وهي مؤسسة ليست بعيده عن العمل السياسي ، فمازلنا نذكر كيف شاركت في الإطاحة بحكومة الليندي في شيلي لصالح العسكريين حين تهددت المصالح الأمريكية هناك ، مستترة تحت نفس الشعار المخادع "حرية العمل الأهلي" و الذي في حقيقته خدمات مدفوعة الأجر ، وشراء ذمم قد يصل إلى حد الخيانة .
إن ذلك النوع من الخداع تحت ستار التعاون المشترك ، أو التمويل بهدف التنمية ، قد ينطلي علي السذج ، لكن مصيرهم سيكون أسوء من مصير الهنود الحمر حين قبلوا هدية الجيش الأمريكي لهم بمناسبة الصلح ، وكانت عبارة عن صفقة من البطاطين الموبؤة بجراثيم الجدري.
انتبهوا ! … فهم يحرثون الأرض جيدا قبل مجيئهم !
صحبة ولاد البحر
ومازالت القضية مثارة حتى الان وسنوالى نشر الردود ومانشرحول هذا الموضوع وننتظر ارائكم ومشاركتكم
قضية فنية بخصوص السمسمية (4)
مانشر فى موقع Manal And Alaa's
بتاريخ 15/11/2005
صحبة ولاد البحر
علي قدر حاجة الفنان الشعبي الي الحريه ، تؤكد * صحبه ولاد البحر * على كونها التجمع الفني الحر لفناني الضمه و السمسمية ببور سعيد ، الذي لا تشوب حريته شائبة التمويل الأجنبي أو شبهاته ، بل هو النقيض ، بسعيه الدائم للحفاظ على روح الصحبة التي تحاول دولارات الأمريكان اغتيالها ، و بتصديه للغزوة الثقافية الأمريكية علي أيدي جهات التمويل المشبوهة ، وفي مقدمتها مؤسسة فورد التِمويلية وما تفتعله من نماذج شائهة مصطنعة(الطنبورة وغيرها) التي أتاحت للمدعين ، احتلال مكانة المبدعين ، وفرضت المسخ الدخيل على ذلك الفن الأصيل ، وكان دورها دوما هو الإطاحة بتقاليده المتمثلة في روح الصحبة المخلصة لفنها ، إخلاصها للأهل والوطن ، ومحاولة تشويه ذلك الفن بما تقدمة من صورة ضحلة وفارغة عن التراث الشعبي البور سعيدي ، لها مواصفات السلعة الطريفة والملائمة لسوق العولمة الثقافية التي تطمح الإدارة الأمريكية في تعميمه ، بعدما تعيد تأهيلنيا من جديد .
وتنوه ( صحبة ولاد البحر ) بأنها ليست فرقه تقيم عروضها وفق برامج معده سلفا ، بل هي صحبه تلقائيه، تضم أصحاب ذلك الفن انفسهم ، دون وصاية أحد ، يجتمعون حسب التقاليد التي حفظت لنا ذلك الفن منذ نشأته . وهي التقاليد التي تراعي الحرص علي النص التراثي دون حذف أو إضافة أو إهمال لنص بعينه بدافع رقابي ، أو مراعاة لشعور الممول ، مع الحرص علي النسق الموسيقي الاصلي وألاته الخاصه بمنطقه القناه حفاظا على تمايز تلك الموسيقى وخصوصيتها . وقبل كل شئ إطلاق الحريه ، كل الحريه لإرادة الفنان الشعبي الخلاقة ، ولروحه التلقائيه الحره التي لا يحيا بدونها الفن أو الفنان الشعبي ، روح الصحبة .
إن فنون الضمه والسمسمية لا تزال تحيا في تفاعل مع مجتمعها وتعبر عنه ، وليست فنون تراثيه مهدده بالاندثار كي يتحمس الأمريكان لحمايتها من الضياع ، ولكنها تاريخيا ، تمثل فنون وتراث المنطقة الأكثر سخونة في الصراع مع الصهيونية ، الأمر الذي يجعلها محط اهتمام القوة الامريكيةالصهيونية التي تحيطنا الآن بجيوشها لفرض مخططاتها ، وتتحرش بسوريا بعدما ابتلعت العراق ، و لا توقفها سوى المقاومة الباسله للشعب العراقي ، وصمود الشعب الفلسطيني .
ورغم كل الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الأمريكي في العراق ، فأن ما جرى من تدمير ونهب للتراث الحضاري العريق علي أيدي رعاة البقر ، ينزع ورقة التوت الأخيرة عن كل الأجراء المتعاونين مع الواجهات الكاذبة لانشطة الغزو الثقافي الأمريكي تحت ستار التنميه الثقافيه ، والذي في حقيقته استطلاع للشخصيه الشعبية ، توطئة للغزو الفعلي ، وفي المقدمه ، ذلك الاختراق الكثيف ، لانشطة مؤسسة فورد الأمريكية في مصر ، والذي لا يعدو في حقيقته سوى خطوه اولى للمخطط الأمريكي ، يصل خلالها عبر الاجراء من المثقفين و النشطاء من مروجي الخراء الأمريكي.
لقد كانت روح الصحبة ، و الألفة بين فناني الضمه والسمسميه ، هي النواة التي انبتت أغاني المقاومة أثناء مواجهة العدو عام 56 ، واثناء حرب الاستنزاف . تلك الروح التي تحاول ( صحبة ولاد البحر) إنهاضها من جديد في مواجهة صنيعه الفورد وامثالة ، تلك الروح التي نحن في اشد الحاجة إليها في وقتنا العصيب . ربما ينفعنا الحذر ، طالما يحرثون الأرض في اتجاهنا .
( صحبة ولاد البحر ) البورسعيدية محمد الشناوي وصحبه
تابعونا فسننشر راى فنانى سمسمية اخرين فى الموضوع