تراجم وسير الفنانين الجزائريين المعاصرين

[عثمان دلباني]

الفنان الجزائري الراحل موح السعيد أوبلعيد... قصة أيقونة
يُعدّ الفنان القدير الراحل موح السعيد أوبلعيد، الذي اشتغل مع أيقونات الفن الجزائري في المهجر خمسينيات وستنينيات القرن العشرين، على غرار الراحلين دحمان الحراشي وسلوى ونورا وأحمد وهبي وميسوم العمراوي وصالح سعداوي وسليمان عازم وأرزقي بوزيد واعمر أوكيل وبهية فرح والتونسي علي رياحي والمغربي حسين السلاوي، ومن الأحياء أكلي يحياتن وكمال حمادي وفريدة آيت، فالراحل موح السعيد أوبلعيد من كبار الفن الجزائري، الناطق باللغة الأمازيغية في بُعدها القبائلي، كان الراحل كاتب كلمات وملحن ومترجم، اسمه الحقيقي العربي محند السعيد، مواليد 19 فبراير 1923 بأمالو بلدية بونوح، تيزي وزو، وهب الفنان وقته لخدمة الأرض والفلاحة، وفي سن 15 عاما، توجّه نحو العاصمة للعمل بمدينة الحراش، ليبرز ميوله للفن والموسيقى، خاصة مع احتكاكه وتعرفه على الفنان أيقونة الشعبي، الراحل دحمان الحراشي الذي هاجر معه إلى فرنسا، حيث التقى بنخبة من فناني المهجر من جزائريين ومغاربة وتونسيين ولبنانيين، سجل عدة أسطوانات بين الخمسينيات والسبعينيات، تم تحويلها إلى أشرطة كاسيت في الثمانينيات، ثم سيديهات لاحقا، قضى الفنان القدير الراحل موح السعيد أوبلعيد حياته في خدمة الفن والإبداع إلى غاية وفاته يوم 03 مارس 2000، بمدينة أزفون، تاركا وراءه عطاءً فنيا كبيرا يزيد عن 30 أغنية من ورائع الفن القبائلي الجزائري، منها أغنية “إيذورار لقبايل”، بمعنى جبال القبائل، و“روح روح” وغيرها من الأغاني التي تغنّى فيها بوطنيته، شارك في الثورة بمد المجاهدين والمسبلين والمناضلين بالمال، وغنى لكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة المظفرة..
ربي يرحمه ويرحم جميع الفنانين المذكورين في المنشور ويحفظ الأحياء..

الموضوع لصاحبه أحمد حميطوش Ahmed Hamitouche

[عثمان دلباني]

الفنان الراحل الجيلالي درامشي...النسيان القاتل
شهد الفن الجزائري على مر تاريخه الطويل مئات الأصوات في كل الطبوع الغنائية الجزائرية، للأسف لا نقوم بالأرشفة وإعطاء الفنان حقه، مثلما هو موجود في أوروپا وأمريكا وكندا وأستراليا واليابان، وحتى الهند ومصر ولبنان وتركيا على سبيل المثال لا الحصر، الفنان مثل الشمعة سواء كان مطربا أو ممثلا أو فنانا تشكيليا أو نحاتا يعمل في صمت، وينسى عند موته...من تلك الأمثلة، الفنان الراحل الجيلالي درامشي ابن مدينة تنس ولاية الشلف، بحثت عن معلومات عنه عبر عديد المصادر والمواقع، لكن لم أجد إلا بضعة أسطر بالفرنسية تتحدث عنه، دون ذكر تاريخ ميلاده ولا يوم وفاته، الراحل درامشي كان صديقا مقربا من الفنان الشهيد علي معاشي، وكان مطربا ملحنا وكاتب كلمات وقائد أوركسترا في الخمسينيات ومطلع الستينيات، عاش فترة في العاصمة في منطقة فوردولو أي برج الكيفان، سجل الفنان الراحل الجيلالي درامشي عدة أسطوانات، أعاد رائعة الشهيد علي معاشي "أنغام الجزائر"، وغناها أيضا ديو الفنانان الراحلان نورا وبومدين وراد، ومن أغاني الراحل الجيلالي درامشي "حاجة"، و"يا ڨلبي كي تعرف"، و"من اللي يصبرني"، و"خليك يا ڨلبي"، و"بنت بلادي"، و"الڨمري"....غناؤه يميل للطابع الوهراني...مات في صمت مطبق...
ربي يرحم الفنان الجيلالي درامشي والشهيد علي معاشي ونورا وبومدين وراد وكل موتى فنانينا......

الموضوع لصاحبه أحمد حميطوش Ahmed Hamitouche

[عثمان دلباني]

من الجيل الأول...الفنان المعتزل محمد مجاهد اختفى تماما
من مطربي الفن القبائلي الجزائري القدامى، أنه الفنان القدير المعتزل محمد مجاهد، مواليد 19 أفريل 1931 في شلاطة دائرة أقبو ولاية بجاية، أحب الفن منذ الصبا والشباب، وهو من نفس الجيل الفني للفنان الكبير الراحل شريف خدام رحمة الله عليه، الذي كان من أجل عشقه لفن الفنان السوري اللبناني الراحل الأسطورة فريد الأطرش رحمة الله عليه، لم يكيف محمد مجاهد الأسلوب الفني القبائلي الجزائري، هاجر مجاهد في عام 1950 إلى فرنسا وهو في سان دوني، مدينة مركزة بشدة للعمال الجزائريين، والتي تناسب بداياتها في الأغنية، تحديدًا في عام 1953، في مقهى سي مقران، في 10 شارع لا بريش. هذا في نفس المقهى الذي قام فيه الأيقونة الراحل شريف خدام بتأليف أغنيته الأولى بمساعدة الفنان أحمد عباس، ستة أعوام ومؤخرًا، في عام 1959، قام محمد مجاهد بتسجيل العروض الأولى للأقراص أي أسطوانات عند شركة پاتي ماركوني، وسجل أسطوانات أخرى لشركة La Voix de son maître. في الأول من جوان عام 1964، بفضل الموسيقار الكبير كمال حمادي والمؤلف المرحوم زهير عبد اللطيف رحمة الله عليه، تم تعيينه في هيئة الطرق والمواصلات (السلسلة الثانية)، في نفس الوقت الذي كان فيه الراحل شريف خدام والمرحومة حنيفة والراحلة شريفة في إدارة قسم المنوعات دائرة الموسيقى بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية.... سجل الفنان محمد مجاهد أغاني أخرى بين نهاية الستينيات مطلع السبعينيات مسجلة أربعة في أسطوانتين.... توقف واعتزل الفن مطلع العام 1973...ومنذ ذلك العام أي 52 عاما، وهو غائب عن المشهد الفني والثقافي الجزائري، لا تكريم ولا رد جميل ولا هم يحزنون...
نتمنى أن يكون الفنان الكبير المعتزل محمد مجاهد بخير، هو الآن في سن 94 عاما...نتمنى من الإخوة المتابعين خاصة ناس شلاطة وأقبو ونواحيها يخبروننا بجديد الفنان محمد مجاهد وأحواله....الخوف كل الخوف أن يكون توفي في صمت...بحثت عنه في كل المواقع والمصادر لا خبر عنه .....

الموضوع لصاحبه أحمد حميطوش Ahmed Hamitouche