علـــي الأنسي

[طه الانسي]

هو الثائر الفنان الشاعر والمحن والمطرب / علي بن علي يحى محمد محيي الدين الملقب بالعميسي الانسي.
من مواليد مدينة صنعاء توفي وهو يناهز الأربعة والأربعين عاما في يوم 17 إبريل 1981م.
عاش ثائرا محبا للبسطاء والفقراء من الناس تلقى تعليمه الأساسي بمدرسة الأيتام في صنعاء وأكمل دراسته ثم التحق بكوكبة الثوار وناهض الاستعمار البريطاني في الجنوب وقام بتلحين وغناء أغنية أول اغنية وطنية والمعروفة بأنها اغنية وطنية وهي بأسم هذا التراب والفيافي الرحاب سوف نثأر يا أخي.
عشق الفن واللحن منذ طفولته وأحب المدرسة لما كان فيها من اناشيد يشدوا بها الطلاب.
التحق بالجيش اليمني الثائر ووصل إلى رتبة رائد شارك في معظم الملاحم الوطنية ضد العصابات الملكية المؤيدة للإمام في الشمال وكان يدور في جميع جبهات القتال التي كانت تدافع عن العاصمة صنعاء والتي عرفت بملحمة حصار السبعين يوما وكان يغني مع الجنود الأناشيد الوطنية وفي نفس الوقت يدربهم على إستخدام الأسلحة بصحبة أخيه الأصغر منه وشريك نضاله وفنه المرحوم اللواء عبدالرحمن علي الانسي.
يعتبر الفنان علي الانسي هو أول فنان جدد الأغنية التراثية اليمنية ونقلها من مرحلة العزف الإيقاعي البحت إلى مرحلة الإيقاع الزمني المعتمد على إحساس الفنان بما لا يخل بهوية الأغنية الأصلية.
عشق التراث وتأثر برواد الفن اليمني أمثال صالح العنتري وأحمد عبيد قعطبي والماس والشيخ على أبوبكر باشراحيل ومحمد جمعة خان وبامخرمة والجراش وغيرهم إلا أنه تأثر وأعجب بشكل لافت بالفنان الكبير فضل محمد اللحجي حتى أن البعض يصنف اللحجي على أنه أحد ملهمي على الأنسي.
تتلمذ على يد علي الأنسي الكثير ممن عاصروه من الفنانين الكبار أمثال علي عبد الله السمه ويحي العرمة ومحمد العدادي والسنيدار وكان أكثرهم تأثرا ووفاء له هو الفنان الكبير محمد أبو نصار.
ولطالما كان علي بن علي الانسي مرجعا لكثير من هؤلاء الفنانين الكبار بل وحتى فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب في زمن التشطير.
هو أول فنان من الشمال كان يغني ويحيي حفالات في عدن عاصمة الجنوب في عهد التشطير وشجع بعد ذلك الكثير من فنانين الشمال للحضور وإحياء حفلات في الجنوب أمثال السمه والحارثي والسنيدار وكان هو أول من قدم الفنان ابكبير أيوب طارش عبسي إلى الجمهور وصعوده على خشبة المسرح.
يتميز على الانسي ببساطته وعمق اطلاعه على التراث شعرا وأدب وغناء عشق الفن والتراث الحضرمي وكان يرى بأن فنانين هذا اللون قد اخرجول هذا الفن إلى الناس بأحسن مايكون وكذلك اللون اللحجي واليافعي وغيرها وتفرغ هو لإخراج الغناء واللون الصنعاني إلى الصورة التي تليق به من خلال اغانيه التراثية وتجديدها وكذلك وضع الحان جدية وأغاني من ألحانه وادائه هو بل وصل إلى قصائد تعود له مثل سجدت سبحت لله و لو هوه صحيح مخلص وغيرها.
انتقل علي الانسي إلى مرحلة دعم الشعراء الجدد والشباب وغنى لهم أمثال نجوم الليل للديلمي وقد علموه ل علي صبره ولا شك تؤم إبداعه عباس المطاع. وغيرهم.
أحب علي بن علي الانسي أهله ووطنه وأمته وكان أعظم حلم له هو تحقق الوحدة اليمنية والوحدة العربية والإسلامية الشاملة ويتضح ذلك جليا في جميع أغانيه الوطنية التي طلبا أكدت أبياتها على قضية الوحدة.
رحل علي بن علي الانسي عن هذه الحياة ولم يكن راضيا تماما على ما قدمه من أعمال.