مجلة موسيقار الأزمان ( العدد الرابع )

[سعود القويعي]

الأخ النقيض
فؤاد الأطرش
( 1911/1998م )

وفد مع اسرته الصغيره من ارض الشام الى مصر بحسب القصة المعروفه , واصبح ملازما لهم , بل واضعا نفسه راعيا ومسؤلا عنهم , يعيش وهم امارة غلبها الزمن , ويتقمص دور الأمير , الذي يتسول عزا مضى ويتوشح مجدا قضى !
كذاك التاجر التركي الذي فقد ثروته فجأه , وأخذ يجوب الازقة والحانات , ينادي ـ حسنه وانا سيدك !
فكان للأسف ضررا اكثر منه نفعا , بدأ بأخته اسمهان, ضربها وسرقها واهانها ونغص حياتها وتواصل مع العبقري شقيقه من بعدها , في ضرب بعض علاقاته بالآخرين , والإساءة لبعض اسباب نجاحاته , وكسر قلبه في بعض حبه لمن صادفهن في حياته , بنزقه واستعجاله , ولم يكن موسيقارنا يرفض له طلبا , ولا يغضب له امرا , في كثير من الحوادث التي جرت بينهما رغم انها خاصة به وتعنيه , تمشيا مع عادات الجبل التي تفرض الطاعة للأكبر واحترام رأيه حتى لو خالف احيانا !

رغم ان فؤاد عاش طوال حياته يصرف من جيب اخته ثم اخيه , عاش ومات وهويته في الدنيا انه :
( شقيق فريد الأطرش ) لا , أكثر .
يدعي الأمارة دون اماره , ولو حسبناها بحسب وضعه الأجتماعي وعطاءه , لكان بائع الفول هو الأمير .
ولأن السلطات المصريه حينها تعرف انه بلا عمل امرته بمغادرة الأراضي المصريه مالم يكن له دخل يعيش منه , فاضطر الموسيقار الى ارفاق اسمه في بعض افلامه كمدير للأداره , اسميا كي ينفي عنه صفة العاطل .

لم يكن لفؤاد الأطرش نفعا لأخيه في حياته ولا بعد رحيل جسده , فقد أضاع تراث الموسيقار , ولم يقم بأي فعل يخلد اسمه رغم خلوده في وجدان العالم العربي , لامن حيث جمع بقايا ماترك من متعلقات شخصيه , كالعود واليخت المعروف بإسم ايمان , ولا من حيث جمع الحانه المتناثره والحرص على اظهارها للناس , والأستعانة بالقادرين من اصدقاءه الموسيقيين , وتسليمها لأهل الإختصاص , ليسعد بها جمهوره الذي احبه بلامقابل , سوى رد الجميل لمن افنى حياته ليسعده .
منذ يناير عام 1975 الى ساعة رحيله , لم نسمع من فؤاد سوى فرقعات اعلاميه وغوغاء يعلم يقينا من يعرفه انها جعجعة بلا طحين .
وحين يأتي ابنه المدلل العابث من بعده الذي اوقف حياته على ملذاته يعيش شهريار عصره ويقتل تراث عمه بعد كل ليلة , لينتشي بمتع دنيا زائله , فلانستغرب هذا منه فقد تجاوز بخل ابوه واصبح علامة البخلاء في عصره .
باع بيته واهمل تراثه وعاش حياته , يسابق الزمن ولياليه تعتم بطيشه . وحين يقول هنا او هناك او يدعي او يهرف بما لايعرف نقول له كما قال ابو حنيفة "آن لابي حنيفة ان يمد رجليه"
إن اسوأ عائلة فنان هي عائلة فريد الأطرش , ولاعجب فحين سألوا موسيقارنا الطيب عن اسوأ حاجه فيه ؟
قال بعفوية يحسد عليها : اخويا فؤاد .
ولم يجافي الحقيقه فهو لم ينظر اليها كإساءه لأخيه , ولاحسب حساب غضب اخيه , اجاب بتلقائيه وبسرعه ودون تفكير , منيبا ذلك الى مرحه المعهود , ولم يكذب ابدا بل قال مايقوله جمهوره ومحبيه .

والله المستعان من قبل ومن بعد .
ابوجمال