مجلة موسيقار الأزمان ( العدد الثالث )

[سعود القويعي]

اسمهـــان ... حبيبة العمر

اسمهان سليلة المجد والفن والصوت الملائكي , تلك الروح الهائمه التي عاشت كعمر الزهور واعطتنا صوتا لايزال يتردد بيننا الى اليوم , بينما جاءت بعدها اصوات واختفت , ولدت اسمهان عام 1917م , وهو التاريخ الأقرب لولادتها وان اختلفنا حوله , لكن المؤكد انها المولودة الأخيرة من السيده علياء المنذر الزوجه التاسعه للمناضل العربي فهد الأطرش , فقد سبقها للحياة من والدتها , اربعه , عاش منهما بعدها اثنان ( فؤاد وفريد ) ورحل قبلها اثنين ( انور , وداد )

قد لا نأتي بجديد عنها في موضوعنا عنها وفي موقع ملأناه بالحديث عن تلك الكروانه الحسناء , لكننا دائما نرجو الجديد في مانكتب كما نذكره بها

هذه الفتاة المسكينه التي شقت واشقت اسرتها بطيشها احيانا وعنادها احيانا , كانت لها دوافعها على هذا التمرد ــ على الأقل برؤيتها هي ــ بدأت مع نبؤة عرّاف بموتها مبكرا , وتواصلت مع مضايقة واستغلال شقيقها الأكبر , اما موسيقار الأزمان فقد وقف على الحياد مما يجري , ليس ضعفا منه بقدر ماهو احترام تقاليد العائله المنحدره من جبل العرب بالسويداء التي تعطي الاكبر حقوق رعاية الاسره , وكان كل مايرغبه منها مشاركته نجاحه الفني وتلحين الاغنيات لها منه ومن سائر ملحني عصرهما , لكن حين استفحل الأمر وقف ضد شقيقه حماية لهذه النافره , كانت اسمهان توأم روحه ورفيقة دربه كما كان يقول دائما .

ومنذ ميلادها الثائر فوق سفينة شحن تركيه قادمة الى لبنان من بلاد الأناضول , الى لحظة وفاتها داخل الماء , عاشت رحلة صاخبه لم تهدأ , تنوعت بين السفر والزواج والولاده والطلاق والتعامل مع الحلفاء والغناء , كسبت كثيرا وضيعت اكثر , تنازعتها الأهواء بين الأمارة والسلطان والغناء والتمثيل , لم يتوقف هذا السيناريو الصاخب القلق , الا حين ابتلعتها ترعة ماء وهي في طريقها الى مصيف رأس البر يوم الجمعه 14 يوليو 1944 , وطال الاتهام اكثر من شخص ولأكثر من سبب , لكن المخابرات البريطانيه كانت وراء كل هذا , وان كثر اللغط حول من قتلها .

رحمها الله

حضور يوسف وهبي قراه القران للمنشاوي يوم وفاه اسمهان رحمها الله

نعش اسمهان محمولا على الأعناق يوم 15 يوليو 1944