مشاركة: أحمد عدوية
اظن ان عدويه اخذ حيزا كبيرا من النقاش لكن هذا لا يمنع من تسجيل اعتراضي على تخصيص جانب لاعماله في المنتدى ليس لاني ضد عدوية لا سمح الله لكن لان لي مفهومي الخاص للفن الشعبي ، و دائما افرق في تعاملي مع ذلك الفن بين اشكال من الغناء تستخدم فيها الات و مقامات و الحان و كلمات لا تختلف كثيرا عن اعمال كبار المطربين ( الاكاديميين مجازا ) فحين يغني عبد المطلب( بياع الهوى) مثلا فلا يمكن ان اسميه فنانا شعبيا في تلك الحاله ، و كذلك حين يغني عبد الحليم( و انا كل ما اقول التوبة) و الامر نفسه ينطبق على الشاعر عبد الرحمن الابنودي فهي كلها اعمال مستوحاة من الفنون الشعبية و السؤال هنا من اذن الذي يبدع هذا الفن الشعبي طالما استثنيا رجلا بحجم عبد المطلب ؟ و الاجابة قد تتطلب منا وقتا طويلا لكن علماء الفلكور كانوا يعتبرون ان الفن الشعبي هو فن الابداع الجماعي غير المعروف مؤلفه ثم خفف هذا الرأي عند فريق اخر اميل اليه و هو اعتباره ( اي الفن الشعبي ) المعبر عن افكار و عادات و معتقدات و آمال و احباطات الجماعة الشعبية ، و اضيف على هذا الرأي انه ايضا الذي يجب ان يكون متواصلا مع الوجدان الذي تشكل عبر الاف السنين اي ان يكون مثل ( المش ) الذي يصنع من خميرة لم تتغير من ايام الفراعنة ( لكي تصنع المش عليك ان تاخذ قطعة من مش مصنوع قبلا ) اما العمل الذي ينقطع عن هذه الخميرة فهو ابداع اخر متفرد يمكن ان يصنف ضمن اشكال اخرى من الفنون حتى لو استلهمت فنا شعبيا قديما
و بهذا المفهوم يمكن اخراج احمد عدوية من نطاق الفن الشعبي و لا يمكن التعذر بانه يغني من الناس و للناس فالكلمات الهابطة ستظل هابطة و لو كتبها احمد شوقي ثم اننا لو قلنا ان عدوية يستلهم (فنه ) من الوسط المحيط فسنكون بهذا المعنى قد اسئنا الي الشعب المصري فهو ليس شعبا هابط الذوق لكن الذي حدث اننا في مرحلة انهيارات شاملة تنشط فيها الجراثيم و البكتيريا و صارت هي صاحبة الصوت الزاعق بينما توارت المواهب الحقيقية و لان هدف هذا المنتدى مكافحة الافات فانه من الطبيعي ان يقف موقفا حازما تجاه عدوية ( بالمناسبه انا بحب صوته ) الذي مثل عصره ( الانفتاحي ) و ليس من المحبب ان نوقظ الفتنة النائمة و يكفينا ما نحن فيه من فساد و اقول رأيي هذا طالما نحن في معرض( التصويت ) على عدويه
__________________
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي
ابن الفارض
|
العرض الشجري