* : نجوم التمثيل في الزمن الجميل (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h42 - التاريخ: 14/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 20h27 - التاريخ: 14/09/2025)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : wahidfarid - - الوقت: 20h19 - التاريخ: 14/09/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 19h44 - التاريخ: 14/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : عاصم المغربي - - الوقت: 16h42 - التاريخ: 14/09/2025)           »          بدريه السيد (بداره) (الكاتـب : samirazek - آخر مشاركة : ذكي محمود - - الوقت: 12h50 - التاريخ: 14/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 10h38 - التاريخ: 14/09/2025)           »          محمّد أفندي نور (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 10h07 - التاريخ: 14/09/2025)           »          أحمد الحفناوي - 14 جوان 2016- 1 أوت 1990 (الكاتـب : mokhtar haider - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h07 - التاريخ: 14/09/2025)           »          قاسم كافي- 5 أوت 1945 - 15 نوفمبر 2018 (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 09h02 - التاريخ: 14/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/12/2012, 23h52
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الملا عثمان الموصلي : موسوعة المواهب والعلوم




محمد توفيق الفخري


باحث في التراث



ولد عثمان الموصلي عام 1271هـ الموافق لعام 1854م في محلة باب العراق لاب يعمل سقاء وهو الولد الأكبر لأربعة اخوة وكان والده يرعاه لما لمس منه من ذكاء ولما بلغ السابعة من عمره توفي والده ثم اصيب بداء الجدري الذي أفقده البصر.
تشاء العناية الالهية ان تحيط بالطفل اليتيم الضرير فقد أخذه الوجيه (محمود بن سليمان العمري) ليضمه الى ابنائه ويرعاه رعاية خاصة حيث عهد به الى مدرس ليحفظه القران الكريم ويعلمه بقية علوم اللغة العربية وخصص له مدرساً يدرسه الموسيقى وكان عثمان سريع الحفظ ويملك صوت رخيم حاز على اعجاب مربيه العمري، ومضى عثمان يواصل دراسته فشرع في قراءة علوم اللغة العربية على علماء عصره من شيوخ المدينة كالشيخ الحاج (عمر الاربلي) والشيخ (صالح الخطيب) والشيخ (عبد الله الفيضي الخضري)وغيرهم كما درس الحديث والتفسير على علماء الموصل المتميزين.
في سنة 1865م توفي (محمود العمري) فكان وقع الوفاة شديداً على عثمان فقرر السفر الى بغداد ليلتحق بربيبه (احمد عزت باشا العمري بن محمود) الذي تربى معه في صغره ووجد منه كل ترحيب وقدمه الى اهالي بغداد ووجهائها وعلمائها فوجد عثمان في بغداد كل تقدير واستطاع التعرف على ادباء العراق ورجاله البارزين وبدأ الدراسة على الشيخ داؤد افندي بن سليمان العاني ثم بعد وفاة المذكور أكمل دراسته (لصحيح البخاري) على الشيخ (بهاء الحق الهندي) كما درس الموسيقى على استاذ الموسيقى (رحمة الله شلتاغ) لمدة خمسة سنوات وبعد وفاة شلتاغ استمر بدراسته للموسيقى على الحاج (عبد الله الكركوكلي).
في عام (1886م) حصلت جفوة بين عثمان الموصلي ووالي بغداد نفي على اثره الى سيواس ثم اطلق سراحه ليعود الى الموصل ويواصل دراسته على شيوخ المدينة وعلمائها فدرس القراءات القرانية السبع على الشيخ (محمد بن الحاج حسن) ونال الاجازة فيها كما اتصل بالشيخ (محمد بن جرجيس الشهير بالنوري) في تكيته وأخذ يقرأ القران الكريم في مجالس وعظ الشيخ المذكور واخذ عنه الطريقة القادرية.
لم تكن الموصل لترضي طموح هذا النابغة فعزم على السفر الى استانبول حيث كان (احمد عزت باشا العمري) قد استقر فيها بعد احالته على التقاعد فرحب به وقدمه الى الزعماء والادباء العرب المقيمين في استانبول منهم نواباً في مجلس المبعوثين والذي كان منهم من تعرف عليه اثناء مكوثه في بغداد و هاموا بمواهبه ورائ هؤلاء ان يقوم بزيارة الى جامع ايا صوفيا الشهير ويقرأ القرآن الكريم فيه ايام الجمع وصار المصلون في الجامع المذكور يسمعون ما لم يسمعوه من قبل من ضبط القراءة وروعة التجويد وجمال الصوت وصار اهل استانبول يدعونه الى مجتمعاتهم كما سمعوا الحانه وموسيقاه وموشحاته وأشعاره فزاد تعلقهم به ، وتعرف على الشيخ (ابو الهدى الصيادي) شيخ مشايخ الطرق الصوفية واخذ عنه الطريقة الرفاعية وقدمه الصيادي الى الخليفة العثماني وحظي عند السطان عبد الحميد وأعجب بقراءته القران وصوته الجميل في الغناء.كما اكمل عثمان الموصلي دراسته للقراءات القرآنية على مفتي أزمير الشيخ (مصطفى مخفي) وأخذ عنه الاجازة بالقراءات العشر.
كما بدأ بدراسة الموشحات والحانها وهي لا تبعد كثيراً عن المقامات الموسيقية.
توثق السلطان عبد الحميد الثاني من امكانيات الشيخ عثمان فقرر ارساله الى السنوسي ملك ليبيا لسبر غوره فذهب الموصلي واكمل مهمته وتوثق من نوايا السنوسي وفي طريق عودته من ليبيا نزل في الاسكندرية وذهب الى القاهرة ورائ الأجواء فيها.
عاد الى استانبول واعلم السلطان وطمأنه الى نيات السنوسي ونجاح مهمته.

قرر الشيخ عثمان الموصلي السفر الى مصر نظراً لما شاهده من اجواء مريحة فسافر سنة 1895م قاصداً القاهرة فوصلها ووجد حوله الادباء والفنانين الذين بلغتهم شهرته وأول وصوله سأل عن شيخ قراء مصر فدلوه على الشيخ (يوسف عجّور) امام الشافعية ولما قرأ الموصلي امام شيخ القراء ابدى اعجابه بقرأته ومنحه الاجازة بالقراءات العشر ايضاً.
في ذلك الوقت كان عبده الحمولي يتربع على عرش الغناء والطرب فالتقى عثمان الموصلي به حيث اعجب كل منهما بالاخر وصارت بينهما صلات توثقت على ارهاف فني وصاروا يلتقون في مجالس الطرب وصار الموسيقيين المصريين يسمعون من عثمان الموصلي نغمات الحجاز كار والنهاوند فاقتبسوا منه هذين النغمين وفروعهما وكانت غير معروفتين في مصر.
كما ان عبده الحمولي اخذ عن عثمان الموصلي الموشحات ومزجها بالادوار المصرية.
كان مجتمع القاهرة يقدر نبوغ الموسيقار (عثمان الموصلي) فيهرع الناس لحضور حفلاته وسماع اغانيه.
اثناء هذه السفرة الى القاهرة التقى عثمان الموصلي باتباع الطريقة المولوية واحتضنه هؤلاء وصاروا يصحبونه الى التكية المولوية في السيوفية ووجدوا فيه ضالتهم المنشودة فهو الموسيقي وهو متصوف فأخذ الطريقة المولوية واصبح قطباً من اقطابها.
كما عمل عثمان الموصلي اثناء وجوده في القاهرة بالصحافة واصدر (مجلة المعارف) في ذلك الوسط الذي يعج بالصحف والصحفيين المصريين وكانت المجلة (علمية، سياسية، تاريخية، ادبية، اخبارية)كما اصدر عدة مؤلفات منها:
1. كتاب المراثي الموصلية في العلماء المصرية
2. سعادة الدارين (مجموعة قصائد مع مقدمات نثرية).
3. الابكار الحسان في مدح سيد الاكوان (قصائد مخمسة ومشطرة) .
كما قام بتحقيق ونشر ديوان (عبد الباقي العمري الفاروقي) الموسوم (الترياق الفاروقي) بعد ان قام بتصحيح اخطائه واضافة القصائد التي كان يحفظها ولم تكن من ضمن اوراق الديوان.
كما قام بنشر كتاب (خواتم الحكم) المسمى(حل الرموز وكشف الكنوز) للشيخ (علي دده).
كان لعثمان الموصلي في مصر تلاميذ درسوا عليه مختلف العلوم والفنون لاسيما فيما يخص الموسيقى والالحان والمقامات من هؤلاء الموسيقار (محمد كامل الخلعي) والشيخ (احمد ابو خليل القباني) والشيخ (علي محمود) الذي اخذ عن الموصلي اصول المقامات والالحان التركية والشامية واصبح للمذكور فرقة تقوم باحياء الحفلات وكان ممن التحق ببطانتها (زكريا احمد) الذي لحن للسيدة ام كلثوم العديد من أغانيها.
أما في القراءات القرانية فمن اشهر طلابه الشيخ (محمد رفعة) شيخ قراء مصر الذي درس على الموصلي في القاهرة :يقول الدكتور عادل البكري (ان من يستمع الى الشيخين محمد رفعة وعثمان الموصلي يجد تشابهاً في اسلوب قراءتيهما وهو اسلوب مخاطبة السامع الذي اوجده الشيخ عثمان).
بعد مضي خمسة سنوات عاشها الملا عثمان في مصر قضاها عثمان الموصلي بين قراءة القران الكريم في الازهر وتدريس الالحان وحضور الحفلات وحلقات الذكر الصوفية والقيام بزيارة رجالات مصر وعلمائها ونشر الكتب واصدار مجلة فقد شعر بالملل وقرر العودة الى استانبول.
عاد الشيخ عثمان الى استانبول وفتح له دكاناً ليبيع فيه الكتب وعينته الدولة مدرساً للموسيقى ، واصبح الدكان ملتقى الموسيقيين الاتراك يتباحثون مع عثمان الموصلي في فنون الغناء والموسيقى واستمر بتدريس الموسيقى في المدرسة. كما قام بتسجيل عدة مقامات واغاني على اسطوانات شمعية وارسل البعض منها الى اصدقائه.
والتقى هناك بالموسيقار التركي (كاظم اوز) الذي استفاد من عثمان الموصلي وتأثر به
كما اهتم عثمان الموصلي في هذه الفترةً بطبع ونشر بعض الكتب منها كتاب (الأجوبة العراقية على الاسئلة الايرانية)للامام (ابي الثناء شهاب الدين الالوسي) كما طبع ايضاً مجموعة تخاميس تحتوي على تخميس قصيدة البردة لابن النحوي وتخميس (مقصورة ابن دريد) وتخاميس (لابن الخياط الدمشقي) و (عبد الباقي العمري) .
بتاريخ عام 1906م ارسل الخليفة العثماني الملا عثمان داعية له الى بلاد الشام والحجاز فتوجه الى بيروت ثم دمشق وجاور الجامع الاموي وكان يخطب فيه خطباً حماسية بين الناس وتعرف في دمشق على رجالاتها وادبائها ومنهم (محمد باشا العظم الدمشقي) وزير الأوقاف وفي أجواء دمشق انطلق الموصلي في شتى الميادين من حضور الحفلات الاجتماعية والجلسات الصوفية المولوية و قام بتخميس (لامية البوصيري) وطبعها .
كما التقى بالموسيقار المصري (سيد درويش) الذي قدم الى دمشق مع فرقة الأخوين (امين و سليم عطا الله) ليسمع من الحان الموصلي ويأخذ عنه اصول الموشحات العربية والتركية. بقي الشيخ عثمان في دمشق ثلاث سنوات قرر بعدها السفر الى الديار المقدسة راكباً القطار على سكة حديد الحجاز سنة 1909 وأدى الفريضة وكان يخطب بالناس ويدعو الى عدم تفرقة المسلمين.
بعد ان علم ما آلت اليه الأوضاع بعد الانقلاب على الخليفة عام 1908م قرر العودة بعد اداء الفريضة الى استانبول ليتفقد زوجته التركية وأحبابه وخاصة الشيخ (ابو الهدى الصيادي) فعاد اليها ووجد الأوضاع مختلفة وان ابو الهدى الصيادي قد نفي وتوفي في منفاه الا انه لم ييأس وبدأ بالظهور ليقرأ القران الكريم بصوته الخاشع في جامع السلطان (أحمد) ويخطب بحضور كبار الموظفين وبعض العرب من اعضاء مجلس المبعوثين واوضح بأن (ان الانقلاب حركة سياسية لا تغير من صميم الخلافة الاسلامية شيئاً وان من الواجب تأييد حكومة الخلافة)، الا ان تغير الجو السياسي والاجتماعي جعل الشيخ عثمان يقرر السفر الى وطنه فترك زوجته التركية لعدم رغبتها في ترك أهلها وعاد عام 1911م الى دمشق وبقي فيها سنتين التقى مرة ثانية (بسيد درويش) الذي عاد ليتلقى دروسه على الموصلي ثانية ويعمل مع فرقته ليلاً وفي فترة مكوث الموصلي في دمشق اوعز الى ابنه في الموصل ان يبني مسجداً فيها فعاد الملا عثمان الى الموصل عام 1913م وسكن في المسجد المذكور.
استضافه بعدها احد اصدقائه في دار خصصها له وأصبحت الدار مجلساً يجتمع فيه محبو الموصلي وطالبي العلم ولم تدم الحال طويلاً اذ تشاء الأقدار ان يتوفى صاحب الدار ويقرر الشيخ عثمان مغادرة الموصل الى بغداد فعاد اليها وبدأ يمارس حياته ونشاطه في التدريس وحضور الاجتماعات والحفلات ومجالس العلماء واصبح له أصدقاء عديدون وفي هذه الاثناء اعلنت الحرب العالمية وبدأت اخبار انكسارات الجيوش العثمانية تصل الأسماع وبدأ االانكليز احتلالهم للعراق ثم احتلال بغداد سنة 1917م الذي اثر في نفسية عثمان الموصلي وبدأت الاجتماعات في المساجد والخروج للتظاهر ضد الانكليز وبدأت ثورة العشرين فكان الموصلي يقف خطيباً يندد بالاستعمار وتكرر حضوره في هذه المناسبات في جامع الحيدرخانة وجامع الشيخ عبد القادر الكيلاني وجامع الخلاني حتى اصدر المحتلين أمراً حضر هذه التجمعات في 23/8/1920 الا ان عثمان الموصلي بقي على صلته بالثورة حتى تكللت جهود العراقيين بمجيء فيصل الأول ملكاً على العراق وزار الملك الشيخ عثمان في غرفته في جامع الخفافين تقرباً منه الى شخصيات بغداد .
في صبيحة 30 كانون الثاني عام 1923م عاجلت المنية الشيخ عثمان الموصلي عن عمر ناهز السبعين سنة قضى منها 63 سنة في تحصيل العلوم ولم اشتاتها متنقلاً بين كبريات العواصم مكتسباً من ثقافات وعلاقات أهلها الاجتماعية وناشراً للعلوم والفنون التي أتقنها فكان بحق سفيراً لبلاده وملحقاً ثقافياً وداعية من دعاة علوم القراءات القرانية وآداب الطرق الصوفية وغيرها من العلوم والفنون التي استطاع ان يضع بصمته عليها فأستحق ان نقول عنه انه (موسوعة المواهب والعلوم ونادرة عصره).
اسمحوا لي باسمي وباسمكم ان أتقدم بالشكر والعرفان للدكتورعادل البكري الذي قام بجمع شتات أوراق وعلوم وأخبار الشيخ عثمان الموصلي منذ 45 سنة ولحد هذه اللحظة واصدر كتابين وملحق ولولا هذه الجهود لضاع الكثير منها.
كما لا انسى ان اتقدم بالشكر الجزيل للاستاذ الدكتور (محمد باسل العزاوي)لاستجابته الفورية لطلبي القيام بعقد ندوة خاصة لاحياء تراث هذا العالم الموصلي الشامخ والاساتذة الموقرين الذين قاموا بجهودهم للتحضير للندوة ونجاحها.
كما أناشد باسمكم جامعة الموصل وكلياتها الانسانية للقيام بدراسة الشيخ عثمان الموصلي دراسة اكاديمية يكلف بها طالب من طلاب الدراسات العليا.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09/12/2012, 23h53
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

المرجعية الصوفية في حياة الملا عثمان الموصلي وإبداعه
بشار نديم الباججي الكلية التقنية/الموصل

سلك الملا عثمان الموصلي في أكثر من طريقة صوفية،وكان لسلوكه الصوفي هذا تأثير واضح في حياته وفي إبداعه، وقد سلك الملا عثمان في الطريقة القادرية النورية على يد الشيخ محمد النوري الموصلي ، وفي إستانبول سلك الملا عثمان في الطريقة الرفاعية على يد الشيخ أبي الهدى الصيادي ،وفي مصر سلك في الطريقة المولوية ،تلك الطريقة التي أسسها مولانا جلال الدين الرومي،وقد لقيت هذه الطريقة هوىً في نفسه حيث وجد في مراسيم الذكر والإنشاد الخاصة بها مايلبي رغباته وميوله الفنية.
ولم يكن انتماء الملا عثمان إلى الطرق الصوفية ‘انتماءا تقليدياً بل كان نابعاً من إيمان راسخ بحقيقة العمل الروحي المتمثل في التصوف ،لذل نجد شخصيته قد تأثرت كثيراً بهذا الإنتماء للتصوف، ويمكننا أن نجد ملامح التأثير الصوفي في حياة الملا عثمان في أمور عدة أبرزها:
1- سياحته وتجواله:فقد عرف عن الملا عثمان كثرة تجواله بين الأقطار العربية والإسلامية،وكان دافعه في ذلك حبه للإستزادة من العلم ،ورغبة منه في التعرف على فضلاء البلدان من مشايخ وعلماء وأدباء.
2- طلبه للعلم :حيث عد أهل التصوف طلب العلم شرطاً لا بد منه للسلوك في الطريقة الصوفية ،وقد كانت سيرة الملا عثمان مليئة بالعشرات من الشيوخ الذين أخذ عنهم صنوف العلم والمعرفة ،وحيثما حل نجده يسعى إلى علماء ذلك البلد ليأخذ منهم ،وعندما بلغ أشده واستوى عوده تفرغ للتدريس فكان هناك العشرات من التلامذة النجباء الأفاضل الين تلقوا عنهم فنون المعرفة وبالأخص القراءات القرآنية والمقامات.
3- زهده : الزهد من المفاهيم الصوفية فقد عرف عنه أنه جمع ثروة طائلة من منح السلطان العثماني ورجال القصر في استانبول ،ولكنه أنفق جميع هذه الأموال على نشر العلم فقد طبع من جيبه الكثير من الكتب العربية في مصر وتركيا، كما أنه سعى في إنشاء المساجد في الموصل وتعميرها ،وقد عمر تكية للطريقة المولوية في الموصل، والملا عثمان كان جوادا لم يبخل على أحد من أصحابه ،وعندما توفي لم يترك وراءه شيئا من كل تلك الثروة.
4 - خوارق أللاشعور: ويسمي أهل التصوف ذلك كرامة أو إلهاما أو فراسة،ولكننا يمكننا أن نرجع الكثير من هذه الخوارق والعجائب التي تحدث عنها من عرفه ولازمه إلى شدة ذكائه ونباهته، إضافةالى قدراته الروحية الإبداعية الي صقلتها حلق الذكر والإنشاد ،وولعه بترديد قصائد التصوف .

5- الصوفي المجاهد: الصوفية يعدون جهاد النفس وقمع نزواتها ميداناً للجهاد الأكبر ، لذا عرف عنهم أنهم لا شأن لهم لا من قريب ولا من بعيد بالسياسة ، وأنهم يؤثرون العزلة والإنطواء ولكن تاريخ المتصوفة يحدثنا عن الكثير من الصوفية الذين وقفوا بوجه الحكام الظلمة والمستبدين ،وإذا ماتعرضت بلاد المسلمين لعدوان هب الكثير منهم للدفاع عن أوطانهم،وقد شارك الملا عثمان مشاركةً كبيرة في التحريض ضد الإنكليز عندما احتلوا العراق،وعندما إندلعت ثورة العشرين التحررية في العراق هب لنصرة الثوار ،بشعره وبحلقات الموالد التي تحولت إلى منابر للثورة .
6- خلقه وأدبه :كان الملا عثمان يتمتع بخلق صوفي رفيع وأدب راق ٍ ، فقد كان يتحمل الأذى من الناس ويعفو عن أخطائهم ، يتألم لآلام الناس ويعيش معاناتهم يحاول ،جهده في التخفيف عن معاناتهم، كانت لديه علاقات وطيدة مع الناس على اختلاف مشاربهم، كان لا يأبه لعوقه فاستطاع بجلده وعصاميته أن يحول عوقه الجسدي إلى قوة وإبداع.
أما المجالات التي تجلى أثر التصوف في إبداعه فيمكننا أن نشير إلى السماع الذي يعده المتصوفة رياضة روحية يصطنعونها لترقيق القلوب وإثارة الإنفعالات والمواجيد،وقد مدح الصوفية الصوت الحسن وعدوه مخاطبات وإشارات إلى الحق ومن الأسرار التي أودعها الله من شاء من عباده، وكتب التصوف تفيض بالحديث عن السماع وآدابه ودرجات السامعين ،والصوفي إنسان رقيق المشاعر جياش العواطف يتمتع بالشفافية الروحية والحس المرهف.
وقد تفردت الطريقة المولوية التي أولع بها الملا عثمان باستجازة العزف على الآلات الموسيقية أثناء مجالس الذكر وقد وجد الملا عثمان في هذه الطريقة بغيته فكان انتسابه إليها تعبيرا عن هوى في نفسه ،وعن شدة ولعه وشغفه بالغناء والموسيقى وقد أنكر الكثير من أهل التصوف ماذهبت إليه هذه الطريقة لذا لم تجد لها في الموصل مؤيدين وأشياعا،وأغلقت تكاياها في مصر وبغداد والموصل .
وشعر الملا عثمان جار على منحى أهل التصوف، في الإكثار من ذكر الرموز المعهودة في شعرهم، والمديح النبوي، وغير ذلك من أغراض شعر التصوف المعروف .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09/12/2012, 23h54
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الملا عثمان الموصلي
( محاولة في علم اجتماع السيرة )


موفق ويسي محمود
استاذ مساعد
قسم علم الاجتماع


عثمان الموصلي من عائلة فقيرة وأصل متواضع ، ابوه سقاء يجوب أزقة المدينة والام تعمل خادمة لتساعده في النهوض بمسؤوليات العائلة 0
يتعرض الى نكبتين اولاهما وفاة والده وثانيهما اصابته بالعمى وهو لايزال طفلاً000ثم يكفله أحد الموسرين وهيأ له أسباب تعلم أصول القراءات ومن ثم تعلم قواعد الموسيقى والشعر واللحن ، وتوافق ذلك مع حافظة فائقة القدرة وأذن موسيقية وصوت رخيم 0 الامر الذي ساعده على دخول مجال الشعر والالحان وفتح له أبواب مجالس علية القوم والعلماء في وقت بدأ أن هذه المجتمعات تبحث عن ما يفتح لها آفاقاً جديدة في القراءة القرآنية والشعر والالحان فكان عثمان الموصلي نافذتها وكانت هذه المجالس مناسبة لعثمان لإرتقاء سلم المكانات الاجتماعية التي حرم منها صغيراً 0
ويبدو أن قصة حياة عثمان كانت عبارة عن بحث دائم وتوتر ذهني قاده الى التجريب في الموسيقى والى التجريب والبحث في الطرق الصوفية حتى وصل الى الطريقة المولوية الي هيأت له مجالي القراءة الدينية والتنغيم الموسيقي فالتزمها ، كما قاده بحثه الى التطواف المكاني بحثاً عن مكان يتسع لعبقريته ويحقق طموحه فمن الموصل الى بغداد الى اسطنبول الى البلد الحرام والى مصر والشام ثم عودة الى الموصل ليموت في ليل شتاء بارد في بغداد وعندي أن عثمان الموصلي كان عبقرياً موهوباً فاقت تجليات عبقريته المتوقع من رجل في ظل ظروف نشأته وزمانها 0
إلا أن الملا عثمان لم يجد لدى أكابر القوم مايستحقه من فضل اجتماعي فقدرته وموهبته كانت تؤهله ليبني مجداً ومكانة اجتماعية لعائلته من بعده حصل عليها آخرون لم يقدموا عشر معشار ماقدمه 000 في حين لم يزد عثمان أن كان شهاباً برق ليل المجتمع الطويل 0
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09/12/2012, 23h55
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الملا ّ عثمان الموصلي
سطورٌ من ذاكرة الأوراقِ
د. عبد الله الظاهر و د. شامل فخري العلاف

رجل موصلي لم يكن بدعا من الناس في تفرده في ميادين العبقرية كلها ، علم امتاز وما بزّ احداً ، بل حاولوا بزّه وما استطاعوا … كان نسيج وحده … ذاع صيته في آفاق المعمورة العربية والإسلامية ، شيخا من شيوخ الاقراء خطَّ بتوفيق الله تعالى له سبيلا خاصا به ، ونهج الشيوخ في زمانه ومن جاء بعد نهجه حتى صار مدرسة لها أصولها . ولم تقف عبقريته عند حنجرة سخرها لتجويد القرآن الكريم وحسب فقد اقتبس ذوو الألحان منه أسبابا ذلك أنه عاهد ذويه أن يقرأ القرآن الكريم بما تتفق معه الذائقة العربية التي عبرت إلى آفاق بلاد المسلمين وليس ذلك عجيبا ، فقد حفظ قوله صلى الله عليه وسلم " اقرؤا القرآن بلحون العرب " وبلحونه تلك اجتاز إلى الآخرين بالتلحين والتغنين كان موسيقيا أحسن الأثر والتأثير في أسماع المتلقين حتى صارت ألحانه تجري في أسماعهم مجرى النسائم . تلامس خدود العذارى الحالمات وتداعب قلوب العاشقين ، وتهتز لأوتاده رؤوس ذوي القلوب المرهفة والباحثين عن الأنس البريء وغير اللاهي وتنهمر لسماع ألحانه دموع ذوي الأحزان والباحثين عن السلوان .
ورهافة الرجل هيأته ليرتقي مجد التصدي للجهل فكان هاديا في زمن كان الناس فيه يبحثون عن سبيل لانتشالهم من براثن الجهل فعل الهداة الصالحين الآخرين ... فاعتلى المنبر خطيبا مفوها وبث النور بين المدلجين من الناس ... واعظا ذا فصاحة وبيان ، ولقد زهد الرجل ملاذ الفانية فكان أقرب إلى التصوف بادئ الأمر حتى ولج بحره فكان علما في التصوف متدرجا بين القادرية والرفاعية والمولوية التي ساد سوادها العظم بلاد الأناضول ... ولم ينعزل الرجل عن مجتمعه بل ظل معهم واحدا منهم يتحفهم بطرفه ويظرفهم بظرافته ويمسح دموعهم وأحزانهم بخفة ظله وسريع بديهته التي تنتج النكتة الخفيفة والنادرة الطريفة فآنس الآخرون صحبته وحفظوا غيابه وأدبه ، ولهذا وذاك كان ملاذا للعافين ومباءة لشكاة الشاكين وهو أحسن من يستوعب أولئك كله لأنه عاش اليتم والفقر وكان رهين محبس البصر الذي عوض الله به بصيرته نورا وتوقدا فكان يرى بها ويخزن أغلب ما يسمع في حافظة واعية عميقة الإدراك ... وكان فضل الله تعالى عليه كبيرا حين هفت النفوس إليه فأحبه الساسة والعامة وذوو اليسار وأصفار الأيادي ، وحظي عند المشايخ والأعيان وذوي الحياة والسلطان وأهل الفنون والألحان بالمكانة الرفيعة والكلمة القاطعة المسموعة .







رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09/12/2012, 23h55
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي



التأثيرات الفنية للملا عثمان الموصلي على فناني مصر وسوريا وتركيا
لقاء فتحي عبدالله
مدرس مساعد/كلية التربية/ قسم التاريخ



أنجبت مدينة الموصل عددا كبيرا من المؤرخين والعلماء والأدباء والمفكرين والسياسيين الذين كان لهم دور فاعل في بناء شخصيتها الحضارية المتميزة ، وقد نال عدد منهم العناية والتوثيق لسيرته والتعريف بانجازاته من التعريف بسجله الحافل .
وأتاح لنا المؤتمر الذي ستعقده كلية الآداب في جامعة الموصل الفرصة لنسلط الضوء على أحد جوانب الإبداع لعلم بارز من أعلام الموصل وشخصية فذة تستحق أن نقف أمام عطائها بإجلال وإكبار ، جمع المجد من أطرافه أجاد في مجال الأدب والشعر والتصوف والقراءات ونبغ في الموسيقى والغناء، وغدا مثالا يحتذى به في الصبر وقوة الإرادة والتفاؤل وحب الحياة فعلى الرغم من فقدانه المبكر لنعمة البصر إلا أنه لم يتقوقع وراء جدران منزله بل أصر على إقتحام العالم المضئ من أوسع أبوابه ليتفوق على أقرانه من المبصرين دأبه دأب العلماء لا يعرف حدودا للعلم لا يكل ولا يمل من الدرس والتدريس والمتابعة ، جاب العديد من المدن باحثا عن ينابيع العلم والمعرفة لينهل من معينها الدافق أينما حل ورحل ليتأثر ويؤثر فكان مثار أعجاب صفوة المجتمعات التي حل فيها لما أمتلكه من مواهب فذة ولاسيما في مجال الموسيقى والغناء التي سعى لنشرها وتطويرها وإدخال التجديد عليها فطارت شهرته في الآفاق وأصبح قبلة للعديد من أعلام الموسيقى العربية الذين أخذوا عنه أو تتلمذوا على يديه أمثال عبده الحمولي وسيد درويش وكامل الخلعي في مصر وأبي خليل القباني في سوريا وكاظم أوز في تركيا ، فشكل أرثه الموسيقي والغنائي الذي ما يزال حيا حتى يومنا هذا منعطفا مهما في تاريخ الموسيقى العربية.
إن سبر أغوار هذه الشخصية والوقوف على إبداعاتها ومواهبها يتطلب منا متابعة لتكوينها الاجتماعي والثقافي لتكون عبرة لكل من يبغي السمو والمجد في حياته ويخلد في الذاكرة بعد مماته .
ولد عثمان الموصلي في مدينة الموصل عام 1854م وسط أسرة متواضعة ،ألمت به المصائب وهو في السابعة من عمره وما كاد يفيق من صدمته حتى كف بصره إثر إصابته بمرض الجدري إلا أن القدر ما لبث أن أبتسم له عندما أحتضنه الوجيه محمود أفندي بن سليمان العمري الذي توسم فيه الذكاء وسرعة البديهة وأحاطه بالرعاية فاسكنه في منزله وخصص له من يحفظه القران الكريم وما أن لاحظ العمري أن الله قد من على عثمان بموهبة صوتية راقية وحس موسيقي مرهف حتى هيأ له معلما يعلمه أصول الموسيقى التي دفعه شغفه بها للرحيل إلى بغداد التي لقي فيها الرعاية من لدن أحمد عزة العمري وليتتلمذ على يد شيخ قراء المقام العراقي رحمة الله شيلتاغ وأخذ عنه الكثير من المقامات العراقية ، كما درس فنون الإيقاعات والأوزان والعزف على بعض الآلات الموسيقية ، وأستمر بنشاطه وأقام العديد من الحفلات التي قرأ فيها الموشحات والموالد النبوية وكان محط أعجاب كل من سمعه من أدباء ومثقفين .
لقد تميز الموصلي بطموحه في العيش في مجتمع أوسع مدى ليُظهر فيه فنه وعبقريته فرحل إلى اسطنبول التي مكث فيها مدة من الزمن ونال فيها الحظوة والتكريم وتعرف على العديد من الشخصيات اللامعة أمثال أبو الهدى الصيادي الذي أجازه في التصوف بالطريقة القادرية وغدا من المقربين إليه وإلى السلطان عبد الحميد الثاني الذي قربه اليه وأدخله الى قصور الحريم السلطاني وهذه مكانة مرموقة لا ينالها الا القلائل .
وجد الموصلي ضالته المنشودة ليصقل موهبته الفنية في مصر التي كانت آنذاك قبلة الأدباء والمثقفين وموطن كبار الموسيقيين والمغنيين والمنشدين الذين سعى للاتصال بهم فأعجبوا بفنه وقدروا موهبته وإعترفوا بفضله على الموسيقى المصرية والعربية ، وقد جمعته عدة جلسات مع الموسيقار المصري المشهور عبده الحمولي الذي اخذ عنه فن الموشحات ومزجها بالادوار المصرية انذاك كما ادخل عثمان نغمات الحجاز كار والنهاوند الى مصر ولاسيما لم تكن معروفة لديهم انذاك ، أن عطاء الموصلي لم يقف عند هذا الحد بل تتلمذ على يديه ابرز موسيقيي مصر وفي مقدمتهم كامل الخلعي الذي أخذ عن استاذه الموصلي فن موشحات ألاوزان التركية والشامية وكذلك الحال مع أشهر قراء الموشحات والاغاني في مصر الشيخ علي محمود الذي أخذ هو الاخر فن الموشحات التركية والشامية وبذلك كان لوجود الموصلي في مصر أثره الواضح على التجديدات التي طرات على المصرية .
رحل الموصلي الى سوريا ليحظى بمكانة لائقة في مجتمعها وليلتقي بالعديد من أدبائها وعلمائها وليحي العديد من الحفلات التي استمتعوا من خلالها بروائع فنه وبصوته الشجي وتقاطر عليه طلبة العلم ليستقوا من معينه الفني والموسيقي ، فالتقى به الموسيقار المصري سيد درويش وكان حينها قادما من مصر مع أحدى الفرق الغنائية فدرس على يد الموصلي واخذ عنه الكثير من فنون الموسيقى وروائع الالحان مما أهله للتصرف بالنغم الشرقي وأدخاله في الاغاني المبتكرة ، فكان للموصلي أثر واضح في نبوغ سيد درويش في الموسيقى ، أما ابرز تلاميذ الموصلي من السوريين فهو الشيخ أبو خليل القباني الذي أخذ عن أستاذه فن النغم والالحان لاسيما الموشحات .
أما اسطنبول التي زارها الموصلي أكثر من مرة لم يشأ الاان يترك أثره الفني الواضح فيها عندما عين مدرسا للموسيقى في أحدى مدارس اسطنبول وأهم ما أخذوه عنه فن الموشحات ، ومن أشهر تلاميذه في تركيا الفنان كاظم أوز ومن أشهر الموسيقيين الاتراك من الذين كانت له علاقة بالموصلي الموسيقا سامي بيك وهو رئيس أكبر فرقة موسيقية تركية ، ومن ملامح موهبة الموصلي الموسيقية مزجه بين الموسيقى العربية والتركية وذلك بتداخل المقامات العراقية بالغناء التركي تلك التي عرفت باسلوب الحافظ عثمان الموصلي (موصللو حافظ عثمان طرزنده) ، كما نقل مقام الديوان عن الموسيقى التركية الى المقامات العراقية.
ومما سبق ذكره يمكن القول أن الملا عثمان الموصلي يعد مدرسة موسيقية بحد ذاتها أختط لنفسه طريق المجد من خلال أعماله الفنية الرائعة والتي لاتزال لحد الان تغنى في العراق والشام وتركيا ومصر ونسب قسم منها الى الاخرين في ماساة فنية وتاريخية وإجحاف لحق هذا العبقري لولا الجهود المشكورة التي انصفته ، ومن هذه الالحان والاغاني لحن (زوروني كل سنة مرة) الذي نسب لفترة طويلة لسيد درويش وهو لحن للموصلي وكلماته الاصلية (زورو قبر الحبيب مرة) وكذلك لحن (طلعت يامحلى نورها) ، اما اشهر أغانيه التي لاتزال تغنى في العراق وسوريا أغنية (عالروزنا) وأغنية (فوق النخل فوق) ، ومن أغانيه المشهورة في تركيا ومصر والعراق على حد سواء أغنية (ياحبيبي لاتلمني فالهوى قتال) والتي عرفت في مصر باسم (بنات أسكندرية) وهذا فيض من غيض.
رحل الموصلي بجسده عام 1923م لكنه لم يرحل من ذاكرة من عرفه أو أستقى من علمه واستمتع بالحاته الشجية ليبقى خالدا فيها.






رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 00h32.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd