رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
علامات الإعادة
توجد علامات كثيرة للإعادة، تستخدم الكثير منها في موسيقانا العربية والبعض الآخر لا يستخدم بسبب عدم دراية أو معرفة الكثير من الموسيقيين بها.
علامة المرجع العادية والمعروفة لدينا هي عبارة عن خطين أفقيين متوازيين، خط سميك وخط نحيف، إلى جوار هذين الخطين وقبلهما توضع نقطتين. هذه العلامة اسمها (مرجع).
ممكن استخدام المرجعات لرجوع أجزاء صغيرة أو كبيرة من الموسيقى. فممكن استخدامه في إعادة جزء كبير من حركة من سيمفونية (كأن يكون 200 بار) وذلك من أجل توفير العدد الكبير من الصفحات للطباعة التي تكلف الناشر ومن ثم تكلف المستهلك على حد سواء. وأيضا ممكن إعادة أجزاء صغيرة من الموسيقى كأن تكون ثمان بارات "أو حتى أقل أحيانا".
لكن هنا أنصح أنا بعدم الإسراف في استخدام المرجعات فالكثير جدا من المدونين يسرفون في استخدام المرجعات، بل يتعدى ذلك إلى استخدام أشكال ليست لها وجود في عالم الموسيقى، بحجة أن ما نكتب هي موسيقى عربية، أو أن هذا هو ابتكار عربي، او ابتكار شخصي أو غير ذلك. كل هذه هي أمور مرفوضة في الموسيقى، فالموسيقى علم وللا يُقبَل التلاعب في هذا العلم، حاله حال أي علم آخر. وأرجو عدم اتخاذ أن ما نكتبه هو موسيقى عربية كشماعة لتعليق أخطاءنا وعبثنا في نظريات وعلوم الموسيقى.
حينما يوضع المرجع على الخطوط الخمسة الاعتيادية توضع النقطتين على الفراغين الثاني والثالث، قبل الخط النحيف مباشرة. (في بعض النوتات القديمة ممكن أن نشاهد أربع نقاط وليس نقطتين، كل نقطة توضع على فراغ، لكن هذا لم يعد معمولا به اليوم).
الجهة اليمنى من المرجع أي المكان الذي ينتهي عنده المرجع يسمى (غلق المرجع)، والمرجع الذي تبدأ العودة منه يسمى (فتحة المرجع).
يعود المرجع إلى الشكل المعاكس له والمكتوب قبله، وفي حالة عدم وجود مرجع معاكس له فإن المرجع يعود من البداية.
في حالة أن المرجع يعود من البداية فإن كتابته في بداية النوتة غير لازما ويعتبر زائدا، إذ أن الموسيقي سيعرف بأنه عليه العودة من البداية، لذا فهي تترك بدون علامة فتحة المرجع، ويكتفي الموسيقي (أو الناشر) بعلامة (غلق المرجع).
يوجد شكل آخر من المرجع، حيث أن البار الأخير لا يعاد عزفه بل يعزف بدلا منه البار التالي له. مثل هذه الحالة ممكن أن يكون بار مفرد أو أكثر من بار كأن يكون بارين أو ثلاثة أو أكثر. يوضع فوق البار الذي يعزف في المرة الأولى رقم 1 مصاحبا لخط أفقي فوق البار. وفوق البار الذي سيعزف بدلا منه في المرة الثانية يوضع الرقم 2 مصاحبا لخط أفقي. يسمى هذا ب Prima volta & Seconda volta وهي كلمات إيطالية، وكلمة volta تعني مرة، أي أن ذلك يعني: المرة الأولى والمرة الثانية. وتمسى العلامات بهذه التسمية. وحتى في اللغة العربية نستخدم نفس هذه التسميات بدون تعريب.
في بعض الأحيان يعاد المرجع أكثر من مرتين كأن يكون ثلاث أو أربع مرات، في هذه الحالة بدلا من كتابة الرقم 1 على البار الذي سيعزف للمرة الأولى، تكتب الأرقام التي سيعاد فيها عزف هذا البار، مثلا 1، 2 ، 3. أو أن يكتب 1-3، فيفهم بأنه سيعزف في المرات الثلاثة الأولى. ثم يكتب على البار الذي سيعزف بدلا عنه بعد نفاذ عدد الإعادات الرقم الذي يله مثلا (4) أو غير ذلك بحسب عدد المرات أو المطلوب.
في مثل هذه الحالة أنا شخصيا أفضل تنبيه العازف بكتابة نص صغير يقول: يعزف 4 مرات، لكن هذا ليس إلزاماً.
مرجع في مكان آخر غير بداية البار:
في الكثير من الأحيان ممكن أن تقع (فتحة) المرجع في مكان آخر غير بداية البار، أي ممكن أن تقع في أي جزء من البار. في هذه الحالة يجب أن توضع علامة "غلق المرجع" في نفس المكان المقابل (لكن ينقصه ذلك الجزء من البار)، لكي يكتمل البار حين العزف.
مثلا لو وضعت (فتحة المرجع) قبل "الضلع الثاني" من بار من ميزان 4\4 فيجب أن توضع علامة (غلق المرجع) بعد "الضلع الثالث وقبل الضلع الرابع" من البار المطلوب الرجوع منه. وهكذا.
حينما يعود المرجع لبداية الموسيقى والموسيقى لا تبدأ من بداية البار، أي تبدأ من جزء من البار كأن يكون الضلع الأخير من ميزان 4\4 (فيما يسمى أنكروز أو Up beat أو غيرها من الأسماء) ففي هذه الحالة يجب وضع علامة (غلق المرجع) بعد الضلع الثالث وقبل الضلع الرابع من البار الذي ستعود منه الموسيقى (لكي يكتمل البار أثناء العزف).
ملاحظة: لو اتبعنا هذه الخاصية لجنبنا أنفسنا كتابة مرجعات بأشكال أخرى. وهذا مثال لما أقصد:
هذه الخاصية تفيد كثيرا، مثلا بدلا من كتابة نوتتين فوق بعضها على أن تعزف واحدة في المرة الأولى والثانية في المرة الثانية، أو تكتب سكتة فوقها أو تحتها نوتة تستخدم هذه الخاصية. مثل هكذا تدوين وأقصد نوتتين فوق بعض أو نوتة فوقها أو تحتها سكتة ليست لها وجود في عالم الموسيقى بتاتا:
رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
وهذا مثال من موتسارت حيث أن الموسيقى لا تبدأ من بداية البار، نلاحظ أن المرجع مكتوبا في مكان آخر غير نهاية البار. الموسيقى تبدأ من منتصف البار تماما، والمرجع يقع في منتصف البار:
كتابة المرجع على جزء من البار بواسطة الكومبيوتر:
باليد نستطيع أن نكتب المرجع أينما شئنا، لكن ليست كل برامج الكومبيوتر للتدوين الموسيقي تكتب المرجع في أي مكان من البار بيسر وسهولة، فبعض البرامج أصلا ليست مزودة بهذه الخاصية، وبعضها يجب التحايل عليها لكي تفعل هذا. فمثلا برنامج السيبيليوس يكتب ذلك بسهولة شديدة. برنامج الفينالي أيضا يكتب ذلك، لكن ليس بحرية بل باستخدام بعض الحيل لإتمام ذلك. أما البرامج المبسطة فهي لا تتيح لنا عمل ذلكٍ، مثل برنامج الأنكورا، فهو برنامج للرسم أكثر منه للتدوين، حيث أغلب العلامات الموسيقية يتم رسمها ولا تعمل، مثل الستاكاتو والليجاتو والأكسنت والكريشيندو والدمنيويندو والبيانو والفورتي وغيرها.
علامات ومصطلحات آخرى:
توجد علامات أخرى غير المرجع وهي أيضا تعود بالموسيقى. من هذه العلامات هي:
السينيو:
كلنا نحن العرب "والناطقين بالعربية" نعرف السينيو. لكن في موسيقانا استخدام مفرط لهذه العلامة وأحيانا كثيرة استخدام سيء أو خاطئ لهذه العلامة.
وهناك العلامة الثانية والتي هي:
الكودا:
يؤسفني أن أقول بأن معظم استخدامنا لهذا الرمز هو استخدام خاطئ. لماذا؟
الكودا هي كلمة إيطالية تعني حرفيا ذيل، أي ذيل الموسيقى أو نهايتها. تكتب الكودا عادة في نهاية الحركة أوالأغنية على أن يكون هذا الجزء هو تذييل للموسيقى، وفي نفس الوقت دليل على أنها الجزء الختامي للموسيقى. ويكتب جزء الكودا بشكل منفصل عادة. أي أنها لا تكتب في وسط العمل وتذهب الموسيقى لجزء آخر وتذهب بنا إلى مكان لا يمت بأي صلة لتذييل الموسيقى.
مصطلحات أخرى تستخدم للإعادة:
هناك مصطلحات أخرى غير السينيو وغير الكودا، مثل:
D.C.
D.C. وهي اختصار لعبارة Da Capo وتعني من البداية، أو بشكل أدق من رأس العمل أو قمته،
إما أن يكتب الحرفين لوحدهما هكذا D.C. أو تكتب العبارة كلها هكذا Da Capo وكلاهما يعني نفس الشيء، أي العودة من البداية.
في الموسيقى الكلاسيك يستخدم هذا المصطلح كثيرا في قالب (المينويت والتريو) حيث يكتب المينويت ثم يكتب التريو، ثم في نهاية التريو عادة لا يعاد كتابة المينيوت مرة أخرى بل يكتفي بكتابة Menuetto da capo أو Scherzo da capo في حالة كون السكيرتزو حل محل المينيوتو (وهذا في عصر بيتهوفن ومن بعده). أو كتابة اسم الجزء أو السرعة المكتوبة على الحركة كأن يكون Allegretto da capo
متى يستخدم هذا المصطلح؟
يستخدم حينما يكون هناك مرجع أو أكثر لكي لا يحصل إرباك وخلط ما بين المرجعات والعودة لها، ولكي يكون الأمر واضحا: العودة من البداية.
رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
يوجد مصطلح آخر وهو الذي تكلمت عنه في بداية هذه الفقرة وأيضا يدل على العودة. اسم هذا المصطلح:
السينيو.
لا يكتب السينيو في بداية العمل، لأن المصطلح D.C. هو الذي يدلنا على ذلك.
يكتب السينيو في المكان المطلوب لكن لا تتوجب كتابة سينيو آخر للعودة لرمز السينيو السابق، بل غالبا ما تكتب العبارة:
Dal Segno وتعني إلى الإشارة أو العلامة (العودة للعلامة)، أو بالإنجليزية To the Sign. واختصارا تكتب هكذا: D.S. وأحيانا يكتب الحرف D. متبوعا برمز السينيو المصغر، وليس كما هو مستخدم في البلاد العربية "والتركية" وغيرها.
هناك مصطلح آخر وهو أحد نفس المصلطحات السابقة مضافاً لها عبارة أخرى صغرة مثل:
D.C. al Coda
هذا المصطلح كثير الاستخدام. هذا المصطلح يعني، من البداية إلى الكودا. يوضع رمز الكودا في مكان سابق وفي مكان لاحق، فيفهم الموسيقي أن عليه العودة إلى بداية العمل "أو الحركة" ومن ثم وحينما يصل علامة الكودا يذهب إلى الكودا الثانية أو اللاحقة، (والتي تكون عادة في نهاية العمل أو تذييل للعمل).
D.S. al Coda
هذا المصطلح يشبه المصطلح السابق لكن بدلا من الذهاب للبداية فهو يعود للعلامة "السينيو" ومن ثم الذهاب للكودا.
في المصطلح أعلاه مكتوب Allegretto da capo e poi la coda ما يعني العودة من البداية أي Allegretto ومن ثم الذهاب إلى الكودا.
رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
توجد مصطلحات أخرى تفيد الرجوع أيضا مثل:
D.C. al fine
وتعني العودة من البداية ثم التوقف عند كلمة fine وكلمة fine تعني النهاية بالإيطالية، أي End. فأما أن تكون النهاية في آخر العمل، لكن في هذه الحالة غالبا ما تكتب في وسط العمل، أي أن نهاية الموسيقى والعزف تكون هناك.
D.S. al fine
وتعني العودة من العلامة "السينيو" إلى كلمة fine. يجب أن تكون كلمة Fine مكتوبة.
في قالب المنويت والتريو (والذي هو عبارة عن رقصتين، المنويت يليه التريو) يكتب عادة في نهاية التريو Menuetto da capo وهذا يعني أن المنويت يعاد بعد عزف التريو، وأحيانا تكتب العبارة Senza rep وهي اختصار لعبارة Senza replica والتي تعني بدون إعادة. ما يعني أن المنويت حين الإعادة يعزف بدون المرجعات. لكن غالبا لا تكتب هذه العبارة لأن ذلك يتم فهمه فهو أمر متعارف عليه في هذا القالب. أي بعد الاتنهاء من عزف المينويتو بمرجعاته، وعزف التريو بمرجعاته، يعاد عزف المينويت كاملا لكن بدون مرجعات "غالبا".
ممكن أن يستبدل المنويت برقصة أخرى مثل السكيرتزو، أو غير ذلك.
وممكن استخدام العبارة السابقة مع مصطلحات أخرى مثل D.S. al coda senza rep ما تعني العودة للرمز "السينيو" ومن ثم الذهاب للكودا، لكن بدون عزف المرجعات. وأحيانا تكتب بلغة أخرى كأن تكون الإنجليزية.
بقي علي أن أقول. أتمنى أن نستخدم علامات الرجوع بالشكل الصحيح، وأن لا نفرط في استخدامها وبشكل عشوائي ونضعها أينما شئنا، وبالأخص الكودا.
جيل الكومبيوتر:
نحن جيل محظوظ للغاية بسبب اختراع الكومبيوتر والذي بواسطته ممكن أن نعمل أشياء كثيرة، منها النسخ واللصق بمنتهى السهولة والسرعة بدلا من استخدام علامات عجيبة. لذا أنصح "كما فعلت كثيرا" بأنه لو كانت لدينا عدة بارات وعلينا أن نعزفها ثانية، أرجو استخدام خاصية النسخ واللصق بدلا من أن نضطر لاستخدام علامات ليست لها وجود مثل (المرجع الكبير، والدوبل سينيو، والتريبل سينيو، والدوبل كودا، وسينيو 2، وسينيو 3، ووضع نجمة، أو علامات أخرى عجيبة) كل هذه ليست لها وجود في علم النظريات، عدا الدوبل سينيو أنا شخصيا شاهدت هذه العلامة مرة واحدة وفي كتاب للأغاني الشعبية، أي أنني لا أستطيع أن أثق بمن استخدمها.
السسينيو والكودا مستخدمة في الموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز، أما في الموسيقى الكلاسيك فاستخدامها محدود للغاية.
هذه أمثلة اخترتها من عدة مصادر. لكنني لا أعتمد إلا على المصادر الكلاسيكية، إذ منها تم توطيد قواعد نظريات الموسيقى، ولم تتوطد قواعد النظريات من الأغاني الشعبية.
نلاحظ في الشكل أعلاه أنه لم يستخدم المصطلحات الإيطالية، بل أنه استخدم نفس المصطلحات لكن باللغة الإنجليزية.
البعض يستخدمون لغة بلدهم في كتابة بعض المصطلحات الموسيقية، وعلى الأخص الالمانية والإنجليزية.
أنا أشجع استخدام المصطلحات العربية لكنني أفضل أن يكتب المصطلح الإيطالي وإلى جانبه يكتب معنى هذا المصطلح. ذلك سيصب في منحنيين، الأول تعريف الدارس بمعاني المصطلحات، ثانيا، بهذه الطريقة التسهيل للدارس على حفظ هذه المصطلحات.
نلاحظ كيف أن الكودا في النوتة أعلاه منفصلة وهي جزء جديد.
رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
نلاحظ في النوتة أعلاه توجد ثلاث أشكال من العودة، أي ثاني وثالث مرة، في المرة الثالثة يذهب العازف أو المغني للمرة الثالثة.
أخيرا: أدعو كل من يهتم بتدوين النوتة العربية ويقوم فعلا بعمل ذلك، أن يكتب نوتة خالية من أي أخطاء، لأنه يجب عليه أن يتذكر بأنه وكل مدون هو عبارة عن مدرسة، فممكن أن تبث هذه المدرسة معلومات صحيحة (أتمنى هذا) وممكن أن تبث معلومات خاطئة تربك الدارس ومن ثم يسير عليها ويقتدي بها وتكون نبراسا له، لذا يجب أن يكون النبراس صحيحا.
رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
أشكرك استاذ أحمد لقد أضفت لي معلومات جديدة وخاصة في الأجزاء التي لم استخدمها في التدوين مثل
D.C
D.S
بأنوعها
أشكرك ربنا يعطيك الصحة والعافية
خالص تحياتي
محمد السويفي