أحمد رامي يرثي أم كلثوم
الشاعرالكبير أحمد رامي لم يضع في حسبانه أنه سيرثي أم كلثوم يوماً ما ويودعها بقصيدة صاغها بآهات أنفاسه ونبضات قلبه ..فيما راحت دموعه تتصبب لتسقي حزنه وألمه لفراق شاءت الأقدار أن تكون هكذا وهذه الأبيات الرائعة :
قد كنتُ أسمعها تشدو فتطربني * * * * واليوم أسمعني أبكى وأبكيها
صحبتها من ضحى عمري وعشت لها * * * * أذوق شهد المعاني ثم أهديها
سلافةُ من جني فكري وعاطفتي * * * * تديرها حول أرواح تناجيها
لحناً يدب الى الأسماع يبهرها * * * * بما حوى من جمال في تغنيها
ومنطقاً ساحراً تسري هواتفه * * * * الى قلوب محبيها فتسبيها
وبي ن الشجو من تغريد ملهمتي * * * * ماقد نسيت به الدنيا وما فيها
وما ظننتُ وأحلامي تسامرني * * * * أني سأسهر في ذكرى لياليها
بادرة الفن يا أبهى لآلئه * * * * سبحان ربي بديع الكون باريها
مهما أراد بياني أن يصورها * * * * لايستطيع لها وصفاً وتشبيهاً
ثم يختم قصيدته بكلمات الأسى على الصوت المغرد صوت أم كلثوم فيقول :
يامن أسيتم عليها بعد غيبتها * * * * لاتجزعوا فلها ذكر سيبقيها
وكيف تنسى وهذا صوتها غرد * * * * يرن في مسمع الدنيا ويشجيها
أضفى ألهي عليها ظل رحمته * * * * وظل من منهل الرضوان يسقيها
تبلى العظام وتبقى الروح خالدة * * * * حتى ترد أليها يوم تحييها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد سنوات قليلة على رحيل " أم كلثوم" رحل الشاعر المتيم " أحمد رامي" الشاعر الذي هذب معاني الحب بصوت أم كلثوم ، فغادرنا تاركاً وراءه ثروة فنية من القصائد المغناة ، ستبقى عبير ترنيماتها تذكرنا به وبسيدة الغناء العربي ..فقد هزنا بكلمات أغانيه كما هزهُ شدو أم كلثوم .
[ من أرشيفي ونشر في جريدة القادسية ~ بغداد العدد 3065 الأثنين 6/11/1989 مع التعديلات والأسم غير واضح لقدم القصاصة ..وديعة الشبيبي على الأغلب ]
* القصيدة موجودة كاملة في مشاركة سابقة ،ولكن هنا أوردته ولما كتب عن كوكب الشرق والشاعر أحمد رامي في الصحف العراقية آنذاك ، مع التحيات والتقدير .