تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا
أحمد بهجت
ضوءٌ جديدٌ يُضافُ إلى نهرِ الدّمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ صورةٌ لي معه
عمرها الآن إحدى وعشرون سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مثلِ هذا اليوم ـ 12 ديسمبر ـ من عام 1990 م ، صدرَ العددُ الأوّلُ من مجلة " كاريكاتير " في إصدارها الأوّل ، تلكَ التجربةُ التي كانت سببًا لمعرفتي واقترابي من عددٍ كبيرٍ من كبارِ كتّابِ الأدبِ الساخرِ في مصرَ والوطنِ العربيّ ، وكانَ أوّلُ هؤلاءِ أستاذنا الكبير أحمد بهجت ، إذ كان يسكنُ بمدينةِ نصر ، وتم تكليفي بإحضار مقالاتِهِ طوال فترةِ التجريبِ التي بدأت قبل الصدورِ بأربعةِ أشهر ، وكان ذلك سببًا في اقترابي من عالمه ، إذ كنت أجلسُ أحيانا لأكثرَ من ساعةٍ حتى ينتهي من الكتابة ، وأنا مرعوب من كلبه الوفي " سلطان " الذي كان في حجم حمارٍ صغيرٍ ، وكلّما وجهتُ عيني أرى صورا أو تماثيلَ للكلاب ، وأذكرُ أنَّ أستاذنا العظيم دخلَ اكتئابًا طويلا عندَ وفاة " سلطان " الذي كانَ يعتبرُهُ جزءًا من حياتِه .
لم يسافرِ الأستاذ أحمد بهجت إلى خارج القاهرة ـ في مصرَ أو إلى أيّةِ دولةٍ ـ إلا وعادَ ليرسلَ لي نصيبي من الهدايا ، العطور والأقلام والأجندات والحلوى ، وكانَ العم أحمد رجب ( سكرتيره الخاص ) يجلسُ لينتظرني إذا ذهبَ ولم يجدني ليسلّمني المقالَ يدًا بيد ، كنت أسرحُ في خطّه الجميل بأقلامِ الرصاصِ الملونّةِ على ورقٍ مسطّر من نوع خاص تشعر أنه يحتفظُ بكميّاتٍ كبيرةٍ منه ، كنتُ أتلذذُ بقراءةِ مقالاته وهي بخطّه أو " برائحة يده " وكأنني أجلسُ أمامه وهو يكتبُ مثلما كان يحدثُ قبلَ أنْ تنتظمَ المجلةُ ويقومَ العمّ أحمد رجب بالمهمة .
آخرَ مرّةٍ رأيتُ فيها أستاذنا العظيم كانت في عزاءِ السيدة الفاضلة سناء فتح الله رفيقة العمر ، واليومَ فُجِعتُ بنبأ رحيله أمس ( الأحد ، 11 ديسمبر 2011م ) ، وأكتبُ الآنَ وكأنني أراهُ ، وإلى هذهِ اللحظةِ لا أعرفُ متى وأينَ سيكونُ العزاءُ إذ لم أنتبِهْ إلى خبر الرحيلِ إلا بعد فوتِ الأوان .
رحمَ اللهُ أستاذنا أحمد بهجت ، الذي كانَ قلبًا كبيرًا وقلمًا عظيمًا وروحًا نقيّةً طهورةً ، وكان لي ضوءًا ومشجّعًا ومساندًا في لحظاتٍ حالكةٍ كادت تعصفُ بي ، وها أنا كلّما رحلَ ضوءٌ من أضواءِ عمري ، أجلسُ لأرى الذين سبقوه وهو يضافُ إليهم ليتحولوا إلى أنهارٍ من الضياءِ والدموعِ معًا في ذاكرتي ووجداني ، ها هي أطياف أضوائي العظمى تملأُ غرفتي : يوسف عوف ، محمّد حسيب ( المخرج الكبير ) ، د. شكري عيّاد ، رجاء النقّاش .......
رحمَ اللهُ الجميع ، وأبقى لي أضواءهم ، وأبقى للأمة كلها ما تركوه لنا من فكرٍ وإبداعٍ وقيمٍ .