أشرف المعشر .. يا له من أسد كالجبال شامخ كالثقال ،
وأسداً من أسود الوغى
حمل هم الوطن على كواهله ،
ومثل هؤلاء لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
هذا الفارس الذي لبى نداء الله الذي صعد درجات المجد
بدمه الزكي وبذله النقي لا بفصيح الأقوال وقشور الأفعال ،
يا صاحب العمل الدءوب ومشحن القلوب لتحرير فلسطين
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا الفارس في الثامن عشر من أكتوبر 1980
ليتربى في أسرة فلسطينية
بسيطة الحال تعود جذورها إلى مدينة فلسطينية " يافا "
المحتلة على يد الصهاينة 1948 ،
امتاز شهيدنا منذ طفولته بالهدوء الكبير والتركيز الجيد
في جميع تصرفاته وتحركاته ، والبار بوالديه حيث كان أكثر إخوانه
محبة لوالديه، صاحب البسمة العريضة الذي يشغف قلوب الآخرين
ليكسبهم لصالح الإسلام ،
وكم من شاب دخل في حصن الإسلام وكان أشرف له الدور في ذلك .
تعليمه ودراسته
تلقى شهيدنا التعليم الابتدائي عام 1986 في مدارس وكالة الغوث
برفح ثم إنتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة ذكور
رفح الإعدادية " أ " ثم إلى
مدرسة بئر السبع الثانوية " القسم العلمي " لتفوقه وذكائه "
ثم انتقل ليكمل مشواره التعليمي الجامعي حيث درس
في الجامعة الإسلامية " كلية التجارة "
قسم الاقتصاد والعلوم السياسية ، وأنها دراسته في عام 2002
حيث تسلم شهادته الجامعية بعد مشوار من العناء ،
وخاصة ما كان يتعرض له عبر
الحواجز التي نصبها العدو الصهيوني على مفترقات الطرق
وخصوصا حاجز " المطاحن " و " أبو هولي " .
صفاته وحياته
لقد امتاز شهيدنا منذ طفولته بحب الصلاة والعبادة،
حيث بدأ التزامه بمسجد "ذو النورين " ، حتى نشأ شاباً مطيعاً
روحانياً ، الذي أفنى حياته بتعليم الأحكام الشرعية
وحفظ الأحاديث من خلال حلقات العلم الذي تعقد في مسجده ،
وهذا القلب المتعلق بحب الله والحريص على
أداء صلاته في الجماعة ، ولقد امتاز أشرف بعمله الدعوي الذي أبدع فيه من
خلال إعطاء الدروس والمواعظ أمام الناس لتعليم وإرشاد إخوانه
في مساجد رفح ،
والذي عمل في ميدان العمل الجماهيري ولجان الاجتماعية في المنطقة
وأبلى بلاء حسناً ، والمعروف عنه بالدينمو
صاحب القدرة العالية والجرأة المتينة
والقوة والمفاجأة التي لا مثيل لها ، وعرف عن شهيدنا الانضباط
والأمن الشديد والسرية والكتمان ، والذي أدى إلى نجاح
معظم أعماله ومهامه التي كلف
به عبر سنوات التضحية والفداء ،
وعمل شهيدنا في ميدان الكتلة الإسلامية في
المرحلة الثانوية والجامعية ، وكان عضوا بارزا ونشيطا في هذا العمل ،
حيث شارك في العديد من المخيمات الصيفية والرحلات التي
تقيمها الكتلة في كتائب القسام
التحق شهيدنا القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ بداية الانتفاضة
وكان ذلك من خلال إلحاحه على إخوانه في قيادة الدعوة في المنطقة
وكان له الحظ ليكون من أوائل المضمومين لكتائب القسام ، وكان إصراره
على الجهاد وحب المنافسة في سبيل الله ، لقد شارك إخوانه بصد الكثير من
الإجتياحات التي تعرضت لها مدينة رفح الباسلة أم الشهداء
ومنبع الاستشهاديين ومهندسو العمليات الاستشهادية ،
هذا العقل المدبر والجريء وإصراره على نيل الشهادة
جعله ليكون في الصفوف
الأولى على خط النار الأول ،
شارك شهيدنا في حفر وتدمير موقع محفوظة شمال
محافظة خان يونس ،
وهو الذي تلى البيان من داخل النفق تحت الموقع العسكري
والتي أدت إلى مقتل جندي صهيوني وتدمير الموقع بالكامل ،
كما شاهدتها عدسات الصحافة ،
و شارك قائدنا في عملية المعبر" المشتركة "
مع صقور الفتح
استشهد
صاحب البسمة الهادئة ، هكذا كان قائدنا الميمون
قبل الشهادة
هذا الشهيد الحي المرتقب من إخوانه وأهله وجيرانه ، القائم العابد الزاهد
الصائم ، والذي كان همه تعليم القرآن الكريم والسنة المطهرة ، فكان شهر
رمضان الذي تعرض لنفحاته فكان أكثر التزاماً في أداء الصلوات الفرضية
والسنية وجميع العبادات والنوافل ، وإلقاء الدروس والمواعظ في هذا الشهر
الكريم في معظم مساجد رفح والذي ركز فيها على ضرورة الجهاد والمقاومة
ويرتقي شهيداً
وفي وقت السهر تكون السماء دامسة والله يتجلى لسماء الدنيا ، فمن هنا
كانت بداية الشهادة عندما أنهى أشرف رباطه مع إخوانه قبل ليلة من
استشهاده
طلب من الجميع الانصراف والمغادرة ، ويوم استشهاده كان تقدم عدد من الآليات
على الشريط الحدودي في المنطقة الشرقية للمدينة ، حيث كانت القوات الخاصة
الصهيونية تعتلي منزلاً في منطقة حي السلام ، فتقدم ليتسلل للمنزل الذي
تعتليه القوة الخاصة ، لكن القدر أبى له ذلك ، فكانت القوة الخاصة ترصد
مجاهدنا ، فأطلقت النار عليه بكثافة مما أدى إلى استشهاده على الفور مع
أخيه المجاهد محمد أبو عرار الذي استشهد معه في نفس المكان ، تلفظ بكلمة
التوحيد بعد إصابته في الرأس .
رحمك الله يا باسل يا باسم الخطى ..
ترجلت إلى السماء صاحب الإرادة والعزيمة التي لا تلين .. أيها القائد المجهول .
__________________
ومهما شفت جمال وزار خيالي خيال
إنت اللي شاغل البال إنت ..وإنت اللي قلبي وروحي معاك
أتطلع لوجوه أولادي لأرى ملامح أعرفها
فيزداد حبي لهم لأنها شديدة الشبه
بوجه أبو الأولاد يحفظه ربي
فالنظر لصورته ترضيني