رد: دعـــــــــــاء الشــــــرق
كل عام و أنتم بخير و صحة و سعادة
أعذروني علي التأخير في الرد
لسه واصل أول أمس إلي مصر أم الدنيا ، و المنتدي كان فيه اصلاحات.
أشكر الاستاذ محمد الالاتي علي الدعوة للحديث عن توزيع اغنية "دعاء الشرق"
بداية الدكتور مصطفي ناجي أستاذي و أستاذ أساتذتي
و لكن لي رأي آخر يمكن ألا يعجبكم و علي العموم هذا التوزيع أرحم من توزيع أغنية "وقف الخلق جميعا ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي" ، الأغنية باظت عشان الأوركسترا كبيرة أكثر من 200 عازف و منشد و تم توظيفها بطريقة غير صحيحة ، فأصبح الموضوع كأنك في سوق مزدحم و كله ضجيج ، ففي حالة أغنية السنباطي "وقف الخلق جميعا" و كذلك "دعاء الشرق" و لكن بدرجة أقل ، الملحن عاوز ينقل شعور و أحساس معين بينما الموزع نقل شعور آخر (الرواية التي كتبها المؤلف شئ ، بينما السيناريست كتب سيناريو و حوار شئ آخر)
بأختصار طبعا الهارموني و الكونتربوينت مضبوط 100٪ ، و لكن العيب الخطير هو الأستخدام المفرط في (((القوة))) ، العيب هو ال Instrumentation
الأغنيتان ليست في حاجة أستخدام آلالات النفخ النحاسي التي تصرخ بأعلي صوتها و التمباني و السمبلات و النقرزان اللي عمال يرقع جامد ، الأغنيتان بالرغم أنهما من الأغاني الوطنية و لكن فيهما نعومة و حنية و رقة و عذوبة (آستمع للأغنيتان بأداء أم كلثوم و عبد الوهاب) ، هذه الحنية و النعومة لا تتناسب مع الأسلوب الذي أستخدم مع آلالات النفخ النحاسية و كان من الأفضل أستخدام آلات النفخ الخشبية ، أسمع نعومة الأبوا و هي بتقول (صوول فا سي صوول) و ترد عليها الوتريات … (هي دي العبارة التي ها أرفقها في الملف الصوتي) ، السؤال هل الترمبت لا يصح أستخدامه في الموسيقي الناعمة؟ الأجابة طبعا ممكن لكن بأسلوب الجاز و البلوز و خاصة لما يعزف سولو (أسمع أغاني عبد الحليم مع بليغ حمدي مثلا مقدمة "أي دمعة حزن لا" سولو الكمان الكهربائي و الترمبت)
الأصوات البشرية و الهامنج تبع قواعد الهارموني و الكونتربوينت مضبوطة 100٪ و لكن غير مناسبة للحالة النفسية التي يريدها الملحن ، و عشان أوضح هذه النقطة : كنا 4 طلاب في قسم التأليف ، و عندما كانوا يعطوننا لحن (واحد للجميع) لعمل له هارموني أو كونتربوينت بأستخدام قاعدة محددة (تطبيق علي درس معين ، مثلا: استخدام تآلف الدرجة الرابعة بالسادسة) ، كان كل واحد بيكتب شئ مختلف عن الآخر ، فما بالك لو أننا أستخدمنا جميع القواعد الممكنة! بالطبع الأختلاف و التباين سيكون أكثر و أوضح ، و الاختيار للقواعد الموسيقية مفتوح و الأستثناءات كثيرة و بالتالي النتائج كثيرة و علي الموزع اختيار ما يناسب الجو النفسي للحن.
التوزيع ليس فقط هارموني و كونتربوينت و لكن فيه عنصر هام جدا اسمه ال Instrumentation
لكل آلة موسيقية:
1. ريجيستر Register
2. تكنيكات العزف Techniques
3. ديناميكية في العزف Dynamic
نبدأ بالريجيستر:
فاكرين فيلم لعبة الست؟ الملحن سأل "سنية جنح" (ماري منيب) علي صوت "لعبة" (تحية كاريوكا) ، قالت له أنها بتجيب "جواب جواب السيكاه" ، هذه الاجابة ناقصة لقد حددت له أعلي نغمة في صوت المغنية و لم تحدد أغلظ نغمة في صوتها ، و ليكن نغمة الراست. يبقي الريجستر هو المدي الصوتي للآلة الموسيقية من أغلظ نغمة إلي أعلي نغمة حادة تستطيع عزفها ، و هنا سؤالين مهمين بالنسبة للوتريات أغلظ نغمة محددة و لا يمكن تغييرها إلا بضبط الآلة علي نغمات أخري ، مثلا الكمان أغلظ نغمة هي نغمة صول في الاوكتاف 3 G3 و لا يمكن تغييرها إلا إذا ضبطت الوتر الاول للكمان علي نغمة فا# أو فا ، و ماذا عن أعلي نغمة؟ هنا تعتمد علي شطارة العازف و لكن فيه أتفاق علي أن للكمان ممكن تعزف C7 (أنا مثلا أعزف لغاية C6 ) ، سؤال آخر: هل خواص الصوت للآلة واحد خلال الريجستر؟ بالطبع لا. في الوتريات: في المنطقة الوسطي في الريجيستر صوت الوتريات دافئ و عاطفي ، بينما في المنطقة العليا ميتالك و لامع و براق …. و علي ذلك أختيار الآلة و الأوكتاف مهم
التكنيك:
Staccato , Legato, Spiccato, Marcato, Detached, Arpeggio, …. Glissando
Accent,
هذا يحتاج موضوع خاص به ، و لكن هناك ملف صوتي به بعض الأمثلة للأساليب المختلفة لتكنيكات العزف
الدينامكية:
Forte, Piano, fortissimo, Pianissimo, Crescendo, Diminuendo …..
و ما بينهما من تدريج في قوة الصوت و تعطي حياة للحن
السرعة و التمبو:
Ral, Ret, a Tempo, Accelerando ….
و تضفي حياة و جذب انتباه للحن
نرجع للأغنية ، الفنان مصطفي ناجي عازف الشيللو و الموزع الجميل و الحائز علي ثقة الفنان المرحوم محمد عبدالوهاب ، و الذي أئتمنته السيدة نهلة القدسي علي كنوز عبدالوهاب ، فلقد أعطته جميع نوت عبدالوهاب المكتوبة بخط يده ، و التي تحتوي علي بعض الألغاز اللطيفة …
شئ آخر مهم و هو الاستخدام المفرط في التآلفات التي تحتوي علي نغمات متنافرة و خاصة عندما ترد الأصوات البشرية بالاهات علي الأوركسترا ، و في رأيي هذا لا يناسب لحن شرقي يعتمد علي التطريب و لا يناسب استخدام الصوت البشري (من ممنوعات الكونتربوينت في بداياته التنافر حيث أن المنشدين لديهم ميل طبيعي للنغمات المنسجمة و المتوافقة)
في أحتفالات أكتوبر و المناسبات الوطنية و العروض التي كانت تقدم أمام الرئيس المخلوع ، كانت تستخدم أوركسترا ضخم يتناسب مع جلال المناسبة و كان الأعتقاد السائد أن يتم تقديم أعمال ذات أصوات ضخمة و فخمة و عالية و متزاحمة بغض النظر عن الناحية الفنية ، و كان سليم سحاب مسؤولا عن الكورال و الفرقة الشرقية و د.مصطفي ناجي مسؤولا عن الأوركسترا ، و حيث كان الأوركسترا كان كبيرا جدا ، كان الاعتقاد أن يتم استخدام كل آلالات الأوركسترا ، و ليس ما يحتاجه العمل من آلالات موسيقية ،و آلالات النفخ النحاسية (ترمبيت - هورن - ترمبون - توبا) من أقوي آلالات الأوركسترا ، فقوة صوت ترمبيت واحد تعادل قوة صوت 10 كمنجات فيكون 3 ترمبت يعادلوا 30 كمنجة ، شئ آخر مهم ، ليس كل ما نسبه الاعلام إلي الموزع المشهور هو حقيقي من توزيعه ، فعندما يكون هناك أكثر من 10 أعمال مطلوب توزيعها في وقت قصير عندئذ قد يطلب الموزع المشهور من تلاميذه توزيع بعض الاعمال تحت أشرافه ، و هنا نجد أن الهارموني و الكونتربوينت بالطبع مضبوطة 100٪ و لكن الخبرة في تناول العمل شئ آخر و معرفة قصد الملحن و توصيل الأحساس للجمهور شئ مختلف ، و يكون المطلوب التضخيم (يعني عاوزين نسمع المخلوع الرعد في ودانه) ، و بالفعل تم إسناد بعض التوزيعات إلي بعض الشباب الواعد و للأسف الاعلام تجاهل أسماء الموزعين الشباب ، و الدكتور مصطفي ناجي ليس له ذنب في هذا الموضوع فهو ينأي بنفسه عن هذا.
مرفق ملف صوتي به بعض الامثلة عن تكنيك العزف ، و نعومة الابوا التي تناسب ما يريد الملحن التعبير عنه ، و الاصوات البشرية و استخدام طرق هارمونية مختلفة لنفس العبارة الموسيقية للتنويع ….
__________________
______________________
د.هشام خلف
استشاري طب و جراحة العيون
|
العرض الشجري