حكايتي مع... فريد الأطرش
بقلم : الإعلامي الأستاذ جمال فياض
مواطن من سماعي
أعرف بالضبط أين كنت مساء 26 ديسمبر من عام 1974، وتحديداً في الساعة الثامنة مساءً... كنت في تلك اللحظة من الزمن أبكي بحرقة المراهق، وبدموع غزيرة، بكاءً وصل الى حدّ الإغماء.. لماذا؟
لقد مات فريد الأطرش، هكذا بدأت نشرة الأخبار عبر "تلفزيون لبنان"، أعلنها عرفات حجازي، بكل بساطة، فقد الفن العربي واحداً من أعمدته الكبرى... لقد مات الموسيقار فريد الأطرش، في مستشفى "الحايك" في "سن الفيل"، بعد أن نُقل إليها وهو بحالة خطرة بعد ظهر اليوم، الى أن فارق الحياة في السادسة وعشر دقائق من مساء اليوم.. الى آخر الخبر... بعدها بقليل، بدأ الأصدقاء – "من الأولاد" طبعاً – رفاقي، يتوافدون ليعزّوني، فقد كانت المدرسة كلها تعرف مدى ولعي بفريد الأطرش وأغانيه... لقد جاؤوا ليلاً لمواساتي بهذا "المصاب الكبير". يومها، كانت الدنيا أحلى، وكانت مراهقتنا بسيطة، كما كل شيء في حياتنا، ولم نكن نعرف أن أشهراً قليلة تفصلنا عن حرب 13 ابريل 1975، وهي الأيام التي غيّرت كل شيء في حياتنا وطفولتنا... ويومها، كان فيلم "نغم في حياتي" نجم صالات السينما في فترة أعياد بيروت، وكان عيد الميلاد وعيد الأضحى المبارك يتلاقيان، تماماً كما هذا العام، وارتديت في الأعياد أسود داكناً حداداً على "حبيب العمر". وبعد أيام قليلة، مشيت في جنازته وودّعته محمولاً حتى باب الطائرة... ولا أدري كيف سمحوا للمشيّعين بالوصول الى الطائرة يومها.. لقد أخذوه ليُدفن في مصر – كما كانت وصيته..
الموسيقار الأمير الآتي من جبل العرب في سورية، يموت في لبنان ويُدفن في مصر ويفارقنا في عيد الأضحى وهو الذي وُلد في عيد الأضحى.. لكن المحيّر الذي لا أعرف له جواباً، لماذا لا تذكره مصر، ولا يذكره لبنان ولا يذكره المؤرخون والإعلاميون كما يذكرون حليم وأم كلثوم وعبد الوهاب؟
في أربعين الموسيقار الراحل، ذهبنا شلة من الأصدقاء لحضور تكريمه في "الأونيسكو".. وإذا بصديقه الأستاذ جورج ابراهيم الخوري يلقي كلمة ليؤبّنه تبدأ بإعلانه وفاة السيدة أم كلثوم...
كما يبدو، منذ تلك الأيام، بدأ العدّ العكسي للزمن الجميل... وما زال العدّ عكسياً!.
شكرا كتير خوي جمال فياض على مادرجت ادرجت وسطرت
وانت محظوظ لانك ج حملت الموسيقار وشيعته بكل حب الى الطائره
ليدفن في ارض الكنانه التي احبها حبا شديد جدا
ولكن الموسيقار كان بالمستشفى قبلها باسبوع ووعده الطبيب ان يخرجه يوم الخميس
ووفى بوعده ولكنه خرج متوفي
وقد اذيع خبر وفاه الموسيقار في الساعه الرابعه عصرا بسن الفيل بمستشفى الحايك - تمام
وقد سمعتها في نشره اخبار الرابعه من اذاعه لبنان نفسها