أيتها الأنثى ... يا علامة الإستفهام الكبرى فى حياتى ... إستفيدى من يومك هذا فغدا لن تكونين شيئا ... تدللي قدر إمكانك على متطفليكى ممن لا يعون من ثقافات الحياة وفقهها شيئا .. القرب منك ليس منالي الذي أرنو إليه إنما القرب هوس الفارغين وأنا أقل منهم ضجيجا فى ذلك .. حققي جل أحلامك ولا تتأخري لحظة في يومك هذا فغدا سأصدر قرارا حاكميا بمحو علامة الإستفهام تلك من الوجود ..
كم تنتابني الدهشة فكيف يراك هؤلاء الفارغون كمن تخرج من عيونها العصافير الملونة الرقيقة لتداعب تمايل القرنفلات فى جنان العشق!! كيف وأنتِ من تدفعينهم دفعا لقتال بعضهم البعض بلا هدف يسمو لرفعة الحياة ..!! وبلا حتى حياة !! .. كيف وأنا أراهم في عبثيتهم وركضهم خلفك كمن يغلق أمام عيوني فضاء الطريق بحركاتِ ليست مرتبة من تحركاتهم جميعا كمن أطلقوا في توه وحينه من قفص ضيق جدا وعلى مرمى البصر بعيدا عدد قليل من ثمرات تدل على الحياة ..
كلما تتبعتك عن بعد لأرى تحركاتك وعلاقاتك بالآخرين يلقيني التتبع في كل مرة على شاطئ من الحيرة .. ما الذي تفعله هذه الأنثى وما الذي يجذب إليها الرجال من كل منحى وعلى أي شئ فيها أو لأجلها يتقاتلون ويردى كل منهم الأخر صريعا بجنبه من جنبات الطريق ويلهث ورائها غير أبه بما حدث ..!! كيف تسول له نفسه قتل أخيه لأجلها وما النفع الذي سيجنيه القاتل منها جعله قد رجح كفة القتل على كفة علاقته بنوعه فقتل أخيه بكلتا يديه حال تركيز جميع حواسه مستخدما كل الأدوات الممكنة .. ما هذا السر يا ترى الذي يلهث من وراءه كل المتحاربين لأجلها ؟!!
أتتبعك وكلما إختصرت على نفسي الطرق لأجد من عينيكِ سبيلا لمعرفة ذلك أجدني قد عدت على قارعة الطريق ولم أرى من عينيكِ شيئا يدلني على ما تحويه الأنثى من سر يشُدُ إليها الرجال ويجعلهم _ وهم في قوتهم هذه حال قتالهم بعضهم البعض _ أسرى لنظرات العيون الصامتة وحال تبسمها أراهم سكارى تلك البسمات دون إحتساء النبيذ .. !!
علاقاتك أيها الأنثى بهم جميعا يرونها قوية جدا ولا أعلم من أتت معتقداتهم تلك وأنتِ لا تقفين أبدا على باب كوخ أحدهم برهة واحدة تدله حتى على إعجابك بزخرفات رؤوس الغزلان على باب الكوخ أو بوضع جلود النمور في ترتيب بديع ينبئ عن خلو مكانين يهبان الدفء والأمان بالكوخ من الداخل وكأن علاقاتهم بكِ لا تتخطى في تشبيهها خيوط العنكبوت .. وهل تكفى تلك الخيوط لتهب علاقات الأشخاص قوة يفهم منها أنهم روحا واحدة تستحق القتال مع الآخرين لأجلها ؟؟!!
تعسُ أنا بتتبعك حقا ولست أعلم لما تتبعتك من الأصل !! ... أراني فقط أمسكت الآن بيدي خيطا من خيوط العنكبوت جعلني أؤجل قراري الحاكمى بإزالة علامة الإستفهام الكبرى من حياتي على أمل جديد بأنني في تتبعك سأفهم سر ركضهم خلفك
من برديات رجل لم تلامس روحه بعد حسا متوهجا من حنان أنثى ... وجدت تلك البردية وبجوارها هيكل عظمى كسرت أضلاعه كمن كان بحالة حرب