حياتي .. حياة موسيقار الأجيال

[lotlatif]

أصدقاء الفن الجميل ..
في هذه الأيام المباركة .. والتي صاحبها أحداث جسام ... أحداث غيرت مجرى الحياة .. وبدلت حال بلدنا مصر .. أم الدنيا .. ونقلتها من فترة حالكة الظلام .. حقبة ليست بالقصيرة .. ساد فيها طغيان حاكم ظالم .. وعم فيها الفساد .. وبعد أن كان أكبر رقم نفكر فيه هو المليون .. صنعت ثلة من الأفاقين .. من مصاصي دماء الشعوب ثروات بالألف مليون .. "المليار" .. لقد ساعدهم الحاكم الظالم بتهيئته لمناخ لولديه .. اللذين أكثرا من الفساد .. وخصا نفسيهما بكثير من المشروعات .. كان يختطفونها من أصحابها .. ويسرقون حقاً ليس لهم .. مما شجع أناس لا ذمة لديهم .. ولا أخلاق أو ديانة .. أن ينهشوا دماء الشعب المصري .. ويثروا على حساب الشعب البسيط ...
وفي خضم هذه الأهوال التي كنا نعيشها .. وكان أكثر ما بوسعنا أن ننتقدها .. رافعين أيدي الضراعة للمولى الكريم أن ينقذنا من هذا الظلم المبين .. وفعلها شباب عزل لا سلاح معهم .. ولا دبابات .. أو مدافع رشاشة .. ولا بنادق .. نعم كانوا مجردين حتى من الأسلحة البيضاء .. هبوا في وجه الظلم .. ونصرهم الله على أعدائهم وأعداء الشعب .. الذي داسوهم بالعربات المصفحة .. واغتالوا زهرات شباب الأمة ..
تحية لهذا الشباب العظيم .. الذي أسقط الطغيان .. وداسه بأقدام طاهرة .. وحرر مصر من جيل من الكلاب السعرانة .. التي لم تتورع أن تنهش لحم الشعب .. وتمص دماءه ..
قد يقول بعض الأصدقاء .. ماذا دهاك أن تتحدث في السياسة .. وما هذا الخلط بين الفن .. والسياسة .. ومعذرة لكل من يرون ذلك ..

*********************

ولكني أكتب لكم أحاسيسي .. وأنا في خضم هذه الثورة الشعبية المباركة .. وأنما أسمع ألحان عبد الوهاب العديدة .. تبثها من جميع الإذاعات المصرية بلا استثناء .. لقد أحس المسئولون عن الإذاعة بنبض الأمة .. فلم يحاروا . .ولم يبحثوا طويلاً عن أناشيد ركيكة يصيغها ملحنو هذه الأيام .. ولكنهم قدموا لنا أناشيد خالدة .. مثل "دعاء الشرق" .. و"يا إلهي" ... "حي على الفلاح" .. و"يا نسمة الحرية" .. وغيرها الكثير من الأناشيد التي صاغها موسيقارنا العظيم طوال مشواره الفني .. الذي لم تبتعد فيه أحاسيسه قي يوم من أيام عمره المديدي بعيداَ عن المد الثوري .. بل تراه يعكس خواطر شباب الأمة .. وشيوخها .. ويقدم لنا أفكار بناتها .. وأمهاتها ..
كم أنا فخور بموسيقار الأجيال .. موسيفار الشعب .. موسيقار الطوائف المختلفة للشعب .. الذي كانت أناشيده الوطنية التي صاغها طوال عمره المديد .. حتى قبل أن تبدأ ثورة 23 يوليو .. فمن ينسى منا ما قدمه للأمة العربية قبل ثورة 23 يوليو .. مثل .... "مصر نادتنا فلبينا نداها " .. ومن لا يتذكر "نشيد الحرية .. كنت في صمتك مرغم .. كنت في صبرك مكره .. " .. ومن لا يذكر نشيد "فلسطين .. أخي داوز الظامون المدى .. " .. ومن ينسى نشيد الجهاد " هتف الداعي فنادى للجهاد .. أي بشرى يوم نادى بالنفير .. " ومن لا يتذكر قصيدة "دمشق .. سلام من صبا بردى أرق .. ودمع لا يكفكف يا دمشق " .. و"حب الوطن فرض علي .. أفديه بروحي وعينيه" ..
لقد قدم لنا عبد الوهاب هذه الأناشيد التي ألهبت حماس الجماهير العربية قبل المصرية .. وغناها الطفل .. وغنتها المرأة .. قبل أن يغنيها الشيخ والشاب .. من هذه الأمة العربية الصامدة .. وقدم لنا أناشيد وأغاني وطنية في عصر الثورة .. من أشهرها .. النشيد القومي للبلاد العربية جمعاء .. "نشيد الوطن الأكبر .. " .. وقدم لنا في لحظات النجاح أناشيد كثيرة عامرة بحب الوطن .. مثل .. "بطل الثورة" .. و"دقت ساعة العمل الثوري .. "الله يابلادنا الله" .. "المركبة عدت" .. وغير هذه الأناشيد الكثير والكثير ..
رحمة الله عليك يا عبد الوهاب .. وتحية نرسلها إلى روحك في يوم ميلادك ... يوم 13 مارس 2011 ..ونسألكم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء .. شهداء تحرير البلادمن الطغاة .. لا أعادهم الله .. وعلى روح عبد الوهاب مفجر أغاني وأناشيد وملهمهم في ثورتهم البيضاء .. أثيت لنا الزمن أن تصلح لجميع الأجيال .. فهنيئاً لك يا روح عبد الوهاب .. يا ملهم ثورة الشباب .. ودعواتنا لها التوفيق .. والنجاح ..

أ. د. لطفي أحمد عبد اللطيف