|
 |

21/01/2011, 06h11
|
 |
مشرف
رقم العضوية:51
|
|
تاريخ التسجيل: November 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 79
المشاركات: 686
|
|
|
أعطني حريتي أطلق يديا!
أعطني حريتي أطلق يديا!
بقلم: أحمد عبد المعطي حجازي
 يوم وقفت كوكب الشرق أم كلثوم في مسرح الأزبكية تغني لأول مرة قصيدة الأطلال من شعر إبراهيم ناجي, ألحان رياض السنباطي, لم تكن تعلم أنها ستنكأ الجراح التي نكأتها, وتفجر الآهات التي فجرتها في أفئدة جمهورها الذي لم يكن خليطا عشوائيا جمعته المصادفة علي غير اتفاق, وإنما كان نخبة أو صفوة من المصريين الذين ألف بين قلوبهم, وثقف أسماعهم, وأرهف أذواقهم صوت أم كلثوم طيلة أربعين عاما لم ينقطعوا خلالها عن حضور حفلاتها التي لم تنقطع هي الأخري عن إحيائها, حتي أصبحوا كأنما هم جميعا عائلة واحدة, أو حزب, أو مدرسة من مدارس الفن والذوق والسلوك الرفيع.
ولقد بدأت الأغنية هادئة, لكنه هدوء قلق, هدوء السطح الساجي علي عمق موار, أو الوجه المتماسك المتذرع بالصبر حتي لا يغلبه علي أمره الصدر المتأجج فتنهمر من مقلتيه الدموع. بداية هادئة مرسلة علي أوتار التشيلو والباصي, تنبثق منها ارتجالات القانون والعود المرتجفة المتوترة, ومن ثم تبدأ كوكب الشرق يا فؤادي لا تسل أين الهوي, وهو مطلع معدل من المطلع الأصلي يا فؤادي رحم الله الهوي. كان صرحا من خيال فهوي. استني واشرب علي أطلاله. وارو عني طالما الدمع روي. ولاتزال أم كلثوم في هذا المطلع وفي المقطع الذي يليه تغني غناء مرسلا كأنه الترتيل الديني, حتي تصل إلي مقام التذكر والحنين يوم التقت بحبيبها أول مرة, فتنتقل من الارسال الي الايقاع, محافظة مع ذلك علي النبرة الجياشة الهادئة, إلي أن تصل إلي الشطرة الأولي في المقطع الذي ستنكأ فيه الجراح:
أعطني حريتي أطلق يديا!
فيضج المسرح, لا أقول بتصفيق مدو أو هتاف صاخب, وإنما بانفجار عارم جياش متوجع اتحد فيه الجميع فصار كأنه رجع الصدي للصرخة التي أطلقتها كوكب الشرق. انها روح مصر التي وجدت في العبارة ترجمة عبقرية لآلام لم تفصح عنها من قبل, وتجسيدا نبيلا لكبريائها الجريح.
أعطني حريتي أطلق يديا ......................... إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك أدمي معصمي ........................ لم أبقيه, وما أبقي عليا
ما احتفاظي بعهود لم تصنها ...................... وإلام الأسر, والدنيا لديا
هكذا تحول الكلام واكتسب لدي جمهور أم كلثوم معني لم يخطر للشاعر, وهذا هو ما يسميه النقاد المعاصرون موت المؤلف أي نهاية سلطته التي كانت مطلقة فأصبح يشاركه فيها القاريء فيتلقي من النص ما يشاء. بل ان النص نفسه يتطور ويتحول عبر الألسنة والأسماع, وعبر الأوقات والملابسات فيكتسب بهذه السيرورة دلالات لم تكن له من قبل
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
|

22/01/2011, 12h49
|
 |
مشرف
رقم العضوية:51
|
|
تاريخ التسجيل: November 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 79
المشاركات: 686
|
|
|
وتعطلت الأطلال3 سنوات
وتعطلت الأطلال3 سنوات.. لماذا!
مصطفي الـضمراني
المصدر: الأهرام:18/2/2004
مقال اليوم عن قصيدة الاطلال للشاعر الكبير إبراهيم ناجي تلحين الموسيقار الكبير رياض السنباطي, ولماذا تعطلت ثلاث سنوات, وكنت شاهد عيان علي قصة هذا التعطيل من واقع العلاقة الوثيقة التي كانت تربطني بالموسيقار الكبير وابنه الفنان أحمد السنباطي الذي كتبت له معظم اغانيه مع بداية دخوله مجال الغناء بالإضافة إلي تلحين السنباطي اكثر من اغنية من تأليفي في ذلك الوقت.
* حفل الخميس الأول من الشهر ـ وبالتحديد يوم6 ابريل عام1966 ــ انطلقت عبر الاثير رائعة ناجي والسنباطي الاطلال بصوت كوكب الشرق ام كلثوم ليستمع اليها الشعب العربي بعد انتظار طال ثلاث سنوات اعتكف خلالها السنباطي متفرغا لتلحين قصيدة الاطلال وهي الفترة التي دخل فيها عبد الوهاب برائعته أنت عمري وتألقت ايضا الحان بليغ حمدي والطويل والموجي وسيد مكاوي لأم كلثوم والكل كانوا كتيبة واحدة تنافست وابدعت أجمل ما سمعته الأمة العربية من أغنيات وقصائد, كانت تجمع حولها ملايين المستمعين العرب في الخميس الأول من كل شهر يستمعون عبر الاثير إلي هذه العبقرية الفذة المبهرة في تاريخ الغناء
* تلحين القصيدة: بعد الاتفاق النهائي علي ابيات قصيدة الاطلال وانتهاء السنباطي أيضا من تلحينها جاء موعد بروفات القصيدة مع فرقة ام كلثوم ظهر خلالها مدي اعجاب وانبهار الموسيقيين باللحن وفي مقدمة هؤلاء عازف القانون الاول محمد عبده صالح وعازف الكمان الاول احمد الحفناوي, وكان من المعروف ان تتدرب الفرقة علي اللحن في البداية وبعد الانتهاء من حفظه يطلب السنباطي من أم كلثوم الحضور للغناء مع الفرقة, وقد تم هذا بالفعل, فقد حضرت ام كلثوم وبدأت تستمع إلي مقدمة اللحن وانتقلت بعد ذلك إلي الكوبليهات,وهي في قمة انبهارها وجاء الكوبليه الأخير لتحدث بعض المناقشات حول لفظ إن الحظ شاء وانتهي النقاش إلي الابقاء عليه دون تغيير.
* قفلة القصيدة: واندمجت أم كلثوم مع القطع الأخير شعرا ولحنا وتألقت في الجزء الذي يقول فإذا أنكر خل خله, وتلاقينا لقاء الغرباء, ومضي كل إلي غايته, لا تقل شئنا فإن الحظ شاء وكان من رأي أم كلثوم ان القفلة من الطبقة العالية وتتصاعد في الارتفاع الذي يمكن ان يخيفها وقد علمت انها قالت للسنباطي في مداعبة ذكية انت قادر تعمل20 قفلة كل واحدة احسن من التانية ولكن رياض تمسك برأيه وقال لها في مداعبة ايضا هي دي القفلة يا ست.
* الحكم للجمهور: ومع هذا الاصرار ــ وبالثقة البالغة في النفس ــ قال السنباطي لأم كلثوم توكلي علي الله وغني الأغنية بهذه القفلة وسيكون الحكم بيننا للجمهور, ومع ثقة أم كلثوم في السنباطي وثقته في امكانيتها الصوتية الهائلة وافقت علي ذلك وهي تبتسم وجاء موعد الحفل وغنت ام كلثوم وعندما جاءت فقرة لا تقل شئنا فإن الحظ شاء التهبت الصالة واشتعلت بالتصفيق المدوي والمتواصل الذي لم يحدث له مثيل لأم كلثوم وهاجت الصالة وماجت تطلب الاعادة مرة ومرة وهنا سالت دموع أم كلثوم من الفرحة الغامرة وانتهت الاغنية وخرجت أم كلثوم من المسرح تحيط بسيارتها كل هذه الحشود الهائلة من المعجبين والمتيمين بفنها الاصيل والمبهورين بأطلالها الجديدة وعندما أخذ سائقها الخاص ــ عبد الحميد ـ طريقه متجها إلي فيلتها بالزمالك طلبت منه تغيير الاتجاه فسألها إلي أين يا ست فقالت له وديني بيت السنباطي فيلا راوية8 شارع الفلكي بمصر الجديدة, وعندما وصلت إلي الفيلا ودقت جرس الباب كان السنباطي يجلس مع اسرته حول جهاز التسجيل يعيد الاستماع الي الحفل متسائلا من الذي سيأتي في هذا الوقت المتأخر من الليل وفتحت زوجة السنباطي رحمها الله الباب لتجد أمامها أم كلثوم فيهرع السنباطي وكل الاسرة لاستقبالها بحفاوه بالغة وتعانقت احضان العملاقين الكبيرين ام كلثوم والسنباطي في لحظة من أجمل لحظات العمر فرحين بهذا النجاح المدوي للأطلال التي وصفها الكاتب الكبير موسي صبري رحمه الله في مقاله بعد الحفل بأنها عصا موسي التي ابتلعت كل الأغاني.
وقد اسعدني ما رواه فاروق شوشة أن من عادة الموسيقار عبد الوهاب بعد انتهائه من تلحين أي اغنية أن يدعو كبار الصحفيين والكتاب وبعض اصدقائه المقربين لسماعها قبل الدخول في التسجيل والتعرف علي مدي اعجابهم باللحن, وقد تطرق الحديث في هذه السهرة البديعة إلي سؤال مهم هو ما هي اعظم ما غنت ام كلثوم, وما هي الاغنية التي ستبقي لها بعد كل ما غنت وقد اجمع الحضور علي ان الاطلال هي الاعظم, والتي ستبقي, وهنا نزلت دمعة من عيني الموسيقار عبد الوهاب فظنوا بهذا الاجماع انهم احرجوه أو اساءوا إليه لانهم لم يذكروا احدي اغنياته, وهم في بيته خاصة بعد رائعته أنت عمري, وغيرها من ابداعاته لأم كلثوم, وكانت المفاجأة قول عبد الوهاب إنها دموع الفرح لأني مع رأيكم واتفق معكم علي أن الأطلال هي اروع ما غنيت أم كلثوم واعظم ما سيبقي من اغنيات أم كلثوم.
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
|

22/01/2011, 20h37
|
مواطن من سماعي
رقم العضوية:555752
|
|
تاريخ التسجيل: November 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 578
|
|
|
رد: أعطني حريتي أطلق يديا!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samirazek
أعطني حريتي أطلق يديا!
بقلم: أحمد عبد المعطي حجازي
 يوم وقفت كوكب الشرق أم كلثوم في مسرح الأزبكية تغني لأول مرة قصيدة الأطلال من شعر إبراهيم ناجي, ألحان رياض السنباطي, لم تكن تعلم أنها ستنكأ الجراح التي نكأتها, وتفجر الآهات التي فجرتها في أفئدة جمهورها الذي لم يكن خليطا عشوائيا جمعته المصادفة علي غير اتفاق, وإنما كان نخبة أو صفوة من المصريين الذين ألف بين قلوبهم, وثقف أسماعهم, وأرهف أذواقهم صوت أم كلثوم طيلة أربعين عاما لم ينقطعوا خلالها عن حضور حفلاتها التي لم تنقطع هي الأخري عن إحيائها, حتي أصبحوا كأنما هم جميعا عائلة واحدة, أو حزب, أو مدرسة من مدارس الفن والذوق والسلوك الرفيع.
ولقد بدأت الأغنية هادئة, لكنه هدوء قلق, هدوء السطح الساجي علي عمق موار, أو الوجه المتماسك المتذرع بالصبر حتي لا يغلبه علي أمره الصدر المتأجج فتنهمر من مقلتيه الدموع. بداية هادئة مرسلة علي أوتار التشيلو والباصي, تنبثق منها ارتجالات القانون والعود المرتجفة المتوترة, ومن ثم تبدأ كوكب الشرق يا فؤادي لا تسل أين الهوي, وهو مطلع معدل من المطلع الأصلي يا فؤادي رحم الله الهوي. كان صرحا من خيال فهوي. استني واشرب علي أطلاله. وارو عني طالما الدمع روي. ولاتزال أم كلثوم في هذا المطلع وفي المقطع الذي يليه تغني غناء مرسلا كأنه الترتيل الديني, حتي تصل إلي مقام التذكر والحنين يوم التقت بحبيبها أول مرة, فتنتقل من الارسال الي الايقاع, محافظة مع ذلك علي النبرة الجياشة الهادئة, إلي أن تصل إلي الشطرة الأولي في المقطع الذي ستنكأ فيه الجراح:
أعطني حريتي أطلق يديا!
فيضج المسرح, لا أقول بتصفيق مدو أو هتاف صاخب, وإنما بانفجار عارم جياش متوجع اتحد فيه الجميع فصار كأنه رجع الصدي للصرخة التي أطلقتها كوكب الشرق. انها روح مصر التي وجدت في العبارة ترجمة عبقرية لآلام لم تفصح عنها من قبل, وتجسيدا نبيلا لكبريائها الجريح.
أعطني حريتي أطلق يديا ......................... إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك أدمي معصمي ........................ لم أبقيه, وما أبقي عليا
ما احتفاظي بعهود لم تصنها ...................... وإلام الأسر, والدنيا لديا
هكذا تحول الكلام واكتسب لدي جمهور أم كلثوم معني لم يخطر للشاعر, وهذا هو ما يسميه النقاد المعاصرون موت المؤلف أي نهاية سلطته التي كانت مطلقة فأصبح يشاركه فيها القاريء فيتلقي من النص ما يشاء. بل ان النص نفسه يتطور ويتحول عبر الألسنة والأسماع, وعبر الأوقات والملابسات فيكتسب بهذه السيرورة دلالات لم تكن له من قبل
|
مشكور أخى سمير على المقالات الجميلة ولكن:
غنت أم كلثوم قصيدة الاطلال لأول مرة فى دار سينما قصر النيل وليست حديقة الازبكية حيث غنت فى الوصلة الاولى أمل حياتى وفى الوصلة الثانية الاطلال لأول مرة وفى الوصلة الثالثة بعيد عنك وكان ذلك الحفل بتاريخ 7 أبريل 1966.
|

23/01/2011, 23h43
|
ضيف سماعي
رقم العضوية:241039
|
|
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 2
|
|
|
رد: تحليل الأطلال
ألف شكر على هذا التحلبل ياأستاذ بلان
تحليل رائع وجميل لرائعة الاطلال
أتمنى منك ياأستاذ تحليل رائعة أم كلثوم رباعيات الخيام
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML معطلة
|
|
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 07h27.
|
|