من عجائب صوت قنديل تلك المرونة التي ينتقل بها بين الحالات ، يطرب في وقت الطرب ، و يؤدي ببساطة في غير وقت الطرب !.. و لا يحمّل الحالة أكثر مما ينبغي ..
و لذلك لا عجب في أنه أكثر المطربين مشاركةً في الصور الغنائية ، التي تعني بالمقام الأول بالأداء التعبيري
و يتضح ذلك في الأوبريت بوضوح ، فتجد صوته باسماً فرحةً بالحصاد في مقطع " طاب و استوى الرمان " و شجياً رقراقاً في " حياتي غنوة " و خاشعاً في " يا صاحب الملك " .. و فرحاً مستبشراً حينما يجد ( رمانة ) مع والده في جملة " رمانة .. رمانة و ابويا وياها .. دي الدنيا فرحانة " .. و غاضباً منذراً في جملة " على روحك إنت الجاني .. ليه تسرق من بستاني " عند مواجهته للص !..
فهو يمثّل بصوته و يعبّر به عما يشاء .
و نقطة في غاية الأهمية أود الإشارة أليها .. أن قنديل بقدر ما وهبه الله في صوته من عجائب ، كان يتمتع بتواضع جم يظهر جلياً في فنه بخلاف حياته الشخصية.
في نهاية الأوبريت يظهر صوته خافتاً بجانب سعاد مكاوي و هما يرددان أغنية " طاب و استوى الرمان " في نهاية الأوبريت .. فظهر و كأنه يفسح لها الطريق .. و يتضح ذلك أكثر بمقارنة طريقته في أداء نفس الأغنية في مطلع الأوبريت وحده ! رحمك الله يا قنديل
سعاد مكاوي .. لا أعرف ماذا أقول عنها سوى أنها كانت في أفضل حالاتها الفنية ، في الأوبريت قدمت أغنية رائعة " صبح الصباح " و التي تبثها الإذاعة أحياناً في الفترات الصباحية .. بالمناسبة أعشق لها أغنية " عجبي على الحساد " من تأليف عبد الفتاح مصطفى و ألحان عبد الرؤوف عيسى
سعاد مكاوي كـ ( حورية حسن ) و أيضاً ( نجاح سلام ) لغنائهن جمال خاص .. يخرج من أصواتهن الغناء الجميل السهل، الذي يصافح الأذن بلا ضجيج ، و بألفة تجعله يتسلل إلى القلب و الروح!.
الثلاثي المرح .. صنعواً جواً من المرح و البهجة داخل العمل.. في الأوبريت يظهرن كفراشات تنتقل بين زهرة و أخرى مثل.. " يلا بينا يلا بينا قبل بابا ما ينادينا "
صلاح عبد الحميد .. الذي يقوم بدور أبو أمين .. حواراته مع ابنه في غاية الروعة و خصوصاً عندما يسأله عن (رمانة) !
- أكبر ما فيهم ؟ رمانة
- و الحلوة فيهم ؟ رمانة
- و القلب يعشق ؟ رمانة
عبد الحليم فاروز .. اللص .. يغني نفس المطقع مرتين " يا جمال الرمان يا جماله .. أنا هاسرق إيه يعني و ماله ..... "
لتكرار السرقة أكثر من مرة ، و تلك الجملة يظل يرددها مع تصاعد الإيقاع في السرعة ، لسرعته في السرقة .. مثل أي لص ( يسرق و يجري )
و الأوبريت به تكرار لنفس الأغنيات في مواضع محددة
مثل مطلع " رب الوجود وموجود " .. الذي تكرره " رمانة " و هي في طريقها لأمين .. و كأنها تتذكر لحظاتها الجميلة التي جمعتها به في لقائهما الأول و غنائهما لتلك الأغنية
و كذلك أغنية " طاب و استوى الرمان " التي أعيدت في النهاية بإيقاع أسرع قليلاً تعبيراً عن فرحتهما بالزواج .
تلك هي انطباعاتي عن الأوبريت و عن عناصره قدر ما استطعت .. أتمنى أن تسعدوا بالاستماع إليه
و شكراً