كلمات : مرسى جميل عزيز
ألحان : محمد الموجى
غناء : عبد الحليم حافظ
توزيع : على إسماعيل
لن أتحدث عن ذكرياتى مع الفوازير .. فلابد أن أكون محايداً قدر الإمكان .. وأتحدث عن الموسيقى فقط .
العمل غربى بكل المقاييس الفنية .. ولكنه شرقى الطابع
لا وجود لأى مقامات شرقية ذات الثلاثة أرباع التون .. لا وجود لإيقاعات شرقية
إيقاع الفوكس تروت هو المسيطر على العمل .. وكذلك مقام العجم ( الدو ميجور )
إذا كانت الكلمات ذات فكرة جديدة على الأغنية الوطنية .. فإن اللحن أيضاً يحتوى على الجديد
إختار عمنا الموجى مقام العجم ليبدأ به لحنه .. لماذا ؟؟
لأنه ناوى على خطة لحنية معينة .. ومقام العجم يتيح له تنفيذ هذه الخطة دون عناء
وتعالوا بنا نتوسع قليلاً فى الشرح ..
نحن الموسيقيين نعرف أن الإنتقالات المقامية الكلاسيكية لابد أن تبدأ غالباً من الجنس الفرعى للمقام
والجنس الفرعى لمعظم المقامات يبدأ من الدرجة الخامسة للمقام
هذا الأمر يسرى على كثير من المقامات .. إلا مقام العجم
صحيح أن العجم ينقسم أيضاُ لجنسين .. وتنطبق عليه نفس القاعدة ..
ولكنه فى نفس الوقت مبحبحها حبتين .. لأنه يتيح لنا الإنتقال من الدرجة الثالثة أيضاً بجانب الدرجة الخامسة المعتادة .
وعمنا الموجى وضع فى خطته .. أن يستخدم المقام الواحد من أكثر من مكان .. أو طبقة صوتية
يعنى يستعمل الكرد من ( المى ) ويستعمله مرة أخرى من ( الصول ) ..
ماعلينا .. خلينا فى البسيط كما عودناكم ..
تبدأ الأغنية من العجم ومع إيقاع الفوكس ..
ويلجأ أستاذنا على إسماعيل لإستخدام طريقة ( البستكاتو ) فى المقدمة .. والبستكاتو هى العزف بالأصابع على الألآت الوترية
ويتضح من البداية سيطرة الألآت الخشبية على التوزيع ( الفلوت والبيكالو ) وهى التى تصدر أصوات الصفافير
وبعكس معظم الأغانى .. لايبدأ المطرب بالغناء .. ولكن يبدأ الكورال .. بل يؤدى المذهب بكامله دون تدخل من المطرب
مش باقول لكم فيه جديد فى هذا العمل ..
يبدأ عبد الحليم من أول كوبليه ( جدى نشاها بإيده بناها ) من العجم أيضاً ..
ولأن العجم مقام رحيب ومتسع كما إتفقنا .. فإنه يستخدم بعض الدرجات الصوتية خارج حيز المقام ..
وهو مانسميه ( عُربة ) أو زخرفة لحنية ..
الكوبليه الثانى ( الكل بيجرى ويتشمر ) من مقام النهاوند .. ومن درجة مخالفة لدرجة العجم ..
وهذه الإنتقالة المقامية هى أول إنتقالة غير تقليدية .. ويعود للعجم مرة أخرى عند ( وده طبعاً باين طوالى )
والجميل أن العودة تتم بكل بساطة وسهولة .. معانا العجم .. ومعنا الأهم ( محمد الموجى ) ..
الكوبليه الثالث ( فى عز عز الحياة .. شباب وباع الحياة ) .. من مقام الحجاز كار .. ومن نفس درجة العجم .. حلو
وليس هناك جديد فى هذا الكوبليه .. إلا إرتكازه فى النهاية على نفس الدرجة التى ينتهى عندها كل كوبليه ..
الكوبليه الرابع والأخير ( بعد سنين وسنين .. وإحنا على الظالمين صابرين ) من مقام النهاوند
ولكنه يلجأ للعجم مع النهاوند فى ضفيرة لحنية جميلة ..
وتنتهى الأغنية كما بدأت وبنفس كلمات المذهب وينهيها الكورال كما بدأها ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع .