.
مقال عن أحمد منتصر البرمكي فى جريدة المصري اليوم
فلما بلغ «عم أحمد البرمكي» عامه الثالث بعد المائة.. افتكر قعدات الكيف ونسي أسامي عياله
كتب :فتحية الدخاخني - غادة عبدالحافظ
عمره الذي جاوز المائة لم يمنعه من ممارسة الشيء الوحيد الذي أحبه وتعلمه.. فمظهره علي المسرح مع فرقته «المطرية التلقائية للسمسمية» في الدقهلية لا يوحي بسنه الحقيقية .
البداية كما يرويها عم أحمد: كنا زمان نقوم الصبح بدري نصطاد، دلوقتي البحيرة مافيهاش خير، والصيد فيها بقي للبلطجي اللي بيشيل سلاح، عشان كده بطلت اصطاد من ٢٠ سنة.
ورغم تأكيد عم أحمد أن سنه لا تتجاوز ٨٥ عامًا، فإن أعضاء فرقته يؤكدون العكس: ده معدي المائة، وعمره بالضبط ١٠٣ سنوات، خاصة أن أهالي القرية اعتادوا عدم تسجيل المواليد وكانوا يسجلون المولود بعد ولادته بعشرين عامًا، حسب تأكيد «النبوي سرحان» أحد أعضاء الفرقة.
ورغم سنه فإن ذاكرته مازالت تحتفظ بشبابها في حكاوي الصبا، حيث يتذكر أفراح أهالي قريته وغناءه ورقصه في الأمسيات التي يقيمونها، ..
التناقض الحقيقي في شخصية عم أحمد هو أنه يتذكر أسماء أبنائه الثمانية بالكاد، ولا تسعفه ذاكرته في حصر عدد أحفاده أو أسمائهم، وعندما تسأله عن زوجته يسارع بالرد: الحمد لله ماتت، ومافكرتش أتجوز بعدها، هو اللي يعملها مرة يتنيها.. الجواز ده متعب.
طموح عم أحمد في الحياة لا يتجاوز أداء فريضة الحج، فقد زهد في كل شيء، لكنه يصر علي الغناء رغم قلة أجره: هنعمل إيه بالفلوس، خليها بظروفها، محدش واخد منها حاجة.
__________________
ترخي دلالك علينا ليه من بعد ماتبنا
تردنا للمعاصي من بعد ما شبنا
وحياة من له مساجد للصلاة تبني
تبنا عن جميع المعاصي إلا عن حبك لم تبنا