عُيـونُ الـمَهـَا
*****
عيونُ المَهَا.. ألقتْ عليَّ سلامَهَـا
فهيَّجَتِ الأشـواقَ والقلـبُ رامَهـا
وأخبَرَني الفنجانُ.. طعمَ شِفَاهِهـا
فهاجَ عبيرُ الفُلِ يَـروي ابتسامَهـا
وقد هَمَستْ للوَردِ فجـراً و للنـدَى
وجَاء َرسولُ الشِّعرِ يتلـو غَرامَهـا
تُنادي بلا صوتٍ وفي العَينِ عَبْـرَةٌ
وقد سَمِعَ القلبُ الحنـونُ كلامَهـا
أنا الظامِئُ المشتاقُ وَصلاً لقُربِهـا
سأروي مِن الشَّوقِ البعيدِ صيامَهـا
فسِري بعينيهَـا وأسـرارُ عينِهـا
بقلبي الذي غنَّى ويَهوى انسجَامَهَا
تَبُوحُ بحرفٍ والسُطورُ مَهـا بِهـا
سَماءٌ مِن الأشواقِ ما طُلْتُ هامَهـا
وأعبرُ ما بين الخـدودِ وقـد بـدا
عبيرٌ مِن الجوريِ يمشـي أمامَهَـا
هو الكُحلُ في العينين أشتاقُ لَيلَـهُ
وأشتاقُ صُبحـاً أن أُقَبِّـلَ شامَهـا
أرتِلُ في سِحرِ العيـونِ قصائـدي
وقد بلَغَتْ مِني المَهـاةُ.. مَرامَهـا
أقول لها بُوحي وفي البَوْحِ رَاحَـةٌ
وأرشَفُ مِن خَمْرِ الشِفـاهِ مُدَامَهـا
تَقولُ حبيبَ الروحِ والروحُ عندهـا
تُرَدِّدُ مِن شوقِ المُحِبِ لهَا .. مَهـا
مَها مِن جنانِ الخُلدِ والحُورُ مِن مَها
لها نَسَبٌ...يُعلي الجمـالُ مقامَهـا
أبوهَا مِن النَبْعِ الأصيلِ وقد نَـوَى
فَصلَّىَ استخَارَ اللهَ.. فاختارَ أُمَّهَـا
تَمَهْمَهتُ في العينين في كلِ غُـدْوَةٍ
وغنَّيتُ لحنَ الشَّوقِ أرجو اهتمامَها
إذا أقبَلَتْ صُبْحَـاً فللعطـرِ غَـزْوَةٌ
وإن حَلُمَتْ بالليـلِ.. زُرْتُ مَنامَهـا
أُداعِبُ عصفوراً : من البردِ ضَمَّني
أُوشوِشُ مِن وَقْدِ الغـرَامِ يَمَامَهـا
عُيونُ المَها سِحرٌ وشِّعـرٌ و رِقَّـةٌ
وكلُ صفاتِ الحُسنِ كانتْ خِتامَهـا
تَبارَكَ صُنعُ اللهِ في وَجهِ مَـن لهَـا
عبيرٌ ..إذا حَـفَّ النسيـمُ قَوامَهـا
فليتَ المَهَا كانَتْ..وكنتُ لها المَهَـا
وليتَ المَها تُهـدي إلـيَّ وسَامَهـا
أنا الشَاعرُ المفتونُ عِشقَاً وقِصَّتـي
عُيونُ المَهَا.. ألقتْ عليَّ سلامَهَـا
ثــــــروت ســلــيــم