مداخلة في الأفيش السينمائي
إلى الأخ يوسف وليد
يعتبر الأفيش السينمائي إحدى حرف السينما اللاحقة لصناعة الفيلم السينمائي ، وتكمن أهميته في أنه الصلة الأولى بين الفيلم والمشاهد والمرء وإن لم يكن من متابعي السينما فإنه يلاحظ الأفيش ، وكم من مرة شاهدنا فيلما لمجرد أن أفيشه جدبنا ، وأنا شخصيا حين أسافر خارج بلدي وأريد أن أقتني أقراص الدي في دي يلعب الأفيش دورا بارزا في إختياري حين لا أعرف بيانات عن الفيلم . وفي الولايات المتحدة يأخذ تصميم الأفيش وتنفيذه ميزانية خيالية لأنه البوابة التي نقدم عبرها الفيلم ، في مصر رائدة السينما عربيا كان الأفيش حرفة سينمائية إختص بها الأوروبيون أوّل الأمر ثم إنتقلت إلى الأرمن وبعدها دخل المصريون من الرسامين والمصممين ، وأشهر رسامي ومصممي الأفيشات في تاريخ السينما المصرية المصريين مصطفى حسين وحسن مظهر واليونانيين فاسيليو وديمتري. وقد يظن البعض أن الفيلم يصنع له أفيش واحد هو الأصلي إلا أن ذلك غير صحيح ، فمثلا أعطي المثال بأفلام الموسيقار فريد الأطرش التي أعرفها جيدا فهذه الأفلام كان يصنع لها الأفيش المصري الموجه لدور العرض في مصر ويصنع أفيش مختلف لنسخ الفيلم التي تعرض في أوربا خصوصا في فرنسا ، والمفاجأة أن الفيلم حين يعرض في سوريا ولبنان يقوم الموزع المحلي الذي يسوق الفيلم بعمل أفيش خاص ووجدنا أفيشات لأفلام فريد الأطرش في سوريا مختلفة عن أفيشات مصر ، ومرة حكى لي رسام وخطاط هاوي في المغرب أنه صنع أفيشا خاصا لفيلم أبي فوق الشجرة لإحدى دور العرض بالدار البيضاء عام 1970 ، إذا يصعب الجزم بالأفيش الأصلي و الأفيش الثاني والثالث والعاشر إلا في الولايات المتحدة حيث كان هنالك تقليد يتمثل في أن الممثلين والمخرج كانوا يوقعون على الأفيش بمناسبة العرض الأول للفيلم فيمكن إعتباره الأفيش الأصلي ، وللإشارة هذه الأفيشات موجودة وتباع اليوم بالآف الدولارات ...