فقد فهمنا المعنى العام للاغنية لكن متعجب والله من تلك الاغنية الصريحة جداً والجريئة الى حد بعيد فكيف قيلت فى ذلك الزمن .... وكيف كان المجتمع وقتها ... ليسمح بذلك ففيها كلمات تستحى اى امرأة قولها .... وخاصة لأبيها ... بل تهدده بأنها ستهرب من المنزل ( تطفش ) فلا دين ولا تربية تسمح بها اطلاقاً ..... فكيف لكلمات مثل:
يخزقوا ثيابى من على صدرى
والعين تتنقل من شاب الى شاب
وكل الشباب اللى كانوا عشقونى
واهجر انا داره
كان عندى معلومات ليست مؤكدة ... ان الاسلام لم يدخل الى بعض المناطق فى الجزيرة العربية إلا متأخراً جداً جداً ومازلت بعض الاماكن فى جنوب الجزيرة العربية وشرق اليمن ...حديثة العهد بالاسلام ومازلت التقاليد والعادات الجاهلية موجوده فيها ولو بشكل ما .... فلربما من نظم اونظمت هذه الاغنية من هؤلاء ... فلا نشعر بأى وازع دينى يحجم تلك الرغبات البشرية الحميمة إن لم اقل الجنسية الظاهرة بوضوح فى الاغنية ...
أنها تشبه اغانى ( العيطات ) للشيخات فى المغرب العربى فعلا اغنية تستحق الكثير من التأمل والدراسة ... ولماذا غنتها فايزه احمد ... هذا يحتاج الى فهم ايضاً
والله يا أستاذ حسن كنت سأتعجب مثلك إذا كانت معاني الكلمات كما ذكرت ولكن من سياق الأغنية أعتقد المعنى مختلف اذا فهمنا معنى كلمة يسوجني وسأبحث عنها ان شاء المولى جل في علاه. لكن أرى أنها تشتكي من تعطيل أبوها الذي كان يصد الخطاب وتأخر سن الزواج وكل الناس تسوجها ولايدرون كم شق صدرها من الألم حتى شق ثيابها كلما تنقلت عينيها من شاب إلى شاب وهى تتحسر على شبابها وايامها التي انقضت وتخاف على الباقي منها وخاصة اذا علمنا أن البنت كانت تتزوج في سن صغير جدا في هذه المناطق فاذا وصلت لسن العشرين دون زواج تعتبر عانس وهي تشبيه من شدة الحسرة التى شقت صدرها وزادت فشقت الثياب لأن كلمة قد في اللغة هي الشق والقطع ، حتى الشباب اللى كانوا شافوها ورغبوا فيها الآن تنكروا منها وجفلوا منها وهي ترفض أن يتزوجها اي رجل لكي تحتمي بحصونه لكنها تريد المليح والموت حلال دونه المهم أنه يريدها ويريد أن يصونها وتصونه وهي مستعدة بعد فاض بها أن تهجر بيت أبيها وتذهب إليه وتقفل الباب.
فالأغنية عبارة عن شكوى فيها معالجة لتحكم الآباء في ذلك الوقت في الزواج لكثير من الدواعي الاجتماعية المختلفة فيتأخر سن الزواج حتى يفوتها قطار الزواج ثم تعاير بالعنوسة .
هكذا أرى أن المعاني تستقيم مع السياق العام وتقبل مني خالص التقدير