الممـــاليــــــــك سنة 1948 - مقام حجاز كار كرد بالاشتراك مع الكورال وقد اتقن عبد الوهاب هندسة مقطوعته التى تصف مذبحة محمد على التى دبرها للمماليك فى القلعه ، حين استضاف قادة المماليك ووجوهم وضباطهم وأعوانهم الي وليمة عشاء ملكي في قلعة القاهرة ، فأغلق عليهم أبواب القلعة وأمر جنوده بالخروج اليهم وقتلهم جميعاً ذبحاً مثل الخراف أو قتلاً بالرصاص أو طعناً بالحراب حتي قضي علي آخرهم، وبذلك تخلصمن نفوذ المماليك وسلطتهم عام 1811 وصفت له مقاليد الحكم ولأولاده وأحفاده . وقد جاء بـ (كورس) أختاره بعناية ، ليبعث اصواتاً حزينة وفق (هارموني كورالي) .. وجعلنا نسمع (أنين) المماليك وتوجعهم وهم يذبحون ويصرخون .. (آه) ممدودة وفق سلم موسيقي تنازلي .. تتلاشي الأصوات وتصمت أخيراً دلالة الموت . وقد أعاد توزيع موسيقي المماليك عام 1976 وسجلها علي اسطوانة كموسيقي حديثة . أعجبنى جداً هذا التحليل السابق لموسيقى المماليك و أثلج صدرى لأنى ممن يحترمون دولة المماليك العظيمة و التى قامت ببناء و حماية الأمة لقرون طويلة ثم ضعفت و إنهارت شأنها كشأن أى دولة تبدأ قوية و تزدهر ثم تضعف و تنهار و للأسف لقد تعلمنا خطأ فى المدارس أو قل علمونا خطأ بالمدارس تاريخنا الزاهر و كذلك بالفلكلور الشعبى و الدراما . فمن المماليك العظام سيف الدين قطز و ركن الدين بيبرس و المنصور قلاوون الظاهر برقوق و غيرهم و أيضاً لهم ما لهم و عليهم ما عليهم .
أما بخصوص المقطوعة الموسيقية الجميلة المُسماة بـ المماليك للأستاذ عبدالوهاب فإن هذا التحليل الذى أعجبنى بحق و الله يشهد فإنه غير صحيح فإنه كما ذكرتم أنها من أعمال عام 1948 كما ذكرتم فهذا التاريخ أيام حكم الملك فاروق حفيد محمد على باشا . و لذا فإن عبدالوهاب رحمه الله لم يكن يتجرأ أبداً و يؤلف مقطوعة موسيقية فيها {حسب تحليلكم} إدانة لمحمد على باشا و تعاطفاً مع المماليك . و فى الحقيقة أننى سمعت منذ سنوات بالإذاعة المصرية الموسيقار سليم سحاب يتحدث عن تلك الرائعة {المماليك} و ذكر تحليلاً لها أذكر بعضه حيث قال ما معناه إن الموسيقى الموزونة بالإيقاع تعبر عن سير الموكب المصرى الذى يقطعه آهات من المجموعة تعبر عن أنين الشعب المصرى من الظلم و الطغيان ثم يقطعه صوت صولو الكمان الذى يعبر عن لهو المماليك و عدم إكتراثهم بأنين الشعب و مظالمه ثم يتجدد الأنين و تنتهى الموسيقى كما بدأت بأن موكب الشعب يسير فى إنتظام {هذا هو المعنى الذى نقلته لكم من كلام الموسيقار سليم سحاب و الذى فهمته و نقلته بعباراتى و التى تخلوا من المصطلحات العلمية التى هو يعرفها و لا أعرفها} كذلك فإن تحليل سليم سحاب لهذه الرائعة هو المنطقى حيث كما ذكرنا أنها من أعمال 1948 و عبدالوهاب شأنه كشأن كثير من المصريين تعلموا التاريخ خطأ من الدراما أو من الموروث الشعبى و لذا فإن إنطباع عبدالوهاب تجاه المماليك أكيد لم يكن منحازاً بل مُدِيناً .