أراك عصى الدمع بثلاث الحان وثلاث مطربين

[هيثم أبوزيد]

بل الشكر لك أستاذ حسن

لا أمل أبدا من سماع لحن الحامولي، لدرجة أنني تقريبا لا أفوت يوما دون أن أسمع هذا اللحن بصوت أحد العمالقة الذين أدوه، بينما أسمع النسخة السنباطية مرة في العام، لا سيما أن فيها والعياذ بالله بيانو

الكلام يطول جدا حول أداء العمالقة لهذه القصيدة بلحن الحامولي، لكني أسجل ملاحظات سريعة:

كم مرة سمعت وسمعتم معي بعض (الكبار) يتحدث عن عبقرية أم كلثوم وإحساسها بالكلمة، ممثلا لذلك بتغييرها لجملة (بلى أنا مشتاق) إلى نعم أنا مشتاق، وها أنتم ترون أن هذا التغيير لا يخص أم كلثوم، وأنه موجود ربما من قبل أن تولد، لكن من يرددون هذا الكلام مع الأسف توقفت ذاكرتهم عند حقبة الستينات، بل أصبحت حقبة السبعينات والثمانينات بالنسبة لهم تعتبر من التراث القديم.

ما يميز الأداء في كل هذه النسخ، هو حجم الحرية الكبير في أداء اللحن، وهذه سمة عصر النهضة، الأداء الذي تلفه مسحة ارتجالية واسعة، وأريد ان ننتبه إلى ملحوظة الأستاذ صلاح علام عن قصر مدة الاسطوانة، لأن هذا الأمر يمثل قيدا كبيرا على المطرب، وربما قرأتم وصف الحفل الذي أحياه الحامولي بهذه القصيدة بحضور أمير الشعراء أحمد شوقي وصديقه الشاعر الكبير خليل مطران، والذي بهر فيه الحامولي مستمعيه بأدائه، إلى درجة أنهم خروا ساجدين من هيبة أدائه لجملة معاذ الله.

ولا يفوتنا أنهم كانوا يؤدون هذه القصيدة كثيرا حتى في الأفراح، وبلا شك أن التكرار يجعل المطرب يركز على التطريب، ويحرص على الإضافة والتجديد.

أعجبني جدا أداء زكي مراد لكلمة (نعم) ، كما كان لافتا أداءه المدود لكلمة قتييييييييلك قالت.

ولا يفوتنا تلاعب عبد الحي حلمي، ووقفاته على الحروف الساكنة كما فعل في ضاد أضواني، وهو ما فعله صالح أيضا حيث سكت سكتة لطيفة جميلة على صاد الصبر في البيت الأول.

أداء أم كلثوم هنا قطعة من الجمال والسحر الحلال، لكني أتوقف فقط أمام تصرف لم نره في هذه القصيدة إلا منها، فقد قامت بتحويلة إلى مقام الصبا في غاية الجمال والرقة ، وتحديدا عند عبارة (من خلائقه الكبر) لتصور الكبرياء المنكسرة، والدمع الذي كان عزيزا.

وأخيرا، لا ننسى أننا نستمع إلى لحن توفي صاحبه في 12 مايو 1901 .

وشكرا مرة أخرى للأستاذ حسن.
تقديري

[الألآتى]

الشكر كل الشكر لكل من أدلى بدلوه فى موضوعنا اليوم .. فقد أناروا لى بعض جنبات هذا اللحن ( الحامولى )

والشكر بالطبع لصاحب العزومة عمنا أبو على كشك .. وهى بحق عزومة دسمة .. بل وليمة .. سنحتاج وقتاً كبيراً كى نهضمها .

ولنبدأ ..

أولاً : لايجب أن نقارن بين لحن الحامولى ولحن السنباطى .. فالزمن غير الزمن .. والناس غير الناس ..

ولو كان السنباطى موجوداً أيام الحامولى .. لكنا سمعنا لحناً شبيهاً بلحن الحامولى .. أو بنفس الأسلوب والطريقة ..

طريقة أداء الأدوار .. والتحميلة والبطانة .

والعكس صحيح .. لو كان الحامولى متواجداً فى زمن السنباطى .. بما يحويه من تطورات فى الألآت الموسيقية وحجم الفرقة .. لكنا سمعنا لحناً عصرياً .. الفارق فى الزمن بين اللحنين .

بالطبع سنتحدث عن لحن الحامولى ولحن السنباطى .. ونجنب لحن الشيخ زكريا .. حتى يظهر ويبان وعليه الأمان .

لحن الحامولى : اللحن بياتى .. مافيش مشكلة .. ويتخلله مقامات ( الشورى والعجم )

ولكن ماذا فعل إخوانا وأساتذتنا اللذين تصدوا لأداء اللحن ..

سنجد أن كل منهم أدى بطريقة مختلفة .. وأضاف من التصرفات والحليات كيفما شاء ..

وأحب أن أضيف جزئية هامة .. وهى أنه لم يحفظ أى من المؤدين اللحن على يد ملحنه ..

لذا نجد أن كل واحد أدى حسب ماحفظه أو ماوصل إليه من اللحن ..

سنجد تبايناً كبيراً وإختلافات جوهرية .. لدرجة إضافة مقامات لم تكن موجودة فى اللحن الأصلى .. كما فعل عمنا الشيخ أمين حسانين .. حين أضاف مقام الراست كمقام أساسى .. وهو مالم يفعله الأخرون ..

اللحن بياتى .. مطعم بالشورى ( القار جغار ) .. وينتقل للعجم .. ثم يعود للبياتى عند النهاية لينهى القصيدة ..

وإليكم مافعله كل منهم ..


بسم الله الرحمن الرحيم

زكى مراد : بدأ اللحن بمقام البياتى ..

يتخلل البياتى .. مقام الشورى .. وينتقل للعجم عند ( إذا الليل أضوانى )

ويعود للبياتى عن طريق الشورى .. عند ( ودرت على حُسن الغرام وحسنها )

عبد الحى حلمى : زود فى الشورى شوية .. بيروح للعجم من بدرى شوية

وبيرجع للبياتى بدون المرور على الشورى

صالح عبد الحى : تخت كبير شوية ومعاه وتريات .. مقدمة موسيقية ( تحميلة )

تسجيل حديث نوعاً ما .. بيرجع بدرى جداً للبياتى عند ( إذا هى أذكتها الصابة والفكر )

خرج عن الطبقة تماماً .. وغنى البياتى من درجة أعلى

الشيخ أمين حسانين : راح للراست عند ( ولكن مثلى لايذاع له سر )

يعود للبياتى عن طريق الشورى عند ( إذا هى أذكتها الصبابة والفكر )

بيروح للعجم عند ( معللتى بالوصل والموت دونه ) وبيرجع للراست تانى ..

بيلعب بين الراست والعجم قبل أن يعود للبياتى فى النهاية

الشيخ محمد سليم : بياتى وشورى كالعادة .. بيروح للعجم فى نفس المكان ( إذا الليل أضوانى )

بيسيب الفرصة للموسيقى شوية .. بيغنى ( معللتى بالوصل والموت دونه ) من البياتى عكس الشيخ أمين حسانين








يتبع ..

[الألآتى]

بالنسبة للحن السنباطى .. أعتقد أن التحليل موجود فى المنتدى

ولكنى سأنقله لكم هنا حتى يتواصل الحديث ..


بسم الله نبدأ فى تحليل قصيدة ( أراك عصى الدمع )

شعر : أبى فراس الحمدانى

ألحان : رياض السنباطى

غناء : أم كلثوم

بداية لابد من بعض المعلومات التى ربما يعرفها الكثيرون ..

هذا هو اللحن الثالث لنفس القصيدة .. فلقد لحنها عبده الحامولى ,, وبعده الشيخ زكريا أحمد .. ثم رياض السنباطى

وأشهرهم بالطبع لحن رياض السنباطى ..ربما لأنها هى الأحدث .. وتسجيلاتها متوفرة فى كل مكان ..

نأتى الأن للقصيدة .. بالتأكيد هناك من هم أجدر وأكفأ منى فى شرح معانى القصيدة ..

عارفين عمنا وعم الحبّيبه ( قيس بن الملوح ) بتاع قيس وليلى .. الراجل الصايع الضايع .. إللى مافيش وراه حاجه ..

إلا إنه يقعد يحب فى ليلى العامرية عمال على بطال .. وفى الأخر إديته بمبه وإتجوزت الأخ ورد ..

أهو صاحبنا بتاع أبى فراس الحمدانى .. خاب نفس الخيبه .. رايح يحب لى واحده مُلعب ..

واحده كل شباب الحته بيجروا وراها .. والأكاده إن صاحبنا معتز بكرامته جداً وشايف نفسه تقيل ودمعته عزيزة ..

لكن يظهر إن حبه لهذه الفتاة المتمرسه بهدله وجاب مناخيره الأرض ..

لأ .. وإللى يغيظ أكتر .. الهانم بتسأله إنت مين يافتى .. يقولها أنا إللى ميت صبابة ..

ترد عليه .. أى واحد فيهم .. دول زى العدد فى الليمون ( فهم كُثر ) .. والمصيبه إنها عارفاه كويس ( وهى عليمة ) ..

لأنه زى عمنا قيس .. فاضح الدنيا ودموعه مغرقة الحى والأحياء إللى جنبهم .. وعامله برك ومستنقعات .

سيبكم من الكلام الهجص ده .. ويبقى واحد من إخواننا بتوع الشعر واللغة يشرح لنا المعانى بتفاصيل أكثر إحتراماً ..

نأتى الأن للحن .. وياله من لحن .. عمنا السنباطى بقى ..

راح جاب بيانو وحطه على المسرح .. ولعلها تكون أول وأخر مرة نشاهد بيانو مع فرقة أم كلثوم .

اللحن من مقام الكرد .. ياسلاااااام .. لما الكرد يبقى كده .. بالجمال ده .. أمال الأغانى المهببة بتاعة اليومين دول إللى معظمها كرد .. مش حلوة ليه ؟

تبدأ المقدمة الموسيقية بصولو ( عزف منفرد ) من البيانو .. فى جملة بديعة من جمل السنباطى المتفردة .. وترد عليه الوتريات بكاملها .. بنفس الجملة الموسيقية ..

حاتلاحظوا إن مافيش إيقاع معانا .. طبعاً .. ماهو السنباطى .. ملك الأدليب .. أو الموسيقى بدون إيقاع ( فالت )

شوفوا بقى وجع القلب .. لما الفرقة تعزف كل المقدمة وكثير من دواخل العمل .. دون إيقاع يضبط الواحدة ..

هذا العبء يقع بالطبع على القائد أو المايسترو .. لأن الفرقة فى هذه الحالة تعزف بناءً على إشاراته ..

طبعاً البيانو مش ساكت أثناء عزف الفرقة .. شغال الله ينور ..

تغنى أم كلثوم ( أراك عصى الدمع ) من الكرد .. وتظل معه حتى ( نعم أنا مشتاق وعندى لوعة ) فنجد تحاور بين الكرد والراست ..

ونفس اللازمة الموسيقية .. وتغنى أم كلثوم نفس المقطع ولكن بلحن مختلف .. من الكرد أيضاً .. ولكن بجملة لحنية مختلفة ..

سنلاحظ أنه ليس هناك رد موسيقى من الفرقة مثل الأخر .. كل الردود مختلفة .. مش ممكن نزهق ..

والجميل فى الموضوع .. إن كل الفرقة حافظة اللحن والردود كويس جداً .. ليس أمامهم نوتة .. بيعملوا عشرتاشر بروفة..

لازمة موسيقية جديدة من مقام الراست .. المقام الشرقى الأصيل .. إسمعوا معى هذه اللازمة .. لقد سمعناها من قبل .. أين ياترى ؟

نعم .. فى أغنية ( عرفت الهوى ) من أغانى رابعة العدوية .. نفس الجملة تقريباً .. ولما لا .. أليس هو نفسه السنباطى .. هو حر .. شغله وهو حر فيه . يقتبسه .. ماحدش حايرفع عليه قضية ..

تغنى أم كلثوم ( إذا الليل أضوانى .. بسطت يد الهوى ) وتظل مع الراست لنهاية الكوبليه أو المقطع ..

ولازمة جديدة من مقام العجم .. يعنى الراجل جاب من الشرق للغرب .. الراست أبو المقامات الشرقية .. والعجم ( المرادف للميجور الغربى ) السلم الكبير فى الموسيقى الغربية .. ولا نجد أى تعارض أو نشاز .. أو حتى غرابة فى الإنتقال ..

تغنى أم كلثوم ( معللتى فى الوصل والموت دونه ) .. من العجم .. ولا يفوت السنباطى أن يلمس بعض حروف الزخرفة والحليات أثناء سير اللحن .. مثل حساس المقام .. وحساس المقام هو النصف تون الواقع بين جنسى المقام .. حاجة كده عامله زى الوصلة إللى موجودة بين قضبان السكة الحديد .. المهم ..

نفس اللازمة الموسيقية من العجم .. وتغنى الست ( وفيت وفى بعض الوفاء مذلة ) ولكن بلحن مختلف طبعاً .. إنتوا عاوزين السنباطى يلحن شطرتين بنفس اللحن .. ليه يعنى .. ماعندوش جمل لحنية تملا قفف ومقاطف .

يتوقف الإيقاع .. وتمهد الفرقة بجملة قصيرة جداً ( مازورة واحدة ) من مقام الحجاز كار ..

لتغنى أم كلثوم ( تساءلنى من أنت وهى عليمة ) ..

نسمع جملة موسيقية شبيهة بجملة المقدمة .. ولكن من مقام النهاوند ..

ونسمع البيانو فى نهاية هذه الجملة يسلم للغناء .. ثم نسمع بعده الكونترباص يسلم بنفس التسليمة .. فكر وخطة وتوزيع موسيقى ..

وتغنى الست ( وقلت كما شاءت وشاء لها الهوى ) .. من النهاوند ..

ونسمع نفس الجملة الموسيقية لتغنى الست ( وقلبت أمرى لا أرانى راحة ) من النهاوند أيضاً ولكن بلحن مختلف كالعادة .

ولكنه ينهى الشطرة بمقام الراست عند ( إذا الليل أنسانى ألح بيا الهجر ) ..

وهنا نلاحظ خطة لحنية جميلة جداً .. أم كلثوم أنهت الشطرة على مقام الراست .. لماذا ..

لأن السنباطى يريد أن تكون الجملة الموسيقية التالية من الراست .. يعنى زى ماتقول ( سلم وإستلم )

والغريب أن الجملة الموسيقية لم تنتهى عند درجة ركوز المقام ( الدو ) ولكنها إنتهت عند قرار الدرجة الخامسة للمقام .. لييييه .

لأن السنباطى يريد أيضاً أن يعود بنا لمقام الكرد .. والكرد فى حالتنا يكون على الدرجة الخامسه للراست .. شغلانة موسيقيين طبعاً ..

الراجل مش عايز يفاجئنا أو يصدمنا .. بيمهد لكل جملة .. غنائية أو موسيقية .. بيجهزنا للسمع ..

المهم .. تغنى أم كلثوم ( وقالت لقد أجرى بك الدهر بعدنا ) من الكرد تمهيداً للعودة لجملة المذهب ( أراك عصى الدمع )

وكأنه فتح قوساً وأغلقه من جديد ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع .

[سيادة الرئيس]

هذا من موضوع : نفحات من (( سـت الـدنيـا )) هنا

و في سياق الموضوع

و رغم فزلكة المتفزلكون .. لله درك يا فدوى

_____________

لو حد بيخاف يقوم يروح

مش ممكن يا اخونا على دول 5 دقايق

ركزت فيهم بنت دين النبي خلاصة طربها و قدرتها و خلت القاعدين يترفعوا عن كراسيهم في الهوا

عملت عرب و فنون طرب قل سماعهم في عصرنا ده
و بصراحة ماقدرتش أمسك نفسي على عربه أعجوبه ( د:03:56 )
لقيت نفسي بقول لها في جملة مش منتظمه و مهلفطة
( إيه يا ست ده يا ست ده يا ست .. إيه ده يا ست ده )

يا سادة إليكم أروع ما سمعت ليلتها

فدوى المالكي

قصيدة : أراك عصي الدمع ( الحامولي )

يظهر على شمالها مضيفتنا الرائعة الست هدى قصار

لاحظ عمايلها على وشوش الحضور

للتحميل

[حسن كشك]

عندك حق ياصلاح باشا فعلا شئ رائع رحلتنا معاك
لكن مش عارف ليه حاسس ان المايسترو اخدها فرصه و كروتنا

[الألآتى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن كشك

لكن مش عارف ليه حاسس ان المايسترو اخدها فرصه و كروتنا

ياراجل حرام عليك .. بذمتك أنا كروتكم .. عايزنى أعمل إيه أكتر من كده ..

سمعت كل واحد .. وحللت بيعمل إيه .. كل الحكاية إن اللحن بسيط ..

ليس مثل لحن السنباطى المتخم بالمقامات والتحويلات والجماليات الموسيقية

لحن الحامولى .. إعتمد فى الأساس على حرفية المطربين .. لأن ده كان أسلوب التلحين زمان

الملحن يلحن لحن بسيط .. ويترك الفرصة كاملة للمطرب لكى يجود ويتصرف ويعيد ويزيد لحد ماروحنا تطلع

وبعدين أنا حللت لحن السنباطى بإسهاب .. لأنه يستحق موسيقياً ..

إنت عايز ياحسن .. رغى وخلاص .. صباح الفل ياحبيبى .