شعراء وكتاب الاغنية العراقية

[علياء]

الآخ الفاضل الدكتور نعمان

أشكرك جزيل الشكر ورأيك محط تقدير وأهتمام , بألنسبة لما ذكرت من أهمال أسم مؤلفي الاغاني وعدم اذاعة اسم مؤلف الاغنية فهذا ما لاحظته في فترة الثمانينات وقبل هذه الفترة لم أنتبه للموضوع أو أعيره ادنى أهتمام وأعتقد السبب هو بعض مؤلفي الاغاني من الشعراء مغضوب عليهم والاخر مرضي عنهم فحسما للامر اصبح تجاهل مؤلف الاغنية كعرف سائد وكما تفضلت لم يكن يخلو بيت عراقي من هذه الكراسات الصغيرة التي كانت منتشرة وتباع في الاسواق ويتداولها كل بيت عراقي لحفظ كلمات الاغاني لاغلب المطربين العراقيين مع ذكر مؤلف الاغنية وملحنها ..

شكرا لمرورك الكريم في هذا الموضوع

[فاضل الخالد]

الغريب والغربة في الاغنية العراقية
_________________

تبقى مفردة الغريب والغربة وما يشتق منها احدى المفردات التي تعامل معها العديد من كتاب وشعراء الاغنية العراقية وظهرت في عدد من اعمالهم ، ولاقت هذه الاعمال صدى واستحسانين واسعين لدى المستمع العراقي لاسيما عندما تتناغم ماجاء فيها من معانٍ ومفردات مع المصاعب والاحباطات التي يمنى بهاالمتلقي في حياته العائلية او العاطفية وحتى المواطنة.
فلو استعرضتا بعضا من تلك الاغاني التي كتبت خصيصا لهذه المفردة فأنه سرعان ما يتبادر للذهن اغنيتين كتبهما الشاعر المبدع( سيف الدين ولائي) الاولى غنتها المطربة راوية ومطلعها
ادير العين ما عندي حبايب
غريبة دار بس وين الكرايب
وقد ادتها غناءً في الخمسينات من القرن الماضي ولاقت استحسانا وقبولا منقطع النظير لدى مستمعي تلك الفترة ولازالت من الاغاني التي تمتلك حضورا جماهيريا فبالاضافة الى الكلام وصوت راوية المتمكن تهيأ لها ملحن قدير هو الفنان رضا علي
اما الاغنية الثانية التي كتبها الشاعر ولائي هي اغنية( ياغريب اذكر هلك) والتي تعبر عن حالة التغرب المكانيةالتي باعدت بين الشخص المعني بالنداء وبين احبائه في الوطن الذي فارقه وقد ادتها الفنانة القديرة عفيفة اسكندر صاحبة الصوت الذي يمتلك حضورا قويا في ذاكرة المتلقي.
اما اغنية( غريبة من بعد عينج يا يمة محتارة بزماني) والتي كتبها الشاعر جبوري النجار خصيصاوتعبيرا عن الحالة التي عاشتها المطربة زهور حسين بعد فقدها لولدتها
ان جمهور المستمعين شعروا بان الاغنية لا تخاطب فيها زهور حسين امها فقط وانما هي تعبير عن حالة كل من فقد الام منهم لهذا اصبح كلامها انعكاسا لداخل اي منهم ومقدار حبه ومعزته للام خاصة لدى الفتيات ودور الام الكبير في حياة كل واحدة منهن،لذلك بقيت هذه الاغنية متميزة في نفوس العراقيين .
ولكنَ ما كتبه الشاعر جبار الغزي في اغنية (غريبة الروح) التي غناها الفنان حسين نعمة يبقى صورة متفردة في هذا المجال .
لقد عبر الشاعر الغزي تعبيرا دقيفا عن حالة الروح وشعورها بالغربة ممن حواليها اشخاصا ومكانا عندما يظهر الحبيب نوعا من عدم التواصل مع المحب مما يفقده طعم الحياة والتي هي بنفس الوقت تعبير عن حالة اللااستقرار التي عاشها الشاعر وكذلك لقساوة الظروف المحيطة به.
فلنتأمل ماجاء من كلام في الاغنية ولنرى ما حملته من وصف مبدع لاغتراب الروح عندما يتجاهلها الحبيب
غريبة الروح
لاطيفك يمر بيها
ولا ديرة التلفيها
وغدت وي ليل هجرانك ترد وتروح
وعذبها الجفا وتاهت حمامة دوح
تحن مثل اللي عطش للماي
تحن ويلفها المكابر ويطويها
وانت ولا يجي ابالك
تمر مرة غرب بيها
ولا طيفك يوعيًها
واهيسك جرح بجروحي
يمرمرني وتحن روحي
تزيد جروح محنتكم
غريبة الروح
جم اهلال هلن وانت ما هليت
جثيرة اعياد مرن وانت ما مريت
اسنين الصبر حنن وانت ما حنيت
ترف ما حسبت بيً
وآنه وغربتي وشوكي
نسولف بيك ليليه
انكول يمر انكول يحن
وتظل عيونه ربيه
يا المامش الك جيه
تسد جروح محنتكم غريبة الروح