اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس
الأخ الكريم عزيز ، تحليلك رأي يحترم ، لكن لا أحد قال أن الأوبريت مقتبسة في مجملها ، وأوبريت فارس الأحلام تظل إلى جانب أوبريت إنتصار الشباب من أجمل الاوبريتات التي قدمتها السينما العربية عبر تاريخها الطويل ، لكن الأوبريت فن صعب ومكلف كتابة وتلحينا وتنفيذا ، تجد أنه في بداية الأوبريت بعد إلقاء الراوية كان يا مكان ... كان هنالك حاجة إلى نداء وإستنفار للبنات يسبق عبارة نداء يا بنات إسمعوا وعوا ولم يكن ممكنا تنفيذ ذلك بإستعمال مقام عربي أصيل فوظف الموسيقار النداء الشهير في السمفونية الرابعة لتشيكوفسكي ، ولما كانت هنالك حاجة لتوزيع هارموني يسبق دخول فرقة الكورال النسائي وظف الموسيقار أيضا اللازمة الشهيرة من سيمفونية في هضاب أسيا الوسطى ، وهذا قام به أغلب الملحنين العرب كعبد الوهاب والقصبجي وغيرهما أنا قلبي دليلي على سبيل التمثيل ، لكن عدا ذلك إشتملت الأوبريت على سبك عجيب فكان هنالك حضور لافت لشخصيات المسرح الغنائي لسيد درويش مثل نجمة إبراهيم في دور الأم وعبد السلام النابلسي في دور الوزير و إسماعيل ياسين في دور الحاجب ، لكن القيمة الحقيقية للأوبريت تبقى في الحوارية الشهيرة بين فريد وصباح بإستخدام مبدع لمقامي النهاوند والبياتي الشرقيين الأصيلين ، ولعل ما فعل فريد في هذا الأوبريت هو ماقاله عبد الوهاب حين شبه الاقتباس برجل عنده بدلة بديعة وتنقصه رابطة عنق فيذهب عند شخص فيقول سلفني الكرفت لأستعملها لكن البدلة تبقى هي الأساس واللباس الرئيسي الذي يستقيم دون وضع رابطة العنق .
|
أخي الكريم، أبو إلياس، أشكرك على ردك و قد أوضحت فيه وجهة نظرك من الاقتباس بيد أن الاختلاف ما زال قائما،
أنا أنطلق من معيار متفق عليه لتحديد الاقتباس و أنت تنطلق لربما من معيار آخر قد يكون الاستماع عن طريق الأذن وهذا من حقك، ولكن النتائج ولا بد أن تختلف ما دمنا لم نوحد مقياسنا...
و الاقتباس حسب المختصين هو ليس إلا درجة وسطى من بين ثلاث درجات فصلت حسب التدرج التالي : المحاكاة ثم الاقتباس ثم النقل( السرقة)، هذا على الأقل ما حددته المذكرة التوضيحية المرفقة بنص قانون حق المؤلف المصري الصادر في يونيه عام 1954 ...
فعلى سبيل المثال عندما يلحن المرحوم محمد عبد الوهاب غنائية جفنه علم الغزل ، من إيقاع الرومبا محاكيا لحن الرومبا الأمريكية ( بائع الفول السوداني)، فهنا لا يمكن الكلام عن نقل أو عن اقتباس بل يتعلق الأمر بمحاكاة و هي مباحة
وهذا يختلف تماما عما فعله الملحن اللبناني نجيب حنكش في غنائية فيروز ( أعطني الناي و غني)، لأنه ببساطة نقل لحن لا كومبارسيتا التي اشتهر بها ملك التانجو: الأرجنتيني كارلوس غارديل ، نقلا حرفيا ،هذا نسميه اقتباس و نقل ...فالمتعارف عليه حسب القانون المصري المشار إليه أن النقل أو السرقة الموسيقية تثبت إذا نقل ملحن جملة موسيقية كاملة و مكتملة، أي حوالي ثمانية موازير، يجرم القانون النقل ويسميه سرقة، لكن إذا حصل تحريف في بعض نوتات الجملة الموسيقية فالعملية تؤدي إلى تشابه يسمى اقتباسا لكنه مقبول ولا يعد جريمة
غير أن النص القانوني لم يخل من بعض الاستثناءات: فمثلا عندما يتعلق الأمر بجزء ولو بسيط من جملة موسيقية مشهورة جدا كمطلع السيمفونية الخامسة لبتهوفن فالأمر يختلف ولهذا السبب بالذات اعتبر البعض مطلع أغنية أحب عيشة الحرية زلة.
وإذا كنت قد اختلفت معك فلأنني لم أعثر في أوبريت فارس الأحلام على جملة موسيقية كاملة منقولة أو محرفة بعض نوتاتها أو جزء من جملة مشهورة شهرة مطلع السيمفونية الخامسة لبتهوفن و بالتالي فإني لا أجد لا نقلا و لا اقتباسا.
وما دمت ترى أن النقل موجود و ثابت فإني أحترم رأيك
تحياتي