بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( وحديا )
كلمات : مأمون الشناوى
ألحان : بليغ حمدى
غناء : نجاة
الأغنية ليست صعبة .. بل هى سهلة وبسيطة .. وبساطتها هى سر جمالها .
المقام واحد طيلة الأغنية .. هو مقام الكرد ..
ولعلنا نتساءل .. لماذا الكرد وحده .. لماذا لم يتجول عمنا بليغ بين المقامات والإيقاعات كما عودنا
الرد بسيط .. لأن الحالة المزاجية للأغنية لم تتغير .. فما الحاجة لتغيير المقام ؟
العاشقة التى تشكو الوحدة .. ظلت على حالها لنهاية الأغنية .. لم يتغير شئ .. لم يعود المحبوب ليجفف دمعها ..
خلاص .. يبقى المقام واحد .. والإيقاع أيضاً .. مش مستاهلة إستعراض عضلات من الملحن
تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية هادئة تنبئ بما هو قادم من لوعة ودموع .
تدخل الوتريات بعرضها لتعزف لنا المقدمة .. ومع حوار جميل مع ألة الأبوا .. التى تعزف نفس الجملة ولكن من درجة أخرى .. وأرضية عريضة من البيست هورن أو الفرينش هورن .. وأدليب جميل لايعيبه شئ .. إلا تشابه جملة الكروماتيك مع جملة مماثلة فى أغنية ( فى يوم فى شهر فى سنة ) ..
تنهى المقدمة ألة الكمان فى صولو بنفس الجملة اللحنية التى ستغنى منها نجاة ..
وكأن بليغ حمدى يغششنا ماسيأتى فيما بعد .. ثم نفس جملة الوتريات العريضة لتغنى نجاة بعدها ..
تغنى نجاة غناء حر ( فالت ) .. أى بدون إيقاع ..
نسمع هذا المقطع من نجاة .. وكأنها تئن وتتألم .. نكاد أن نبكى معها ونشاطرها أحزانها ..
ويدخل الإيقاع مع جملة ( وعهد الله ماحبيت غيره .. هو وبس ) ..
والإيقاع المستخدم هنا هو الرومبا البطيئة .. وتسمى ( سلو رومبا ) ..
وتستمر نجاة فى الغناء .. حتى يصمت الإيقاع لتشكو مرة أخرى ( وحديا .. وحديا ) .. وينتهى هذا الكوبليه ..
نسمع لازمة موسيقية .. عبارة عن حوار بديع بين القانون والكمان .. تساندهم مجموعة الوتريات ..
سنلاحظ هنا .. ومن أول الأغنية .. أن بليغ حمدى لم يترك حرفاً فى المقام أو خارجه إلا وإستخدمه ..
فإذا عرفنا أن عمنا بليغ لم يستعمل سلم المقام بكامله .. أى لم يصل لجواب الكرد ..
وبرغم هذه المساحة الضيقة .. فإنه أبدع فى إستعمال جميع العُرب الممكنة .. من حساس وغماز ..
وحتى الكروماتيك ( أنصاف النغمات ) .. يعنى بالعربى .. حود على كل زقاق وكل حارة فى المقام ..
المهم ... تغنى نجاة ( سنين وإيام وأنا فى النار ماقولش لحد ) .. وعلى نفس إيقاع الرومبا ..
وتستمر حتى تنهى الكوبليه والأغنية بنفس نهاية الكوبليه الأول ..
وينهى عمنا بليغ الأغنية بنفس جملة الوتريات العريضة التى بدأ بها .. وخلاص .
أه ... نسيت .. إسمعوا الناى وهو سايق الشغل من أوله لأخره .. وبيلعلع .
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .