وعلى فكرة يا ابا علي إن صديقي الكابتن عمر عرابي هو أستاذ وفنان ذو ثقافة موسيقية عالية ويعزف، الى جانب البزق، على آلة العود بحرفية عالية أيضا. فقد جلبنا العود وتركناه في السيارة و لكن عندما لاحظ وجود عوّاديْن اثنين رأى بأنه لا داعي لذلك. وللمعلومات فهو عازف قانون هاو وعازف أورغن من الدرجة الأولى و يهوى الرق والطبلة والدرامز وله تجارب على الكمان ووتريات أخريات أيضا. الممتع في شخصيته هو حديثه بالموسيقى و خصوصا في علم المقامات من أجناس وفروع وفن التنقل بينها ويعطيك أمثلة عملية لكل منها ليس بالعزف فقط ولكن بالغناء أيضا. هو كذلك، مثلنا، يعشق كل ما هو أصيل ومطرب. وكما قلت لك بانه عاصر الشيخ صلاح الدين رحمه الله ونهل منه وعزف له وهذه برأيي الشخصي تعد خبرة مميزة بحد ذاتها. للأسف طبيعة عمله - السفر الكثير وتواجده في بلاد الله الواسعه - قللت من ممارسة هوايته ولكن لم تنزع منه حبه وشغفه للطرب الأصيل فعندما جربنا أن نكلمه كان حظنا كبيرا بأن وجدناه في البيت و لم يتوان عن المجيء. فهو لا يرد دعوة كهذه. للأسف في اليوم التالي كان مسافرا الى اسبانيا فلم يستطع مشاركتنا في الحفل في مسرح أبي خاطر في الجامعة اليسوعية وقال لي: اذا سجلتوها يا أبا كرم أرجوك بأن تحسب حسابي بنسخة. هكذا هو: أخلاق دمثة، سلاسة، و ظرافة ولطافة لا مثيل لهما الى جانب الجاذبية المميزة في الحديث عن الموسيقى.