* : أحمد جابر (الكاتـب : غريب محمد - آخر مشاركة : لؤي سمان - - الوقت: 20h12 - التاريخ: 15/09/2025)           »          الفنان عبداللطيف المنصور (الكاتـب : كويتى - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 17h04 - التاريخ: 15/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 16h07 - التاريخ: 15/09/2025)           »          غازي علي (الكاتـب : samref - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 15h44 - التاريخ: 15/09/2025)           »          أميمة الخليل (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 15h13 - التاريخ: 15/09/2025)           »          فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 13h29 - التاريخ: 15/09/2025)           »          عبـــاس جميل (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 10h02 - التاريخ: 15/09/2025)           »          ماري سليمان (الكاتـب : KAWKABULSHARQ - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h31 - التاريخ: 15/09/2025)           »          أغاني منوعة بأصوات لبنانية (الكاتـب : esb_a - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 08h59 - التاريخ: 15/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 08h49 - التاريخ: 15/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > كلام في الأدب و الشِعر ( رؤى أدبية و نقدية )

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 10/02/2010, 03h43
بلقيس الجنابي بلقيس الجنابي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:307333
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: عراقية
الإقامة: عرائش الكروم هناااكـ
المشاركات: 799
Post دراسة نقدية شاملة-هَجِيرُ الشَّكِ-كمال عبد الرحمن (سمعجي)

دراسة نقدية شاملة

الشاعر كمال عبد الرحمن - (سمعجي)


في حضرة شاعرتنا بلقيس الجنابي ،
يتوجبُ الإلتباس بحالة ( الوعى الإبداعي ) ،



فكائِناتها الصوتية و التراكيبية و الدلالية ،،
تتلاحمُ في نسيج ٍ مُحكمٍ كجذع ِ شجرة ،،
يراهُ المُحَللُِ لواحدةٍ من دُرَرِها الإبداعية ،
جَلِيـَّاً ،،
أما وارف الأغصانِ ، و عبقرية الشجون ،
و لذيذ الثمارِ ،، فللمتلقي و الرائي معاً ،،



القصيدة ، حين تشترك ( بحراً و قافية ًً ) مع أخرى ، تشبه ارتداء نفس ألوان و موديل و مقاسات ثوب بعينه
غير أن الإختلاف يكون في جوهر (الذات ) التي ترتدي الثوب ،،
و التي قد تذهبُ ( معانيها ) بعيداً عن النص ( السابق )


أليست القصيدة على نفس وزن و قافية مرثية الخنساء الشهيرة لأخيها صخر :

يؤرقني التــذكـــر حين أمسـي ،،، فأصبــح قــد بليت بفــرط نكــــس ِ
علــى صخروأي فتى كصـخرٍ ،،، ليــوم كـــريهــة ، وطعــان حلــس ِ
وللخصــم الألـــــدِّ اذاتعَـــــدى ،،، ليــأخــذ حــق مظــلــوم ٍبــقــنـــس ِ
فلــم أر مثلـــه رزءاًلجـــــنٍ ،،، ولــــم أرَ مثــلــه رزءا لأنــــــــس ِ

ألا تستدعي إلى ذاكرتنا ، رائعة نزار ( طائشة الضفائر ) و هي كذلك على نفس البحر ( الوافر ) ، و نفس القافية ( سينيّة ) :

تقولين : الهـوى شـيءٌ جميـل ٌ،،، ألم تقـرأ قـديماً شـِعرَ قيــــس ِ
أجئتِ الآن .. تصطنعـين حبـاً،،، أحس به المسـاء .. ولم تحـسي
أطائشـة الضفائر .. غـادرينى،،، فمـا أنا عبـدُ سيــــــدة وكـأسِ
لقد أخـطأت .. حين ظننـت أني أبيعرجولتي .. وأُضيـع رأسـي
فأكــبر من جمـالك كـبريائيوأعنف من لظى شفتيـكِ، بأســي


غير أن بلقيس ، استعارت ثوب ( ثورة الشك ) مع سبق الإصرار ،،

أكادُ أَشُـكُّفي نَفسِيلأنِّي
أَكادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنتَ مِنِّي
يَقولُ الناسُ إنكَ خِنتَ عَهْدِي
وَلم تحْفظ هَوَايَ وَلَم تصُنِّي
وَأنتَ مُنايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بي
إلَيكَ خُطى الشبابِ المُطمَئِنِّ
وَقَدْ كادَ الشبَابُ لغَيْرِ عَوْدٍ
يُوَلـِّي عَنْ فتىً في غَيرِ أمْنِ


و لكنها ـ خالفت المعنى ،،
فنحن هنا بصدد ( معارضة ) لقصيدة ( ثورة الشك ) ،
نفس الوزن ، نفس القافية ، بالإضافةِ إلى وشائج المعنى ، و الذي تناولته بلقيس بطريقة مغايرة ،،


فهى هنا تثق بالحبيب ثقة لا مزعزعَ لها ، بعكس ( ثورة الشك ) :

يقينـي أنَّ وعدَكَ لـيوفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْسِ


إذا ما الناسُ قالوا فيـكَإفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَنفسي


هناك ، شكٌ حاضرٌ ، و صراعٌ يتراوح بين الريبة و التخوفِ الشقاء ، و هنا ، يقينٌ لا يدعُ للشكِ مجالاً ، و لا يفتكُ بالعاشق

***

القصيدة مغزولة بمهارة و حِرفية ،،
و لنتأمل هذه الثنائية الصوتية في بعض الأبيات ،،
و التي قد لايفطن المتلقي إليها ، و لكنه لا يعدم مذاقها الموسيقي ،،
فالشاعرة ( بقصدية أو بلا قصدية ) ،، تراوِحُ صدى صوتٍ موسيقي في البيت الواحد ،، فيستلفتنا ما يشبه ( القرار و الجواب ) بترديد بنية اللفظ مرتين :

أَمسـي ،،، أُمســي
غرستُ ،، غرسي
كاســـاً ،، كأســـي
أنســـاكَ ،، يُنســي

و لو لاحظنا بقية الأبيات ،، سنجد هذا التجانس اللفظي بدرجة أو أخرى ،،

تلك الزركشات الصوتية ، التي توَشي هذا البحر الرشيق ( الوافر ) ،،
و هذا الحضور ( الخفي القاتم ) لثورة الشك الكابية المنكسرة المستريبة ، يجعلُ من قصيدةِ عبد الله الفيصل ، ظِلاً لقصيدة بلقيس ، المُشرِقة ، المبتهجة ،
( الضد يظهر حسنه الضد )

أليس حُبها أكثر رسوخاً ،،
حين يكون المعشوق ، فوق مرتبة الشك !

ألم يقفز المعنى خطوة إلى الأمام ،
متجاوزاً الحيرةَ و الظن و الريبة !

المعاني في ثورة الشك ،
أكثر رصانة ً و أقوى تركيباً و أعمق انفعالاً ،،

لكننا هنا ،
بصدد حالة نفسية مغايرة ،،
تشيعُ جَوّاً مشرقاً متفائِلاً ،
تتقافز كفراشةٍ ،،
و تشبه رقصة ثنائية بين حبيبين ،
أو بين قصيدة و قاريء ،
لا يعوقها حائل ( غموضي ) أو التباس ( رمزي ) يُحَجّم من متعة الرقصة !

***

يسهل ملاحظة العاطفية الغنائية ،،
و تغلب النزعة الوجدانية الذاتية ،
في ( هجير الشك ) ،،


و الشكل في القصيدة ،
غالبٌ على المضمون ،
حتى أن المضمونَ مائِدٌ في الشكلِ ،،
لا نكاد نتحسسه ،
إلا و تنثال في أنامِلنا غنائية رقراقة

حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْرٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّحِسِّي



أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنتعمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَشمسي



و نلاحظ فطرة أنثوية ، ربما تميز الأدب النسائي ، تمنحُ الصوتَ الشِعريَّ زخماً
و وَشِيَّاً و زركشة ً ،، فالمرأة تهتم بالتفاصيل ،، و تتفوق على الرجل بحسِها ( السيمتري ) :

شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيقِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِكأسي


هذه الكؤوس الثلاثة التي توزعت ألفاظاً ،، هي كأسٌ واحدٌ ( مَعنىً )


***


القصيدة العمودية ،
حين يستتب هيكلها الشكلي ،،
و تدخل في طور التنامي ،،
يسهل ملء فراغاتِها بألفاظٍ
( إن لم تكن دقيقة ً بما يناسب المعنى ) ،
فهى على أقل تقدير ، لن تكون
( ناتِئة ً أو شاذة ) ،،
لأنها تتماهى مع سلطة الشكل ،
و هو ما نلمحه في قصيدتنا هذه ،،

فكلمات مثل
( مورث ،، اكتئاباً ، فخاراً ، الجميل ،، ) و غيرِها ، كان يمكن توشية القصيدة بغيرها ،
دون أن يختل المعنى ،
بل يمكن استشعار أن شاعرتنا ،
فضـَّلتَ رصدَ إلهامِها المُنساب ،
و تسجيله كما هو ، دون أن تتدخلَ تدخلاً
( حِرَفِيّاً ) ،
تدقق خلاله في الألفاظ

و حتى أقرب المعنى ،،
فالنهر حين يجري ،،
فإن ما تلقيه فوق مجراه ،،
سيأخذ نفس الإتجاه ،،
غصنَ شجرةٍ كان ، أو صندوقاً خشبياً

و نهرُ القصيدة حين يجري ،،

يحتملُ إبحارَ المراكب الكبيرة و الصغيرة !

و نهرُ بلقيس الجنابي حين يجري ،،
يسلبنا بإبداعِهِ و سِحرِه
فنستسلمُ لمجراهُ

( الحاضرة الغائبة ) ثورة الشك ،، بحضورها التاريخي في ذهن المتلقي ، كان لا بد أن تمتصَ قدراً من حضور نصنا هذا ( آلية المقارنةالذهنية )

ـ القصيدة ( سينية ) بامتياز ،، و هنا ، لا أقصدُ القافية فحسب ،،

فالقصيدة متخمة بتجليات حرف السين داخل الأبيات ،، و وقعه الحاد اللافت للسمع

ـ الإسراف في ( واو ) العطف ، في أول الشطرات ( ست مرات ) ، يَحُدُّ من تحرر بنية الجملة ، و لا يطلق العنان للخيال ، أو تجاوز بؤرة شعورية بعينِها ، و خاصة أن استخدامها هنا ، كان عطفاً لجملةٍ على جُملة

ـ القصيدة ، لا تعرض تشكيلات لغوية معقدة ،، أو تتسم بغموض إيحائي ،، بل بدت الزخرفات البلاغية ، هي العنصر السائد ،
و لعل تلك القصيدة ، هي أقل قصائد بلقيس الجنابي تأويلاً

و إذا كان مُتـلقو الشِعر ، في حالة انقراضٍ مًطـَّرِد ،، فمثل هذه ( الوجدانية الغنائية ) برومانسيتِها ،، و زخرفاتِها البلاغية ،، تـَرُدُّ الأنفاسَ الطازجة ، إلى حديقة الشِعر المَنسيّة ،،،،

لعل فضاءاتِها ( هجير الشك ) طـُرِقت ،، لكنها ما تزال حُبلى بالنجوم

تحياتي و تقديري لشاعرتنا الكبيرة بلقيس
__________________
الْحَمــــد لِلَّه رَب الْعَالَمِيــن
...
دگعد ياعُراق شِبيكـ
مُو انْتهَ الِلي على الكلْفات ينخُونكْ
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 20h38.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd