تحقيق عن زيارة أم كلثوم للمغرب ( 29 فبراير إلى 20 مارس 1968)

[أبوإلياس]

الإعداد للزيارة

زيارة السيدة أم كلثوم للمغرب جاءت في سياق حملتها الشهيرة لدعم المجهود الحربي
صحفي مغربي يقول إنه كان عراب الزيارة ، وكل الدلائل تشير إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني أشرف بنفسه على الدعوة وتابع مجريات الزيارة عن كثب

أجمعت المصادر التاريخية سواء في مصر أوفي المغرب أن زيارة أم كلثوم التاريخية لهذا البلد جاءت في سياق نكسة 6 يونيو 1967 ، وإعلانها الشهير أنها ستجوب العالم كله وتغني دعما للمجهود الحربي حتى تزول آثار العدوان ، ولا تذكر المصادر كيف رُتب لزيارة المغرب وكيف وقع الاتصال بأم كلثوم والشروط التي اتفق عليها الطرفان ، غير أن صحافيا مغربيا وهو القيدوم مصطفى العلوي كتب أخيرا في مذكراته التي نشرتها جريدة أخبار اليوم المغربية في عددها ليوم 05/06 شتنبر 2009 أن الزيارة جاءت في سياق التطبيع الثقافي بين المغرب ومصر حيث اقترح عليه بعض المحيطين بالملك الراحل الحسن الثاني أن يزور السيدة أم كلثوم بالقاهرة ويقنعها بالغناء في المغرب ، وبالفعل استقبلته بمنزلها وعرض عليها الفكرة فرحبت بها ليتولى سفيرا البلدين التفاصيل والإعداد للزيارة (أنظر القصاصة المرفقة) .

شخصيا لا أكذب رواية الصحفي المغربي بشأن زيارته لأم كلثوم ببيتها ، لكن شخصية في حجم أم كلثوم لم يكن لها أن تقبل زيارة المغرب لولم تأتها الدعوة من الملك نفسه خصوصا وأن العلاقات بين البلدين كانت متوترة آنذاك لمساندة الرئيس عبد الناصرللجارة الجزائر في نزاعها الحدودي مع المغرب ، ولا يخفى على المغاربة التقدير الكبير الذي كان يكنه الملك الحسن الثاني للسيدة أم كلثوم ولفنها ، والدليل على ذلك التوقيت الذي اختير للزيارة وهي احتفالات المغرب بعيده الوطني الذي يصادف الذكرى السابعة لجلوس الملك على العرش ثم الجهة الراعية للزيارة التي لم تكن سوى وزارة الأنباء (وزارة الإعلام حاليا) بجانب أن الملك الحسن حرص طيلة الزيارة أن يتابع بنفسه مقام أم كلثوم بالمغرب وأن يعطي تعليماته لوزيره في الأنباء أحمد السنوسي أن يسهر على راحة أم كلثوم ومرافيقها ، المهم أن الزيارة اتفق على خطوطها العريضة في القاهرة وضرب الجميع موعدا يوم 29 فبراير1968 حيث كان من المنتظر أن تحل السيدة أم كلثوم وفرقتها ومرافقيها بمطار العاصمة الرباط على متن طائرة خاصة لأن الرحلات الجوية كانت غير منتظمة آنذاك بين البلدين .