خــواطــر كلثــوميــة .. على هامش أغنيات كوكب الشرق !

[M O H A M E D]

مع مقدمة موسيقية رشقية تسرق القلب إلى حالة من السعادة ،
نغمات تبشر بفرحة لا نهاية لها لإنسان معذب عاش طويلاً في كهف مظلم وحيداً في انتظار شعاع الأمل ..
و إذا بإنفراجة لفيضٍ من النور ، يطل معها وجه الحياة مبتمساً هامساً له : حظك اليوم سعيد !
فانطلق يغني ..

افرح يا قلبي

افرح يا قلبى لك نصيب تبلغ منــاك ويــا الحبيب
افرح يا قلبي
يا فرحة القلب الحزين لو صادف الخـــل الأمين
بعد التمنــــي و الحنيـــن يبلغ مناه ويـــا الحبيب
افرح يا قلبي
الفكــر كان تايه شريد ، و القلــب كان تايه وحيد
و اللى انكتب له يكون سعيد يبلغ مناه ويا الحبيب
افرح يا قلبي
غني له ألحان الغرام و احكى له أسباب الهيـــــام
و افرح يا قلبي بالمـــرام و أبلغ مناك ويا الحبيب
افرح يا قلبي
اقطف معاه زهر الحيــاة ما دام هواك وافق هـــواه
اخلص إليه و اطلب رضاه و ابلغ مناك ويا الحبيب
افرح يا قلبي

في طفولتي كنت أتساءل لماذا نتألم ؟؟ و الآن قد عرفت الإجابة !
نتألم كي نعي قيمة السعادة !
فمن لم يتذوق طعم الألم لن يعرف معنى السعادة .. و الحياة ما هي إلا امتزاج لكل شئ و نقيضه ..
أرجوحة هي .. تصعد بنا تارة و تهبط تارة أخرى ، و من هنا تتولد الرغبة فيها ..
ففي لحظات الهبوط نطمح إلى الصعود
و في محاولة صعودنا نعاني و نتألم .. و لما نرتقع إلى أقصى حد نكون قد وصلنا لمنتهى السعادة !
و مقدار السعادة حينها يكون بقدر المعاناة في الوصول إليها ..

نعود لـ "رامي " ..
العاشق المعذب الذي اختزل معنى سعادته و فرحته في الحب ..
معاناته في وحدته و حرمانه من اللقاء ،
اللقاء مرامه - مطلبه - الوحيد
طول الأغنية يوجه حديثه إلى القلب
( افرح يا قلبي .. ابلغ مناك .. غني له .. احكي له .. اقطف معاه .. اخلص إليه .. اطلب رضاه )
كأنه يلقنه درساً !..
فهو لا يود أن تضيع هذه الفرصة هباءً .. يسعى لاستثمار كل لحظة تمر عليهما معاً
يوقظ القلب و ينبهه بعد أن كان هذا كله مجرد أمنيات و أحلام يقظة ،
و المتاهة التي سار فيها القلب وحيداً و العقل شريداً .. الآن قد عاد لرشده
فالدنيا مبتسمٌ ثغرها ..
متفتحة زهورها ..
منتشرٌ عبيرها ..
فما لك إلا أن تفرح بها ، و تنعم بهذا الجمال مع مَن أحببت
و ما أسعدك إن صادفت من يوافق هواك هواه ، حلمه حلمك ، وقتها تتحقق لك غايتك و سعادتك التي طالما تمنيتها
و يحقُّ لك أن تغني بأعلى صوت : افرح يا قلبي