اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السلاموني
و أرجو من أخي الأستاذ رائد عبد السلام .. الشاعر الجميل ،
أن يسعدنا بالحديث عن الكلمات و عن أوزانها ، و جمالياتها من وجهة نظره
لنستفيد ، و نستمتع جميعاً
و شكراً لذوقك و لحضورك الرائع 
|
دكتورنا الجميل صاحب الذائقة الأدبية القنديلية
محمد السلاموني
بعد ما تناولته ياصديقي بشفافية شعرية رائقة
لا أستطيع أن أضيف كثيراً في عرض الجماليات
فقد أضاف حبك لقنديل روعة في تناول الصور البيانية للأغنية
وكان عبد الرحيم منصور- رحمه الله- علي حد قول الملحن الكبير
محمد الموجي هو (حارة) متفرعة من (شارع ) الأبنودي
كانت كلمات الأغنية هي إبحار في نيل الجنوب
من خلال تناول مفردات شديدة الخصوصية
يعرفها المصريون جيداً وتتراوح بين النداء الملتاع :
يامعداوية
حيث ينادي العاشق علي المعداوية تلك الطائفة
التي ارتبطت في وجداننا
بالسفر وما يحمله من ألم لفراق حبيب ..
ولكنه هنا يناديهم مفعماً بالوجد مستسمحاً إياهم في تقريبه للحبيب
شافعاً طلبه بذكر محاسن المحبوب مستعطفاً إياهم بوصف محاسنه :
يا معدوايــة ، قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها
دا البحــــر خد من لـون عيونهــا و قال لها
ع البـــــــــر مستنــــــــــــــي جـــــــــــدع
شــــــوق و كـــــلام ، مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب و لا في الـوداع و لا في الودع
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــــة
***
ثم يبدأ العاشق في وصف حسي لكنه عفيف
لصفات المحبوبة
مستحثاً إياهم :
يا معداويـــــة ، رمشهــا وتـــر الربـابـــة
ياما أنا و النجم قسمنا النغم حرقة و صبابة
و قلبهــــــا بستـــــــــان منــــــور بالحنـان
بتغنــــي فـــــــوق أغصــــــــانه لبــــلابــة
تهــــــوى طيــــوره و العشــق و الملاغيـة
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــــة يا معداويــة
***
ولكن ....يبدو في الصورة الشعرية
المظللة بالأزرق
أثر الصنعة التي سيطرت
علي الشاعر
فأنا لا أفهم كيف يتأتي الجمال في صورة لبلابة
تلتف علي أغصان ذلك القلب - البستان
وما توحيه في النفس مفردة :اللبلابة
من التسلق وإعاقة الحركة !!
يا معداوية
قــربوا و جـــربوا بعيونكـو ايه معنى اللقـا
لو بين قلوبكـم طير ليملا بحركم بالزقزقـة
و النسمـــــــــــــــة ويــــــــــــا الشـــــــال
بيـــــــــرقـــَّـــصوا المـــــــــــــــــــــــوال
و الفرحة في قلبي بتغني .. بتغني في عنيا
ردوا عليـــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــة
********
الفرحة الكامنة في قلبه تحولت
إلي طائرصداح يشدو من نافذة عينيه .
يـــا معدوايــــــة ، يــــا وعـــدي ع الغيـة
أيـــــوة أهي جــايــــــة قمـــــراية ع المية
طب لو انا معدواي غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيهـــــــــا فـ بحــــر بلا ميــــــــــة
آهيــــــــن عليهـــــــــا يا ســـــــــلام عليا
هاخد إديهـا عصفـورة خضرة ما بين إيديا
ردوا عليـــــا .. مدوا شوية يا معداويــــــة
*********
يقولون إن الجمال يكمن في عين الناظر إليه
ويبدو أن هذا صحيحاً ...
فالعاشق يري المحبوبة عصفورة خضرا
تحفل بالنعومة والطاعة والتجاوب
وهنا يختم الشاعر أغنيته بالوصال ... تيمناً
بقرب لقاء محبوبته.
جاءت المفردات مليئة بالموسيقي اللفظية
كالجناس الناقص في :
معداوي ،غاوي ، غناوي
وجاءت التشبيهات في بعض الجمل كقوله :
رمشها وتر الربابة
والاستعارات كقوله:
أنا والنجم قسمنا النغم حرقة وصبابة
حيث يعد النجم صاحباً ساهراً معه
يشكو له حبه ولوعته
وتقبل خالص تحياتي ....
وفي انتظار أغنية أخري
وليتها تكون قنديلية
__________________
.
" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "