* : وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h46 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 21h53 - التاريخ: 09/09/2025)           »          الشيخ العفريت ( 1897 - 26 جويلية 1939 ) (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h40 - التاريخ: 09/09/2025)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 14h37 - التاريخ: 09/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 12h35 - التاريخ: 09/09/2025)           »          يوسف التميمي- 20 سبتمبر 1921 - 2 اوت 1983 (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 10h10 - التاريخ: 09/09/2025)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 07h52 - التاريخ: 09/09/2025)           »          اقتباسات فريد الأطرش الموسيقية مسموعةً (الكاتـب : أبوإلياس - - الوقت: 23h04 - التاريخ: 08/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 25/10/2009, 12h33
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاستاذ فاضل الخالد المحترم
السلام عليكم
شكرا جزيلا على هذه الكلمات المعبرة والرقيقة تجاه مايقدم من مواضيع تهم التراث العراقي الاصيل .
ان تشجيعكم و متابعتكم لما ينشر من قبلنا له الاثر الكبير في دفعنا وتحفيزنا نحو مزيد من الجهد والمسؤولية في رفد هذا المنتدى الرائع بكل ماهو اصيل وجميل .
واشيد كذلك بجهود الاخوة الاعضاء فيما قدموه ويقدموه من ابداعات وعلى رأسهم الاخ العزيز وسام الشالجي .
اكرر شكري وتقديري لشخصكم الكريم وتحياتي الى الجميع .

قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25/10/2009, 22h29
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


أسعد عبد الرزاق ...عراب المسرح العراقي


من الدبخانه .. الى عمادة أكاديمية الفنون الجميلة








انه رائد من رواد المسرح العراقي ، ودعامة من دعائمه و مرتكزا من مرتكزاته الفاعلة الحية ، والذي أطلق عليه الفنان المخرج المبـدع ( صلاح القصب ) لقب .....


( شيخ الفنانين العراقيين )



بدأت علاقة الفنان الكبير ( اسعد عبد الرزاق ) بخشبة المسرح بداية مبكر ابتدأت ومضاتها المتقدة الأولى منذ مراحل الطفولة وتحديدا أثناء دراسته الابتدائية ، وهو في الثامنة من عمره المديد ، حيث كان يلقي الأناشيد في باحة المدرسة باسترخاء ممثل مقتدر متمكنا من أدواته الفنية ، وبإلقاء مسرحي مثيرا للإعجاب ، ربما لم يدرك او يكتشف هو ذاته تلك الملكة الفنية الراقية وقتذاك ، بعدها راح يغازل مناخه الأخاذ الفاتن ( خشبة المسرح ) ليسهم في تدوين سجل تاريخه المسرحي المجيد ، ففي تلك الفترة ، جسد دور ( الطفل ) في مسرحيـة ( الأقدار ) ومن محاسن الصدف التي سجلها له التاريخ ، هو اختياره من قبل الفنان الراحل الكبير( حقي الشبلي ) في دور( عماد ) في مسرحية ( الصحراء ) للفنان الراحل الكبير ( يوسف وهبي) .


ولد ( اسعد عبد الرزاق ) في بغداد عام 1923 ، تخرج من كلية الحقوق / جامعة بغداد بعدها حصل على الدبلوم من معهد الفنون الجميلة / بغداد عام 1957 ، تخرج من معهد ( شاتروف ) للتمثيل في ايطاليا ، ساهم في ترسيخ دعائم الفن المسرحي العراقي ، بكل جوانبه الإبداعية .


ومن اجل الوقوف على دكة المحطات الفنية المبدعة لـ( اسعد عبد الرزاق ) فقبل عام 1955 عين مدرسا للتمثيل في معهد الفنون الجميلة ، ومدربا ومشرفا على المدارس الإعدادية في بغداد ، بعدها سافر الى روما وتحديدا عام 1955 ، وبقيّ هناك لمدة أربع سنوات ، لدراسة فن المسرح ، وعاد في عام ، 1959 ، ويبدو أن من المحطات الرئيسية في حياة وتاريخ الفنان ( اسعد عبد الرزاق ) هي تلك التي أصبح فيها رئيسا لفرع التمثيل في معهد الفنون الجملية .


من الشخصيات الفنية التي ادت الشخصية البغدادية الاصيلة الفنان القدير ( أسعد عبد الرزاق السعيدي ) والسبب باعتقادي انه بغدادي ومن محلة بغدادية اصيلة وعريقة هي محلة باب السيف وبالضبط في المنطقة التي تقع فيها اليوم مديرية التقاعد العامة قرب جسر الشهداء..اسعد عبد الرزاق جسد الشخصية البغدادية في العديد من الافلام العراقية والاعمال التلفزيونية والمسرحية.. لاسيما في مسرحيات (فرقة 14 تموز) التي اسسها مع مجموعة من رواد الفن العراقي مثل وجيه عبد الغني و د.عزيز شلال وحسام الجلبي وكان ذلك في عام 1959 بعد عودة اسعد من روما بسبب دراسته للفن..ومن ابرز الشخصيات التي اداها البايسكلچي والبلام وتاجر السمك وصاحب الخان والرجل الطيب في الحارة البغدادية..لقد تعلم اسعد من بغداد اشياء كثيرة كما علّمته هي اشياء كثيرة حتى صارا بوتقة واحدة..احدهما يكمل الاخر وهو يفخر بذلك الى حدود بعيدة .

من محلة (باب السيف) كانت البداية..
اسعد من مواليد محلة باب السيف عام 1923 من اب علوچي فاكهة وخضر اي ان عمره(اطاله الله) حالياً 86 عاما.. ومع ذلك تجده حيوياً وذاكرته (ما شاء الله) تعينه على تذكر اشياء كثيرة بعيدة او قريبة..اما اذا كان الحديث معه عن بغداد فذاكرته تكون متقدة لانه يحب بغداد حباً لاينافسه اي حب اخر.من طلبة مدرسته الابتدائية اي من زملائه كان هناك الفنان الراحل خليل الرفاعي والفنان الراحل ابراهيم الهنداوي ود.منذر الشاوي وزير العدل الاسبق وتوفيق السويدي رئيس الوزراء الاسبق.اما في المتوسطة حيث درس في ثانوية الكرخ عام 1937 وكان موقعها على شاطئ دجلة مقابل محطة الكاريات بين بغداد والكاظم وكان من زملائه فيها الفنان القدير يوسف العاني واسماعيل حمودي الشخصية الرياضية والرئيس الاسبق عبد السلام عارف وابراهيم جاسم امر الانضباط العسكري وشقيقه اسماعيل رزوقي وكيل وزارة الشباب في السبعينيات.






اسعد عبد الرزاق و د.مصطفى جواد والفنان نوري الراري عام 1965


في عام 1938 البداية الفنية .
في عام 1938 بعد ان عاد الفنان حقي الشبلي من باريس كان يبحث عن وجوه فنية في المدارس تمثل معه فأختار اسعد ليمثل معه في مسرحية (الصحراء) ومنحه دور البطولة بعد ان لمس فيه امكانية ادائية جيدة واستعدادا كبيرا للعمل الفني.. ثم استعان به الشبلي ثانية عند افتتاح مدرسة التفيض وقدموا مسرحية(مجنون ليلى) وكان معه انذاك حامد الاطرقجي وسلمان الجدة وطالب الشبلي ومن يومها اخذ الشبلي يدفع بأسعد نحو معهد الفنون الجميلة ليدرس الفن اكاديمياً ويصقل موهبته ويؤطره بالاتجاه العملي..لكن اسعد يرفض محاولات الاغراء من الشبلي ويذهب ليكمل الاعدادية ثم يدخل الحقوق ليدرس المحاماة ويتخرج محامياً ويزاول مهنة المحاماة لعدة سنوات لكن في ذات الوقت قدم للدراسة المسائية في معهد الفنون الجميلة فتخرج من المعهد والكلية في ذات الوقت فصار المحامي الفنان او الفنان المحامي! وكان من زملائه في المعهد عبد الرحمن فوزي مدير التلفزيون وناجي الشكري وعبد الرزاق شهاب وغيرهم وقد سبقه بالدراسة كل من جعفر السعدي وابراهيم جلال وجاسم العبودي.بعد المحاماة لسنتين عين مدرساً في معهد الفنون الجميلة عام 1952 في قسم المسرح.

درس المسرح في ايطاليا..
كما درس المسرح في ايطاليا ومثل هناك في عدة اعمال مسرحية منها مسرحية الاعماق السفلى اخراج بيتر وشاروف احد تلامذته منظر المسرح الروسي ستا نسلافسكي.اما في المسرح بالعراق فقد قدم اسعد عبد الرزاق عشرات الاعمال ما بين التمثيل والاخراج منها اخراجه لمسرحية(الدبخانة) عام 1964 التي تعد الاهم من بين اعماله وهي العالقة في ذاكرة الناس حيث يتذكرونها جيداً..فكان بطلها قاسم الملاك الشاب المدلل والجشع الذي يريد الصعود على اكتاف الاخرين فيحاول ايقاع ابنة صاحب الدبخانة من اجل الفوز بالمال والمدبغة وهو الذي لا يملك شيئاً وانما يدعي الثراء! وكذلك الفنان الراحل وجيه عبد الغني ابن عم الفتاة التي تقع في فخ الملاك وهو الرجل الطيب والاصيل والمدافع عن حق عمه وابنته والمدبغة.. كذلك شارك في (حب في الدبخانة) و(جفجير البلد) و(عرس واوية) و(من حياة العظماء) و (مثل وحكاية )في التلفزيون.

عميد مزمن لاكاديمية الفنون
ويعتبر الفنان اسعد عبد الرزاق اطول مدير او عميد لكلية الفنون الجميلة حيث امضى فيها 17 عاماً قدم فيها العديد من الانجازات فبعد ان كان عدد الطلبة لا يتجاوز المئات صاروا في عهده بالالاف...كما استطاع ان يستملك بعض الدور الملاصقة لكليته من جهة الخلف (ما بين الكلية والسفارة التركية اليوم) وتمكن من اقناع الرئاسة بشراء الدور المحاذية للكلية لكي تتوسع فيها الاقسام الفنية وازداد قبول الطلبة فيها.

ويذكر احد طلابه بانه قدم الى كلية الفنون الجميلة عام 1970 بعد تخرجه من الاعدادية وكان الفنان اسعد احد اعضاء لجنة القبول وطلبوا منه تمثيل دور امامهم وفعل ذلك ونجح لكن احد الاساتذة قال له بعد ان سألته عن مستقبل طالب الفنون بعد تخرجه فاجاب(ماكو الا يفتح مسرحاً على حسابه الخاص) وكانت التعيينات في حينها متوقفة ويزداد عدد المتخرجين بلا وظائف فقررت سحب اوراقي من الكلية وذهبت الى الخدمة العسكرية في موقف ربما لا يحصل مع طالب أخر!!.

وقد كانت فترة وجود الاستاذ اسعد في الكلية من اهم فترات حياته واصبح استاذاً متمرساً وتخرج على يديه مئات الطلبة الذين صاروا نجوماً للفن العراقي..كما استطاع ان ينجز تأليف العديد من الكتب المسرحية منها(دروس في اصول التمثيل) عام 1986 و(فن التمثيل) عام 1980 و (مشاكل العمل المسرحي) 1984 و(طرائق تدريس التمثيل) في عام1980..كما انجز بحوثاً عدة منها(تاريخ الحركة التمثيلية) عام 1961 و(المسرح والتربية)1994 و(الفن العراقي شجرة وارفة) في عام 1996 و(مسودة كتاب المسرح العربي) في عام 1992 كذلك قام بالتعاقد مع مدرسين من مصر لترصيف الجانب العلمي في الكلية وزيادة المعارف للطلبة .

أول اجر تقاضاه دينارين....!
في التلفزيون تقاضى أسعد أول أجر عن برنامجه (عيادة الطبيب) دينارين فقط في حين كان أعلى اجر تقاضاه (1600) دينار من دوره في مسلسل حرب البسوس.. وفي فيلم(الجابي) الذي مثل بطولته كان يفترض ان يستلم اعلى اجر بين العاملين لكن واقع الحال كان استلامه لسبعين ديناراً فقط علماً انه امضى سنتين يعمل في الفيلم مع المخرج المبدع جعفر علي.وبالرغم من إبتعاد العديد من الفنانين في الفرقة ولجوئهم الى فرق اخرى فأن هناك من ظل وفياً لفرقة 14 تموز وعلى رأسهم الفنان اسعد عبد الرزاق والفنان وجيه عبد الغني والفنان طارق الحمداني والفنان فوزي مهدي والفنان قاسم صبحي والفنان قائد النعماني.ومن اللحظات السعيدة في حياة هذا الفنان الرائد هو تكريمه من قبل وزارة الثقافة في عام 2005 لمناسبة يوم المسرح العالمي الذي يصادف في 3/27 من كل عام..وكذلك قبلها جائزة حقي الشبلي موسم 1978-1979.



من اليمين المرحوم د.طارق مظلوم , اسعد عبد الرزاق , الفنان مخلد المختار . الفنان اسماعيل الشيخلي , الفنانة د.وسماء الاغا والفنان فائق حسن عام 1987



في السينما مثل ثلاثة افلام في الجابي والنهر مع المخرج فيصل الياسري والفارس والجبل مع المخرج محمد شكري جميل... كما عمل اميناً لصندوق اتحاد المسرحيين العرب. وتأثيراته جاءت على ابنائه كلهم بأتجاته الفن فبناته لبنى ومي ومنى كلهن من اصحاب الشهادات العليا في التصميم الطباعي ويدرسن في الكلية وكذلك حيدر وحارث يعملان في الهندسة المعمارية (تصميم داخلي).من ابرز هواياته غير الفن السباحة بحكم ان بيت اهله كان مقابل نهر دجلة وكذلك لعبة التنس والقراءة التي لا يفارقها ابداً..

تحية لفناننا البغدادي الاصيل وتمنياتنا له بالصحة والعافية والعمر المديد .

تحياتي ......
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg طارق مظلوم اسعد مخلد المختار الشيخلي وسماء فائق حسح 1987.jpg‏ (22.7 كيلوبايت, المشاهدات 237)
نوع الملف: jpg 3.jpg‏ (29.5 كيلوبايت, المشاهدات 235)
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (17.0 كيلوبايت, المشاهدات 233)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27/10/2009, 14h57
الصورة الرمزية سمهر بغداد
سمهر بغداد سمهر بغداد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:429810
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 67
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

اجد كلمة شكرآ غير وافية امام ألذي اتحفتنا به يا اخ ( قصي ألفرضي ) !!!!
فليس من السهل إختزال ألدهر ... ولا من أليسير إختراق ألذاكرة لذا يصعبُ عليَ
إختيار مايليقُ بمجهودك المتميّز على ألدوام ...
أختك سمهر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27/10/2009, 16h01
الصورة الرمزية سمهر بغداد
سمهر بغداد سمهر بغداد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:429810
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 67
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

Documents and Settings\All Users\Doc
للأسف ألزمن ليس له صاحب ....
وألوقت قاطعٌ ومقطوع ....
وحسناء ألأمس باتت أطلال ....
ويذوي حال وتمسي احوال ...
صورة ألفنانة الرائعة
(عفيفة إسكندر)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg عفيفة بالكرسي.jpg‏ (32.7 كيلوبايت, المشاهدات 20)

التعديل الأخير تم بواسطة : سمهر بغداد بتاريخ 27/10/2009 الساعة 18h37
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29/10/2009, 21h44
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


عمو زكي وبرنامجه المتميز جنة الاطفال









لمحة جميلة من حياة الاستاذ الجليل الحاج عمو زكي (رحمه الله) الذي كان مدرسة ومصنعا لرجال المستقبل كان له حضور قوي مؤثر في صياغة تقاليد عمل رصينة مع الاطفال في العراق من خلال اسلوبه في التقديم الشفاف وعذوبة وحلاوة انتقاء مواد برنامجه الجميل (جنة الاطفال) الذي استمر طويلاً في الاذاعة ثم انتقل برياضة فيما بعد تلفزيونياً قدم فيه زاداً ثقافياً تربوياً اجتماعياً تعليمياً للاطفال والشباب هذا البرنامج ارتبط بحياة الناس وهمومهم وعطشهم للمعرفة والثقافة والذين اصبحوا فيما بعد من نجوم المجتمع العراقي البارزين في الفن والسياسة والفكر قوافل طويلة من الاجيال تخرجت من بين يده .

كان من اوائل من اسسوا ونشروا مجلات وصحف متخصصة بثقافة وادب الاطفال كان يصدر جريدة اسبوعية باسم (جنة الاطفال) توزع مجاناً بالاضافة إلى اصدارات ثقافية وتربوية اخرى اهتمت بصناعة الثقافة للاطفال كان لعمو زكي عائلة كبيرة جلهم من الاولاد كان حريصاً ان يجعلهم الوارثين لتراثه انصرف وانقطع كثيراً منهم وظل واحداً فقط وفياً لتراث والده هو المخرج مظفر زكي الذي كان مخرجاً متميزاً في قسم برنامج الاخبار في تلفزيون بغداد وانقطع عن العمل بعد الاحداث التي شهدها العراق وتهديم وتخريب بناية التلفزيون وسرقة محتويات مكتبته وجميع ما يخص العمل فيه اخر مرة شاهدت مظفرا المبدع كان يعمل سائق لسيارة اجرة من الباب الشرقي إلى الكرادة وبعدها سمعت انه قد فتح اسواقا وابتعد عن الفن والاخراج .

يرتبط عمو زكي بطفولة اجيال من العراقيين كما يرتبط هو بتاريخه الطويل بين عمر بداه في محلة القرة غول وعالم عاشه مع الاطفال ليشد عبر خيط طفولته افكارا مملوءة بالهواجس الجميلة التي ترجمها عبر شخصيته المحبوبة عند اطفال شبو وكونوا جيلا عريضا من الفنانين هذا الحوار الذي اجراه قبل وفاته بفترة قصيرة كمال لطيف سالم .

سر اهتمامه بعالم الطفولة يعود الى النبع الذي شرب منه لاول مرة ففي محلة القرة غول ولد عمو زكي سنة 1915 وتوفي سنة 1976 وكانت مدرسته الاولى عند الملا فاضل احد كتاتيب المحلة الذي مهد لدخوله مدرسة البدري التي تعتبر بالنسبة لذلك الوقت مدرسة متطورة بالقياس لاساليب التعليم انذاك ومدرسة التهذيب البدرية لمؤسسها المرحوم محمود البدري قد خرجت اجيالا من المبدعين والعلماء ومنهم العلامة المرحوم السيد شاكر البدري الشاعر الاديب ورجل الدين المعروف وشقيقه السيد عبد الرحمن البدري قاري المقام المتمكن والهاوي والعاشق للفن والموسيقى العراقية الاصيلة .

القصخون

عندما نسال عمو زكي عن سر ولعه بعالم الاطفال يقول بلهجته المحببة:
ان جدي كان قاصا معروفا وانا هنا لااعني القصة المكتوبة وانما اقصد ان جدي كان قصخونا بقص الغرائب والعجائب على رواد مقهى الفضل وفي هذه المقهى التي كانت بمثابة مسرح او تلفزيون او لنقل حتى سينما قدر لي ان ابحر مع تلك القصص والحكايات التي كانت تعج بالبطولات والخوارق مما وسع هذا النمط من الحكايات مخيلتي ودفعني الى التفكير بتقليد جدي حتى اصبحت بين اقراني (قصخونا صغيرا).

وفي عام 1938 بدات صلتي بالمذياع ففي محلتنا كانت عائلة واحدة تمتلك مذياعا وهذا ما كان يجعلنا نحيط بالمذياع على شكل جمهرة وبخاصة عندما كنا نسمع برنامج بابا صادق من اذاعة ماركوني في القاهرة وبالفعل فقد دفعني هذا البرنامج الى طموح جديد هو ان اقلد واصبح عمو زكي وعند تاسيس الاذاعة التي كانت مرتبطة انذاك بوزارة المعارف قدمت طلبا لتقديم برنامج للاطفال وفي يوم المقابة كنت امام فؤاد درويش مدير الاذاعة انذاك فدهش لصغر سني وقصر قامتي فرفض طلبي معللا ذلك باني طفل صغير وان مهمة برامج الاطفال يجب ان يقوم بها اشخاص طوال القامة ولهم شوارب ! فما كان مني الا ان اجبته عندما نظرت الى قامته القصيرة ولكن انت قصير ومع ذلك فانت مدير الاذاعة فادهشته عبارتي.
فقادني من يدي ووضعني امام الميكروفون حيث كنت اقف على الكرسي لاقدم برنامجي.

يروي عمو زكي عن ذكريات دخوله عالم الاطفال ...
بدات حياتي الفنية سنة 1929 عندما كان عمري خمسة عشر عاما حيث شاركت باول عمل مسرحي (ام عمش) تاليف المرحوم نديم الاطرقجي وكنا نقدم عروضا على مسرح صغير اقمناه في محلة الفضوة اذ كنا نصنع الملابس التاريخية وحسب اجواء كل مسرحية بمساعدة عوائلنا ومن الوجوه التي عملت معي في تلك الفترة لطفي حمدي ابراهيم المدرس المرحوم زكي السلامي ولا ننسى الرسام فائق حسن الذي كان يساهم في عمل الديكور ورسم بعض اللوحات ومجموعتنا كانت تضم ايضا كاتب السيناريو يوسف صالح الامام الذي يقوم بتلقين الادوار للممثلين واذكر بان المرحوم اسماعيل حقي كان يحفظ الدور لمجرد ترديده لمرة او مرتين اما كيف كنا نروج لمسرحياتنا فعن طريق النداء في الشوارع بواسطة فرقة موسيقية كما هو معمول في السينما.

وبعدان قطعنا شوطا في التمثيل انتقلت الى فرقة المعهد العلمي الذي كان يقوم بتعليم الاطفال القراءة والكتابة اضافة الى الموسيقى وفي هذا المعهد انضممت الى الفرقة المسرحية حيث واصلنا تقديم العروض المسرحية المختلفة من تاليف يحيى ونديم الاطرقجي الذي كان من ابرز الوجوه التي اغنت المسرح العراقي فقد كان شاعرا وممثلا وكاتبا وقد تميز باخلاصه وتفانيه للمسرح. وقد مات هذا الرائد بالسل في يوم ممطر.

عالم الطفولة
يستطرد عمو زكي في سرد ذكرياته قائلا :
وفي سنة 1938 تركت المسرح اتجهت الى برامج الاطفال وذلك بسبب ظهور السينما وقلة الاقبال على المسرح مما فرق شمل الممثلين فلجا الكثيرون منهم الى الاعمال الخاصة وقد اصبحت علاقتي ببرامج الاطفال امتدادا لعملي الفني السابق .

لقد كنت اسال نفسي دائما هل ساحقق امنيتي التي كانت لا تزال مزروعة في نفسي وبالفعل وجدت في برامج الاطفال متنفسي وصلتي الحميمة لتوجيه الطفل الوجه الصحيح الذي يجعله مرتبطا بارضه وبامته وتراثه الحضاري الاصيل فقدمت اول نص من فقرات برنامجي (الوفاء عند العرب) واستمريت في عملي لفترة طويلة فامنت ان عملي هو رسالة يجب ايصالها بامانة حيث كنت انظر دائما الى طفولتي والمعاناة التي عشتها وفي سنة 1956 اتجهت ببرنامجي الى التلفزيون. عندما افتتح في معرض شركة باي وساهمت به حتى سنة 1969 وكان برنامجي يميل الى نفس الاهداف التي كنت قد كرستها في برنامجي الاذاعي فكنت اقدم اسئلة ثقافية وتوجيهية كما كنت اقدم الضيوف واستمريت مع برنامجي حتى سنة 1969.



يروي الاستاذ رياض العزاوي بعضا من ذكرياته ....
قد عشت ردحاً من الزمن ملازماً للحاج عمو زكي الذي كان يجاور بيت خالتي في حي المأمون ببغداد وكان حريصاً على احتضان الاطفال الموهوبين واذكر في احدى المرات اختارني لاداء شخصية تاريخية كانت تقدم ضمن فقرات برنامجه المنوع في التلفزيون (جنة الاطفال) الذي كان يبث حياً وعلى الهواء مباشرة ويترقبه بشغف الاطفال والشباب اصابتني قشعريرة من الخوف ارتعدت لها اوصالي وشعرت بالخوف من الموقف الذي وضعني فيه المرحوم عمو زكي خرجت هارباً من مبنى الاذاعة والتلفزيون وقام باداء دوري باجادة وتفوق الفنان المعروف قائد النعماني الذي كان صديقاً لي ومن جيلي والذي اصبح فيما بعد واحداً من اشهر فناني الاذاعة والتلفزيون والمسرح في العراق .


عمو زكي تدهورت صحته في اواخر ايامه بعد ان اجهده العمل وانصرف إلى الاعمال الحرة بعد ان افتتح روضة للاطفال في حي المأمون ببغداد والتي قضى فيها مدة ثلاث سنوات اتت على امواله وتحويشة عمره ولم يبق له شيء مما ادى إلى سوء حالته النفسية وتدهور صحته واشتداد وطئة المرض عليه وفارق حياته في عام 1976 وودع حياة حافلة بالعطاء والابداع كان مثالاً رائعاً ونموذجاً فذا للرجل الفنان المخلص والوفي لشعبه ووطنه .
منقولة بتصرف ....

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Picture1.jpg‏ (8.1 كيلوبايت, المشاهدات 229)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31/10/2009, 18h56
الصورة الرمزية سمهر بغداد
سمهر بغداد سمهر بغداد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:429810
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 67
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

اخي ألعزيز قصي الفرضي ....
تحية وتقدير لجهودك ألمتواصلة ومقدرتك ألفذّة بسرد ألمتواري من ألدهر ....
تأملَ ألسالفون وألماضون للخلود ألمنتظر على ألزمن بإيمان مطلق !!
فتبيّنَ ياسيدي أن ألزمن أول ألآفلين ....
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01/11/2009, 16h34
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخت العزيزة سمهر بغداد
السلام عليكم

تحية واحترما لك على مرورك الكريم وتشجيعك المتواصل للجميع بكلمات متميزة ورقيقة كالنسيم , والحقيقة اني اعجب بهذه الكلمات الساحرة التي تعبرين فيها عما يجول في خاطرك بطريقة متميزة بكل مرة . وارجو ان يكون حضورك وتواصلك معنا دوما ياوردة قسم العراق .
تحياتي ...

اخوك / قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02/11/2009, 22h10
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


قبل عقدين من السنوات وربما اكثر كان هناك تاريخ مميز وبيوم محدد بالنسبة للعوائل العراقية هو يوم الثلاثاء الساعة التاسعة مساءا بالضبط تاريخ مقدس تقريبا ونجد العائلة كلها مسمرة امام جهاز التلفزيون كان يعرض برنامج الرياضة في اسبوع الذي يعده ويقدمة

الاستاذ مؤيد البدري ..






مؤيد البدري ،ولد في محلة السفينة في الأعظمية بمدينة بغداد في 21/11/1934.تخرج من ثانوية الأعظمية ببغداد عام 1953.دخل المعهد العالي للتربية الرياضية في جامعة بغداد وتخرج منه عام 1957. سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة دراسية وحصل هناك على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الرياضية . أصبح أمين صندوق الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1962، ومن ثم سكرتير الاتحاد العراقي لكرة القدم عام1970 حتى عام 1977. ترأس الاتحاد العراقي لكرة القدم في عام 1977 ، 1980 و عام 1988. ظهر في التلفزيون كمقدم لبرنامج الرياضة في أسبوع منذ عام 1963 حتى عام 1993. كان مدير الألعاب الرياضية في وزارة الشباب منذ عام 1962حتى عام 1984. علما انه أستاذ جامعي في كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد وقد تقاعد عن العمل الرسمي عام 1993.


حملنا مؤيد البدري الى اجواء قديمة وروى لنا عن بعض ذكرياته هنا وهناك ما بين المحلة والجامعة والاندية الرياضية طرقنا معه ابواب النجاح والشقاء بيد ان الحديث عن مؤيد لن يكتمل ما لم نطرق باب الرياضة في اسبوع البرنامج الرياضي الشهير الذي استمر يعزف سيمفونية حلاق اشبيلية لثلاثة عقود متواصلة مليئة بالمعاناة والنجاحات المستمرة ..... وفجأة يتوقف ويغادر كل شيء .


يروي البدري عن ذكريات انشاء البرنامج ...
الفكرة نرجع الى عام 1963 كان الاستاذ زكي جابر زميلي في الدراسة في امريكا والاخ ضياء حسن كان ابن محلتي و اصبحوا مسؤولين عن الاذاعة والتلفزيون في 1963 فطلبوا مني ان اقدم برنامج رياضي طبعا سبقوني اساتذة كبار قدموا هذا البرنامج كان المرحوم الاستاذ مجيد السامرائي والاخ حمزة مسلم والزميل حسين حافظ و ترددت في بداية الامر لانه لم يسبق ان ظهرت في التلفزيون ابدا علما ان التلفزيون العراقي بدا 1956 ثاني تلفزيون في اسيا واول في المنطقة العربية وكنا نشاهد التلفزيون ولكننا لم ندخل فيه ثم انه التزام كبير و يجب ان تتفرغ له تماما ولم يكن التسجيل الصوري موجودا بل كان البث مباشرا ولذلك ترددت وبعد اسبوعين قالوا يجب ان تقدم البرنامج وكنت اشاهد الاستاذ المرحوم مجيد والاخ حمزة مسلم وحسين كيف يقدمون البرنامج و فكرت ان التلفزيون هو صورة ويجب ان اقدم الصورة للمشاهد بدلا من الكلام والصدفة خدمتني بوصول منتخب مختلط الاهلي والزمالك بكرة القدم الى العراق وكان هناك فلم في وزارة التربية لنهائي كاس أوروبا في الستينيات بين فريقين فريق ريال مدريد من اسبانيا وفريق اينتراخ من بلجيكا فاخذت هذا الفلم وعملت مقابلة مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم المرحوم اديب نجيب وقدمت لقاء مع المصريين وقدمت صورنا بعض الانشطة المحلية وكنا نصورها بالنيكاتيف وتعرض في التلفزيون بوزتيف واحيانا كانت تصل افلام عالمية بالطائرة ولم تكن هناك اقمار صناعية او فيديو وقدمت البرنامج لاول مرة واتذكر بعض الناس قالوا حتى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأها مؤيد في الورقة فكنت مرتبك واول مرة اقابل الكاميرا , كان هذا في 24 اذار 1963 وكانت اول حلقة ولم تدم اكثر من 25 الى 28 دقيقة وكانت تجربة صعبة جدا بالنسبة لي فانا كنت في الليل اعد البرنامج كانه لدي امتحان واسال رئيس الاتحاد واللاعبين وقدمت مباراة ريال مدريد وطارت الورقة واسماء اللاعبين فيها وانا لا اعرفهم .

في بداية العمل كانت التجربة بالنسبة لي صعبة ولكن بعد ذلك عشقتها وهي اكبر من ابني زيدون فهو مواليد 1973 والبرنامج ولد سنة 1963 أي اكبر بعشر سنوات وانا أحببت هذا البرنامج وكنت احدد سفراتي و امتنع عن بعض السفرات بطبيعة عملي كرياضي وفي الاتحاد العراقي والدولي لكرة القدم لانني مجبر ان اقدم البرنامج باوقاته .


يروي الاستاذ ضياء حسن /اعلامي عراقي عن ذكريات تاسيس البرنامج :
فكرنا في ان يكون هناك برنامج رياضي في التلفزيون وجرت مداولة بيني وبين الاستاذ الدكتور زكي جابر الذي كان مدير البرامج في التلفزيون العراقي عام 1963 فصار الاتفاق ان يقدم الاستاذ مؤيد هذا البرنامج وان هذا ازعج بعض الاشخاص في التلفزيون من المحترفين على اساس ان يعهد لهم بذلك ولكن شعورنا ان الاستاذ مؤيد خريج المعهد العالي للتربية الرياضية ويحمل ايضا شهادة بكالوريوس وماجستير من الولايات المتحدة الامريكية وبالاضافة الى انه رياضي وابن الرياضة ومثقف رياضيا فهو اولى باعداد برنامج يطل اول مرة من شاشة التلفزيون العراقي .

المعروف عن مؤيدالبدري انفعاله في التعليق وحماسته اثناء المباريات الرياضية ويروي لنا حادثة عن انفعالاته استشهد بها المرحوم الشيخ جلال الحنفي .
كان برنامج الرياضة في اسبوع بعد الاخبارفي الساعة التاسعة وهناك اخبار الساعة العاشرة أي محصور بين اخبار واخبار , والاخبار كانت مقدسة بالنسبة للتلفزيون العراقي وانا حوصرت وكان هناك شيء يجب ان اشرحه للجمهور فقطعته وقلت هذا ما يسمح به الوقت قلتها بعصبية وعبرت عنها بما موجود في داخلي من تلقائية وبعد يومين كتب المرحوم الاستاذ جلال الحنفي ... هذه الطريقة البغدادية بالنسبة للناس الذين يريدون ان يقدموا شيء ولكن لا يستطيعون بسبب الوقت او الضيق او لاامور خارجة عن الارادة .


ويروي سبب اختياره ليوم الثلاثاء ....
البرنامج كان يقدم يوم الاحد وبعدها قدم الخميس وكان النقل الخارجي لهذين اليومين كثيف بالنسبة لبداية ونهاية الاسبوع للنشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية وكلها تنقل في هذين اليومين , رئيس قسم التنسيق الله يحفظه ويذكره بالخير اذا كان على قيد الحياة الاستاذ غازي شويش قال لي لا تقدم البرنامج في بداية الاسبوع او نهايته قدمه في وسط الاسبوع حيث لا يوجد أي شيء فيه فاخترنا يوم الثلاثاء واستمر لغاية اخر حلقة و اخر حلقة كانت يوم الثلاثاء .


ويروي المرحوم عمو بابا بعضا من ذكرياته عن مؤيد البدري
ابو زيدون اعتز به كثيرا وباخوته وصداقته ولا انساه ففي تعبيره من خلال التعليق كان يقيمني بنتائجي واسلوبي وبعصبيتي وكان يطلب مني ان اكون اكثر هدوءا وانا لم اكن اقبل بها وبالنسبة لي حتى هاتفي وضعت فيه موسيقى حلاق اشبيلية الخاصة ببرنامجه فانا وغيرنا من يمارسون الرياضة يقدرون من لهم فضل على الرياضة في العراق .





يروي مؤيد البدري بعضا من ذكرياته مع المرحوم عمو بابا
علاقتي به منذ ان كان لاعبا وانا مشاهد ومن ثم انا حكم فنحن حكمنا مباريات للحرس الملكي والقوة الجوية والمنتخب العسكري وبعدها عندما اصبحت مسؤول في اتحاد كرة القدم هو اصبح مدرب فبقيت العلاقة لاكثر من اربعين سنة سافرنا سوية واختلفنا سوية واختلافنا لانه هو يريد ان ياخذ الفريق لاطول فترة في سبيل ان يعده ويحقق بطولة وبالفعل حقق كل البطولات وانا كأمين سر الاتحاد اريد ان امشي الدوري فخلافنا على كرة القدم وانصب على مصلحة الفريق فعمو بابا حصل على كاس الخليج في 1979 وبطولة اسيا في 1982 التي لعبناها في الهند كان هو المدرب وانا رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم و لوس انجلس و حصل بطولة الخليج في 1988 في السعودية كمدرب وبقت العلاقة بيننا ومازالت قوية وايضا جاء مدرب الى بطولة تصفيات كاس العالم في الدوحة والى الان واتصالي مستمر معه سواء كان في بغداد او عمان وانا في الدوحة .


في يوم ما قرر مؤيد البدري ان يغير موسيقى البرنامج ,فما السبب الذي دعاه لتغيرها .
انا لم اكن اريد ان اغيرها ولكن التوزيع الموسيقي عزفها مرة ثانية وانا سمعته وأعجبني اللحن الجديد وقلت لنستفتي الجمهور فانا اعجبني اللحن واستفتينا الجمهور و ارادوا ان يبقوا على القديم فبقى القديم .


البرنامج حقق حضور واهتمام العائلة العراقية من صغيرها الى كبيرها لدرجة انه طلب منه ان يقدم بعض النصائح التي قد يكون لا علاقة لها بالرياضة ....
حدثت لي حادثتين , الدكتور خالد القصاب طلب مني اولا ان اقدم نصائح عن التدخين وثانيا توجيهات للمرور , وانا كنت متحيز للمرور اكثر , الاشارة الضوئية جاءت للعراق متأخره والناس لا يحترمونها وقلت له انا مستعد , امابالنسبة للتدخين كيف تريدون ان امنع التدخين والمدرب على مسطبة الاحتياط يدخن فكان صعبة عليّ .


تميز البرنامج بانه كان السبّاق في استخدام الاتصال التلفوني مع الجمهور , الامر الذي كان يعتبر مجازفة في ذلك الوقت .
كان مجازفة بالطبع , فانا اول مرة استعملناه في كاس الخليج في الدوحة 1976 والفريق العراقي تعادل مع الكويت في النقاط ويجب ان تكون هناك مباراة فاصلة وانا كنت في الدوحة ورجعت الى بغداد لانه كانت هناك مباريات اخرى تجري فقدمت برنامج تلفزيوني واستعملت الاتصالات واخذت رقمين خاصين من الاذاعة ووضعنا مذيعتين يجبن على اسئلة الجمهور والبدالة كانت قديمة وتعطل بسبب الزخم عليها وجاءني سؤال في الدقيقة الخمسين من البرنامج .. ماذا ستعطي الدولة للفريق اذا فاز في البطولة وانا تفاجئت وقلت له جواب دبلوماسي بان هذه المؤازرة وهذا الدعم وهذا التشجيع من الدولة والشعب هو وسام لهم ورايت صادق علي شاهين مسؤول التنسيق يدخل ضاحكا وبيده ورقة ومكتوب فيها انه امر الرئيس البكر بتكريم اللاعبين ببناء بيوت لهم وبالفعل اذعت ذلك ورغم اننا خسرنا في المباراة الختامية ولكن كل اللاعبين حصلوا على بيوت وكان من ضمنهم مساعد المدرب عمو بابا . وانا الوحيد الذي لم احصل على شيء رغم انني سبب في حصولهم عليها .


كان البرنامج يتواصل مع الجمهور من خلال الرسائل و كان عددها كبير جدا وتصل الى البرنامج كل يوم .
كنت افتحها وأقرأها واجيب عليها , والتعامل مع الرسائل له لذة , وكانت هناك زاوية لرسائل المشاهدين وكنت اتعمد ان اعطي بعض المعلومات من خلالها ولو لم تكن من اسئلة المشاهدين فانا كنت اريد مثلا ان اوصل معلومة في تبديل جديد بالقانون وامور كثيرة نحاول ان نوصلها للمشاهدين من خلال هذه الزاوية . وكانت هناك رسائل مميزة ورسائل حب ورسائل اعجاب وتقدير ورسائل انتقاد .



مؤيد البدري عام 1956 امام دارهم في السفينة ويظهر جسر الاعظمية القديم وجسر الائمة غير المتكامل



بعد ثلاثة عقود على بداية البرنامج من سنة 1963 فجأة وبدون أي سابق انذار يظهر الاستاذ مؤيد يوم 30 – 3 -1993 ويختم الحلقة ويعتبرها هذه اخر حلقة ويعتذر ويعتزل ويختفي تمام عن الشاشة
اختمرت الفكرة لدي في بداية السنة الثلاثين للبرنامج ولكن لم اكن ابوح بها لاحد وحتى كانوا يسألوني عن رأيي في البرنامج وهل سأستمر اقول لهم نعم سأستمر , وانا قدمت البرنامج وقدمت الحلقات ككل سنة وحتى المخرج لم يكن يعرف , وكانت الظروف تسير ضد البرنامج , ظروف متعددة وخاصة بعد حرب 1991 والحصار الذي فرض . كانت الظروف في الاذاعة صعبة جدا وليس علي فقط , فبعد عام 1991 ارسل بطلبي المدير العام للتلفزيون الاستاذ سامي مهدي قال لي اريد منك تقديم برنامجك بنصف ساعة فقط في سبيل ان نمشي البرامج قلت له لا انا لااقدم الاساعة وقال لي نحن نحتاج نصف ساعة ومن هنا بدأت الفكرة .


كان ختام البرنامج قاسي جدا .
فعلا قاسي جدا وقالوا لي كان المفروض ان تحاسب عليها , انا قلت لا بد لكل شيء ان ينتهي وحتى الحياة تنتهي ولكن العمل في الاذاعة والتلفزيون اصبح صعبا لا يمكن الاستمرار به ولذلك انا اقول هذه اخر حلقة اقدمها للمشاهدين وساخرج من التلفزيون كما دخلت اليه لا املك شيئا سوى حب الجمهور , وداعا " .


الجمهور حاول اعادة البرنامج .
كانت تصل لي رسائل كثيرة ولكنها لم ترجعني عن هذا القرار , وكتب الموضوع في الجرائد وحتى الاذاعة والتلفزيون اتصلوا بيّ وقلت انه من غير الممكن بعد هذا التصريح في الاذاعة والتلفزيون ان أتراجع ونحن لسنا كالسياسيين نعتزل ونرجع غدا . الشيء الثمين الذي كسبته هو علاقتي بالجمهور , وانا عندما اذهب لاي مكان ياتي الناس ويسالون عني ويسلمون عليّ ويقبلوني فهذا هو الذي كسبته وارجو ان يبقى ما دمت حيا .


ولكن الاجواء لم تكن ربيعا باستمرار فقد تعرض البدري خلال مسيرته الطويلة في مجال الرياضة والاعلام للكثير من الانتقادات التي وجهت له والمواقف الصعبة التي واجهته الا انه كجوهرة عتيقة تزداد لمعانا كلما وضعت على محك التجربة .


يروي البدري بعضا منها ..
في التلفزيون ذكرت عدنان القيسي والموضوع سبب لي مشاكل نقلوني الى البصرة بسببها وطبيعي ان هذه الامور لا تحبط عزيمتي بل تعطيني دافع كبير اذا كنت على حق .
و عدنان القيسي مصارع ابن محلتي في الاعظمية بالسفينة وكان في ذلك الوقت عبد الرزاق محمد صالح واموري اسماعيل ومهدي صالح ومهدي وحيد وخلدون عبدي هؤلاء الاوائل بالنسبة للمصارعة وحصلوا على بطولات عربية كثيرة وعدنان القيسي كان من ضمنهم وسافر الى امريكا وهو لو كان قد استمر بالهواية كان ممكن ان يكون بطل اولمبي وذهب الى المصارعة الحرة وجاء في 1966 خرج في لقاء عادي ولكن في بداية السبعينات عاد ويجري مباريات مع مصارعين مثل كوريانكو وجون فريري ولكن عندما صارع كوريانكو لم اعلق عليه و بدا ياتي كل يوم ثلاثاء يريد ان يظهر في البرنامج وانا ارفض وقلت له ان البرنامج برنامج كل العراقيين وكل الالعاب ونحن كنا صريحين ونقدم الشيء الصحيح ولا نريد ان نخدع الجمهور بهذه الصيغة فكان عنده نزال مع جون فريري فقلت انه في يوم الجمعة المقبل يلتقي المصارع عدنان القيسي مع متحديه جون فريري .
راس سطر (وهذه هي التي انقذتني) . وتشير الدلائل ان عدنان القيسي سيفوز في النزال كما فاز في النزالات السابقة فاثناء البرنامج قام المخرج خالد المحارب بقطع الصوت وقال لي الاستاذ محمد سعيد الصحاف كان مدير عام الاذاعة والتلفزيون يريدك بعد البرنامج انا عرفت لماذا يريدني بعد انتهاء البرنامج ذهبت اليه وقلت له نعم استاذ ابو زياد قال لي ماذا تقصد بان عدنان القيسي سيفوز في هذا النزال كما فاز في النزالات السابقة قلت له استاذ مثلما نقول ان مانشستر يونايتد يلعب مع الارسنال ومانشستر افضل من الارسنال فسيفوز قال لي اذا كنت تقصد هذا فلا يوجد شيء , وبعدها صدر امر نقلي الى البصرة . ولم اذهب, لانه صار هناك نوع من البلبلة , لماذا ينقل مقدم برنامج بسبب خبر في التلفزيون الى البصرة وبالفعل الرجل الذي لغى الامر كان امين العاصمة ابراهيم محمد الجبوري ذهب الى نائب رئيس الجمهورية وكلمه بالموضوع والغي الامر وانتهى الموضوع.





المصارع عدنان القيسي

يروي الاستاذ مؤيد جانبا من حياته العائلية ....
استقراري كان مع زوجتي الدكتورة ام زيدون وانا ليس لي علاقة بها او تعارف سابق ابدا ولكن حدث الامر صدفة , الاخ ماجد الكحلة هو تلميذي في التربية الرياضية وتم تعينه في الكلية الطبية واقيم مهرجان رياضي فيها واتصل بي وقال اريدك ان تحضر وهذا مهرجان رياضي وفيه اطباء حاضرين وذهبت ورايتها هناك وصارت القسمة .ولدينا بنتان طبيبات وزيدون مهندس ولدي احفاد هم اولاد زيدون وعلاقتي مع احفادي وثيقة جدا وهم موجودون معي في الدوحة واحب ان نلتقي مرة او اثنين او ثلاثة في الاسبوع وعلاقتنا وثيقة جدا . والجد يكون محبوب لدى الاحفاد لانه يلبي طلباتهم عكس الاب .


وحول امكانيةرجوعه الى وطنه العراق يذكر الاستاذ البدري ....
في الوقت الحاضر مستحيل لنكون صريحين ولو نحن رياضيون ولكننا ايضا لدينا بعض الاطلاعات بالسياسة بلدنا محتل في الوقت الحاضر الوضع الامني متهرئ والوضع الاقتصادي بائس الاخبار غير جيدة والوضع العام سيء , وانا عراقي الى النخاع , و كان باستطاعتي ان ابقى في امريكا بعد دراستي ولكنني رجعت الى العراق قبل انتهاء مدة البعثة وانا اموت في شيء اسمه العراق نحن نريد العراق الذي نحلم به وعشناه في الخمسينات والستينات و السبعينات ولكن في الوقت الحاضر الموضوع صعب جدا . ومن هو الذي لا يتمنى ان يكون في بلده . هل يجوز ان ادون تاريخ حياتي في عمّان وانا عراقي واعمل في الدوحة واتي الى عمّان في سبيل ذلك والمفروض ان يكون في البيت الذي ولدت به والمنطقة التي عشت ولعبت وسبحت في شطها حرمنا من كل هذا ... والى متى .


مغادرة البدري العراق خسارة لا تعوض ففضلا عن كم المعلومات الهائل الذي بثه في كتاباته وادارته للمناصب المختلفة ترك الرجل فراغا لا يمكن تجاهله والرجل الذي تزاحمت على مفرقه تيجان من دولة الابداع والعطاء وتزاحمت على صدره ارفع الاوسمة والنياشين من مزايا الكرامة والنزاهة لم تبقى سوى كراسي فارغة الا من الذكريات ,خبرة وتألق تستنزف خارج أرضنا والوطن الذي هو بحاجة اليه يشدو بحنينه لمؤيد البدري الذي يستحق التكريم الان اكثر من أي وقت اخر .

منقول وبتصرف

بالمناسبة ان مؤيد البدري ابن عمي حقيقة بالرغم من اختلاف لقبينا لان لقب والدي الفرضي هو لقب مهنه وليس لقب العشيرة .


تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg مؤيد البدري 1.jpg‏ (64.7 كيلوبايت, المشاهدات 214)
نوع الملف: jpg مؤيد وعمو بابا.jpg‏ (37.1 كيلوبايت, المشاهدات 211)
نوع الملف: jpg مؤيد 1955.jpg‏ (30.1 كيلوبايت, المشاهدات 212)
نوع الملف: jpg عدنان القيسي.jpg‏ (20.4 كيلوبايت, المشاهدات 213)
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفني العراقي , حكايات قديمة عن التراث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h30.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd