* : 45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - - الوقت: 18h38 - التاريخ: 12/09/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 18h27 - التاريخ: 12/09/2025)           »          شهرزاد- 8 يناير 1928 - 6 إبريل 2013 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h36 - التاريخ: 12/09/2025)           »          الشيخ محمد سليم (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 16h12 - التاريخ: 12/09/2025)           »          اعمال غربية مقتبسة من عبد الوهاب (الكاتـب : أيمن مصطفى - - الوقت: 00h53 - التاريخ: 12/09/2025)           »          أصوات متفرقة (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h40 - التاريخ: 11/09/2025)           »          مديحة عبد الحليم (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h17 - التاريخ: 11/09/2025)           »          السيره الهلاليه بصوت الشاعر محمد اليمنى (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : محمدابوضيف - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 11/09/2025)           »          يوسف الرشيدي (الكاتـب : tarab - - الوقت: 18h15 - التاريخ: 11/09/2025)           »          أسطوانة " أغاني من اليمن" (الكاتـب : تيمورالجزائري - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h57 - التاريخ: 11/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/08/2009, 10h59
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 1,294
افتراضي الجسر

الجسر


========

جلس على مكتبه الصغير فى زاوية الغرفة التى تجمعه بزملاء العمل الأربعة بمقر الشركة الإستثمارية الكبيرة، محبط ... خرج لتوه من مكتب مديره الذى كال له من صنوف التبكيت و اللوم ما يسم بدن الخنزير دون أن يقنع أحدهما الآخر بشئ، الشركة تتعرض لخسائر يقيناً ليس هو السبب منفرداً فى ذلك و هو الذى طالما كان سبباً مباشراً و وحيداً فى أرباحٍ ليست بالقليلة، لم تكن المرة الأولى فى السنة الحالية، و هو من كان يُنظر إليه بحسدٍ من زملائِه من كثرة ما يغدقه عليه مدراؤه من ثناءٍ و مديحٍ سابقاً، وقتما كان الأمل يحدوه لتحقيق أحلامه فى عيشٍ رغدٍ و مستوى تعليمٍ مرموق لولديه اليافعين و إبتسامته البراقة لم تكن لتفارق وجهه الحنطى البشرة و ملامحه الشرقية التى لا تخلو من مسحة وسامة.
بلغ الخماسة و الأربعين منذ شهرٍ تقريباً، شرد ذهنه طويلاً مسترجعاً شريط حياته الرتيب خلال السنتين الماضيتين، آلمَتْه نظرة الزملاء الشامتة أكثر من سياط ألفاظ مديره المهينة، بدى كأنه يكتشف هذا الرابط المفاجئ و المؤلم فى ذات الآن ... كل جنبات حياته أصابها العطب، العمل، الأهل، الجيران، الأصدقاء، حتى بيته لم يسلم من التوتر، و حار عقله فى التوصل لنتيجة ... أيُهما أثَّر فى أيِهما.
عاد لبيته منهك القوى خائر الهمة كأنه شبح رجلٍ مهزوم، نظرت إليه زوجته بألمِ المحب المشفق تكاد تخفيه بغلاف من إعتاد الأمر، على الأقل فى الآونة الأخيرة.
تذكرها فجأة، لم تجمعهما غرفة مغلقة منذ أمد لم يستطع تذكره، يااااه لهذا الحد بعدت المسافة بينهما و هما العاشقان الذين لم تخمد جذوة الشوق بينهما السنين!
حاول ملاطفتها، لبت نداءه طاعةً لا شوقاً بل يمكن القول أنها أشفقت عليه مما هو فيه، إستسلمت له فلم يستطع، حاولت و حاول و النتيجة كما هى، لم تكن هذه المرة الأولى فجن جنونه، إنتفض يكتم غيظه، لملم شأنه و خرج من الغرفة يدور فى جنبات، الشقة لم يستطع البقاء أكثر و خرج يهيم فى الشارع قاصداً الجسر فوق النيل، يقف دائماً فى منتصفه، لماذا الآن ينتبه لكونه لم يعبره يوماً سيراً على الأقدام و هو الذى كثيراً ما عزم على ذلك، و يعود دوماً بعدما يقف فى منتصفه بعضاً من الوقت.
عاد فى ساعةٍ متأخرة من الليل و وجدها تنتظره صامتة، دخلت غرفتها ففراشها حين إطمأنت لعودته و تركته، وفى الصباح إكتشفت أنه قضى ليلته فى غرفة المعيشة.
ذهب لعمله بقايا إنسان، ذهنه تتصارعه أفكار متضاربة، تعبث به الأوهام و الحقائق التى لم يستطع التفريق بينهما، لم يستطع تحمل نظرات زملائه التى يحسها كاشفةً لما يخفيه، إلى هذا الحد هو مفضوح السر، قرر فجأة العودة للمنزل دون أن يستأذن رب عمله.
فى شقتها بكت زوجته لحاله و ما آل إليه و تفتق ذهنها عن لوم نفسها لأهمالها زينتها و أناقتها و استراحت لتلك النتيجة و قررت أن تفاجئه بصورتها القديمة الجديدة التى طالما تغنى لها بها قبل أن يصبه ما هو عليه من تغير، إستعدت و تزينت و تعطرت، سمعت صوت الباب يفتح هرعت خارج غرفتها ليتفاجأ بها على حالتها، تمالكته حالة هستيرية عندما رأى علامات الدهشة على وجهها، جرى نحو غرفتهما بغضب، ثم نحو المطبخ فبقية الغرف و هو لا يرى أمامه، عاد إليها ينتفض و هى مذهولة مرعوبة ألجمتها حالته، مد يده حول رقبتها يخنقها و هو يصرخ هو مين؟ هو فين؟
لم يفيق إلا و هى جثةً هامدة بكامل زينتها بين يديه، لم يشعر بنفسه سوى و هو فى منتصف الجسر الذى لم يعبره يوماً، لم يطل الوقوف هذه المرة، و قفز فى وسط النهر من فوق الجسر فلم يظهر له أثر، جرى المارة ينظرون مفجوعين يرددون لا حول و لا قوة إلا بالله.

تمت
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس

التعديل الأخير تم بواسطة : Tarek Elemary بتاريخ 09/08/2009 الساعة 11h56
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 19h34.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd