فاعل خير...
فاعل خير
فى هدوء تام..
انسحبت الشمس الى مغربها ,وأقبل الليل يمحو بظلمته آية النهار المبصرة
وجعل الفلاحون يأوون إلى منازلهم يحملون ماأصابوا من رزق يمتـّعون به الأهل والجيران
ويأكلون ما يجدون فى بيوتهم بعد الصلاة ليأخذوا نصيبهم من النوم بعد إنفاق بياض النهار ,وشطر من سواد الليل فى كدّ ونصب يبغون الرزق ويطلبون القوت
أمّا هو فلا حظ له من النوم تلك الليلة وربّما ليال أخر
فلديه سهرة طويلة مع معزوفة أنغام السّاقية تئنّ له حنينا حيث لايؤنس وحشة ليله
سوى البهائم المتعاقبة على السّقية وهى معصوبة العين ,تحمل معه همّ جفاف الترعة من الماء إذا أدركها الصباح
نزل إلى قاع الترّعة لتسليك مجرى الماء فى الظلام ,فأمسك دون أن يدرى بلفافة تعلو الطين , وما أن تحقق من هويّتها حتىّ أدرك أنها جثـّة طفل دون الخامسة تقريبا
فانتابه الخوف والفزع وفقد قيادته فى السّيطرة على أعصابه حتى أيقظ قادة القرية وكبرائها والذين أشاروا عليه بالصّمت وكأنّه لم ير شيئا
قلة قليلة منهم قاموا بتشجيعه على تبليغ الجهات المختصّة ليرى نفسه بعد ساعات من النهار فى قفص المتهمين بالقتل مرهونا بظهور القاتل الحقيقى واعترافه
أخذ يصيح فى صرع غير مسئول داخل قسم الشرطة
(أنا..أنا..أنا بكره الخير أنا أكره المعروف)
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 14/08/2009 الساعة 14h32
|